أردنيون يكشفون أسباب بَحْثهم عن الهجرة من البلاد

أردنيون يكشفون أسباب بَحْثهم عن الهجرة من البلاد
صورة أرشيفية

يعيش الشعب الأردني أزمة اقتصادية طاحنة، فلا يقدر على دفع فواتير الكهرباء ولا شراء السلع الغذائية، مما يدفع الشباب دوما للتفكير في الهجرة والهروب من البلاد، ولا سيما بسبب انتشار البطالة إلى حد كبير.


ووفقا لإحصائيات رسمية، بلغ معدل البطالة خلال الربع الثالث من العام الحالي في الأردن 19.1%، مرتفعا بمقدار 0.5% عن مثل هذه الفترة من العام الماضي البالغة 18.6%، حسبما أظهرت أرقام دائرة الإحصاءات العامة.


فالشارع الأردني اليومي يائس إلى درجة دفعت نحو 26%، منهم ومعظهم في سن الشباب إلى التفكير بالهجرة والتزاحم في طوابير على أبواب السفارات الغربية أملا بمستقبل أفضل في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية.


أسباب الهجرة


أجرت هيئات متخصصة أردنية استطلاع رأي حول التفكير في الهجرة، والتي تبين منها أن نحو 79 بالمئة من العينة يفكرون بالهجرة إلى الخارج دون العودة إلى الأردن مطلقا.


فيما يحصل في كل عام نحو 374 أردنيّاً على فرصة الهجرة العشوائية بنظام القرعة من أصل 50 ألف فرصة مخصصة لكل مواطني دول العالم.

 لكن الحال يبدو أكثر وضوحا حينما تتحدث السفارة الأميركية عن حصول نحو 35 ألف أردني على فيزا لمدة 5 سنوات من بينهم نحو 2500 فيزا لأغراض الدراسة والتبادل الثقافي، وهي أرقام كبيرة وتؤشر إلى رغبة نسبة لا يستهان بها من الأردنيين بمغادرة البلاد.
أردنيون يطرحون الأسباب


يقول الشاب الأردني محمد نظمي، 32 عاماً، إن السبب الرئيسي الذي يدفع الشباب للهجرة، هو أنه لا يجد ما يقدمه للأردن، ولا ما يقدمه له الأردن، خاصة أن نسبة الوعي مرتفعة إلى حد كبير بين الشباب الأردني، فهو يبحث عن وظائف تناسب قدراته ومؤهلاته.


ويتابع: "الشباب في الأردن يشعر باليأس والإحباط، فهو يرى أن حلم الهجرة هروب من الفقر والواقع البائس".
من جانبها تكشف هبة الله محمد، عن سبب تقديمها للحصول على فيزا ثلاث سنوات إلى أميركا، قائلة: "معي ماجستير في الإعلام وأتحدث لغتين أجنبيتين ومع ذلك لم أجد فرصة سوى العمل في مخبز حلويات".
أضافت الفتاة الشابة: يهرب الأردنيون من اليأس، يريدون تعليما جيدا لأبنائهم"، مؤكدة أنها تحاول البحث عن حياة وبلاد تقدر مؤهلاتها.

نِسَب البطالة


وقال رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز، مؤخرا، إن "تشغيل الأردنيين وإيجاد فرص عمل لهم يحتل سلم أولويات الحكومة، وإن مشكلة الفقر مرتبطة بشكل رئيس بالبطالة المرتفعة بين الشباب والفتيات"، مضيفا أن الحكومة ستعمل على تقديم الحوافز اللازمة وإزالة العقبات أمام القطاع الخاص ليأخذ دوره الحقيقي في النمو الاقتصادي الذي يولد فرص العمل.

وارتفعت نسب البطالة في الأردن من 11% في عام 2010، إلى 19% بحلول عام 2019.

وحسب تقارير دائرة الإحصاءات العامة بلغ معدل البطالة خلال الربع الأول من عام 2019 (19.0%) بارتفاع مقداره 0.6 نقطة مئوية عن الربع الأول من عام 2018 الذي كان يمثل 18.7%.

وبلغ معدل البطالة للذكور خلال الربع الأول من العام الحالي (16.4%) مقابل (28.9%) للإناث، ويتضح أنّ معدل البطالة قد ارتفع للذكور بمقدار 0.4 نقطة مئوية وارتفع للإناث بمقدار 1.1 نقطة مئوية مقارنة بالربع الأول من عام 2018.

كما بينت النتائج أن معدل البطالة كان مرتفعا بين حملة الشهادات الجامعية (الأفراد المتعطلون ممن يحملون مؤهل بكالوريوس فأعلى مقسوما على قوة العمل لنفس المؤهل العلمي)، إذ بلغ 24.4% مقارنة بالمستويات التعليمية الأخرى.


تحديات أردنية


أبرز التحديات الداخلية تتمثل في عجز الحكومات الأردنية المتعاقبة عن وضع استراتيجية وطنية شاملة لمعالجة مشكلة البطالة، وضعف الآليات المتخذة في هذا الخصوص، فضلا عن غياب المتابعة المنهجية، ما خلق أزمات متوالية دفعت بالمواطنين الأردنيين، في الفترة الأخيرة، إلى الخروج في تظاهرات شعبية عارمة احتجاجا ضد السياسات الحكومية غير الحصيفة التي أدت إلى ارتفاع الأسعار في مختلف السلع والمنتجات، مقابل دخول متدنية تقارب في بعضها حدود الفقر المدقع.