العميد سميح ترزي.. حكاية ضابط قُتل بعد كشفه دعم قطر وتركيا للإرهاب

العميد سميح ترزي.. حكاية ضابط قُتل بعد كشفه دعم قطر وتركيا للإرهاب
صورة أرشيفية

يبدو أن سيطرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أجهزة الدولة ورؤوسها ليست كاملة، ليواجه أزمات ضخمة بالداخل ومخالفات ورفض بالغ، ما تجعله أكثر شراسة وانتهاكًا ليقدم على العديد من الجرائم بالبلاد، دون علم أحد.

العميد سميح ترزي.. واحد ممن فشوا سرًّا كبيرًا من أسرار أردوغان قبل فترة، ليسارع بتصفيته ليقتل تلك الفضيحة معه وينهي صفحة كبيرة من الخلاف، إلا أنه سرعان ما انكشفت حقيقته.

من هو سميح ترزي؟

العميد سميح ترزي، واحد من الضباط البارزين بالداخلية التركية، تمكن من كشف الدعم القطري للمتطرفين في سوريا عبر تركيا، لذلك سرعان ما تم اغتياله، وفقًا لوثائق قضائية نشرها موقع "نورديك مونيتور"، السويدي، الذي أكد صراعات ضخمة بين أروقة الأجهزة الأمنية التركية، خصوصًا بين ضباط المخابرات.

وكان ترزي تم تكليفه من هيئة الأركان العامة التركية العمل على ملف سوريا، وكان يعرف جميع تفاصيل العمليات التي كانت تقوم بها الحكومة التركية عبر الحدود، كما كان مسؤولًا عن قاعدة عسكرية تقع في مقاطعة كيليس الحدودية جنوب شرقي تركيا، وكان من بين مسؤولياته تنسيق الإجراءات مع جهاز الاستخبارات الوطنية التركي بقيادة هاكان فيدان، المقرب من الرئيس رجب طيب أردوغان.

فيما عمل ترزي ضمن برنامج بالتعاون مع وزارة الدفاع الأميركية من أجل تدريب مقاتلين من المعارضة السورية، لكنه أبدى اعتراضه بعد أن لاحظ أن جهاز الاستخبارات كان يحاول دمج متشددين في البرنامج واعتبره خداعًا؛ ما جعله محط استهداف من المخابرات وأكساكالي.

الكشف عن فضائح قطر وتركيا

وتمكن ترزي من إثبات تورط قطر في دعم الجماعات المسلحة المتشددة في سوريا عبر تركيا، فضلًا عن انخراط أنقرة في صفقات شراء النفط من تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي كان يسيطر على أجزاء واسعة من شمال سوريا.

كما وصل إلى نسبة التمويل القطري إلى تركيا من أجل شراء الأسلحة والذخيرة للجماعات المسلحة في سوريا، على رأسهم "داعش"، والأموال التي تسلمتها بالفعل هذه الجماعات، بجانب المبالغ التي تم اختلاسها من قِبَل مسؤولين أتراك.

علم ترزي بكل المعاملات القذرة للاستخبارات التركية، بجانب عصابة في الجيش التركي كانت تعمل لحسابها الشخصي بعيدًا عن أي تفويض من كبار الضباط في هيئة الأركان العامة، بالإضافة لأسماء المتورطين من الحكومة التركية في عملية تهريب النفط من سوريا إلى تركيا، عبر صفقات مع تنظيم "داعش"، وكيف كان يتم تقاسم الأرباح، بجانب أنشطة أخرى مشبوهة كان يشارك فيها مسؤولون من الدولة.

اغتياله

بعد معرفة سميح ترزي بكل تلك الأسرار والفضائح التركية، صدرت أوامر عليا بتصفيته وإعدامه، حيث تم استدعاؤه إلى أنقرة من مقاطعة حدودية، بحجة توفير الأمن له في المقر من ضد تهديد إرهابي في العاصمة التركية، ثم قتله.

وتضمنت الوثائق السويدية أن كل ذلك، جاء ضمن اعترافات صادمة للعقيد فرات ألاكوش، الذي عمل في قسم الاستخبارات ضمن قيادة القوات الخاصة التركية، أمام المحكمة الجنائية بالدائرة 17 في العاصمة أنقرة، في 20 مارس 2019.

واعترف ألاكوش أن الفريق زكاي أكساكالي، رئيس قيادة القوات الخاصة في ذلك الوقت، أمر باغتيال العميد سميح ترزي، لأن الأخير اكتشف أن أكساكالي كان يعمل سرًّا مع جهاز الاستخبارات الوطنية التركي، في إدارة العمليات غير القانونية والسرية في سوريا لتحقيق مكاسب شخصية؛ ما جر تركيا إلى مستنقع الحرب هناك.

أنشطة مشبوهة 

كما كشف ألاكوش في اعترافاته قيام بعض المسؤولين الحكوميين بأنشطة مشبوهة، منها جلب كبار قادة الجماعات الإرهابية لتلقي العلاج في تركيا، مقابل رشاوى دفعوها للمسؤولين الأتراك.

وشغل ألاكوش منصب رئيس مكتب الاستخبارات في قيادة القوات الخاصة بين عامي 2014 و2016، وتم تكليفه بالعمل في فريق تم تشكيله لمكافحة تنظيم "داعش" في سوريا والعراق بدءًا من ديسمبر 2015، وخدم مع الفريق 6 أشهر.