الليبيون بين بطش السراج ومحرقة أردوغان

الليبيون بين بطش السراج ومحرقة أردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والسراج

ما بين ميليشيات إرهابية لا تتوقف عن ترويع المواطنين أمل في حصد مكاسب سياسية، ودعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي لا ينقطع بالمال والسلاح والمرتزقة يجد المواطن الليبي نفسه محاصرًا، وخلال الأشهر الماضية جاء فيروس كورونا ليزيد من معاناة الليبيين، خاصة مع تفشي الفقر ونقص الخدمات وانعدام الرعاية الصحية، فميليشيات السراج نجحت في تحويل حياة أهالي طرابلس إلى جحيم، بقيامها بالسطو والقرصنة على المساعدات الطبية التي يرسلها المجتمع الدولي لإنقاذ الليبيين وتهوين المصائب المتتالية، الليبيون لم تشفع لهم دعوات الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في ليبيا لتسهيل مهمة المنظومة الصحية لمحاربة وباء "كورونا"، فالسراج وأردوغان يصران على تحقيق المكاسب على حساب حياة وصحة الليبيين ومهما كلف الأمر.
 
رغم مناشدات المجتمع الدولي: ميليشيات السراج تحوّل حياة الليبيين إلى جحيم


لم تتوقف المعارك الطاحنة في طرابلس رغم الظروف الإنسانية الاستثنائية الأخيرة، اللواء أحمد المسماري المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي أكد أن حدة الاشتباكات العسكرية تصاعدت تدريجيًا بسبب دعم أردوغان الذي لم يتوقف يومًا واحدًا طوال شهر رمضان الكريم، مؤكدًا أن حدة الهجوم وصلت الذروة عند محاولة الميلشيات المسلحة السيطرة على قاعدة الوطنية الجوية العسكرية جنوب طرابلس وفي محاولة لتخفيف الأعباء على الليبيين أعلن اللواء أحمد المسماري انسحابا جزئيا لقواته لتصبح هدنة حقيقية من أجل الشعب خلال عيد الفطر.


الهجمات من ميليشيات الوفاق لم تتوقف رغم تجدد الدعوات الدولية لطرفي الصراع لوقف العنف جراء مخاوف من تفشي فيروس كورونا المستجد بشكل وبائي، فمنذ تصاعد وزيادة عدد المصابين بفيروس "كورونا" في دول الجوار خصوصا تونس والجزائر ومصر، فرضت كل من الحكومة المؤقتة في بنغازي وكذلك حكومة الوفاق في طرابلس، حظر تجول في مناطق سيطرتها، كما أغلقت الحدود البرية مع تونس، وعلقت الرحلات الجوية إلى الخارج، كما أغلقت المحلات التجارية والمقاهي باستثناء المرافق الصحيّة والصيدليات.


فيما يرى مراقبون أن من شأن انتشار فيروس كورونا تعميق مأساة ليبيا التي تفتقر أساسا إلى بنية صحيّة جيّدة وتعاني من نقص الإمدادات الطبية، مع زيادة أعداد المرضى وجرحى الحرب التي تعصف بها منذ سنوات.


ولم تشفع للشعب الليبي الضغوط الدولية على طرفي الصراع لوقف العنف جراء مخاوف من تفشي فيروس كورونا المستجد، خاصة مع إصرار السراج و أردوغان على استغلال الانشغال العالمي بوباء كورونا لكسب معاركهم وحسم المعركة مع الجيش الوطني الليبي.


مراقبون أكدوا أن انتشار فيروس كورونا سيتسبب في مأساة داخل ليبيا التي تفتقر أساسا إلى بنية صحيّة جيّدة وتعاني من نقص الإمدادات الطبية، مع زيادة أعداد المرضى وجرحى الحرب التي تعصف بها منذ سنوات.
  

بأوامر أردوغان: الألاعيب التركية مستمرة والليبيون يدفعون الثمن


الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد بقاء قوات بلاده في ليبيا، قائلا إن أنقرة لن تتخلى عن ليبيا مشيرًا إلى الفترة التي كانت خاضعة فيها للاحتلال العثماني، مضيفًا، تركيا ستواصل البقاء في ليبيا لحين إرساء الاستقرار والأمان المنشود من قِبل كافة أبناء الشعب الليبي، لافتا أن بلاده مُستمرة في دعم السراج.


ولم تتوقف الألاعيب التركية رغم المناشدات الدولية، وأعلن جهاز الرصد والمتابعة الخاص بالجيش الوطني الليبي قيامه برصد رحلتين جويتين بين مطار إسطنبول التركي ومطاري مدينة مصراتة ومعيتيقة بالعاصمة طرابلس رغم توقيف كافة الرحلات الجوية وتعليق الطيران بين البلدين، في إطار إجراءات منع انتشار فيروس "كورونا".


وأوضح غيث أسباق مدير جهاز الرصد والمتابعة بالجيش الليبي في تصريحات صحفية، أن عددا كبيرا من الطائرات المدنية التابعة للخطوط الليبية تقلع من مطار طرابلس نحو مطار إسطنبول قبل أن تعود بعد نقل حمولتها، وذلك في رحلات غير مسجلة وغير معلنة وحمولتها مجهولة، مرجحا أنها تنقل أسلحة ومعدات عسكرية وطائرات مسيرة ومرتزقة سوريين، تزامنا مع تصاعد المواجهات العسكرية هذه الأيام بين قوات الجيش والميليشيات المسلحة التابعة لقوات الوفاق في الغرب الليبي، وبعد الخسائر البشرية واللوجستية التي لحقت بالمليشيات.
  
عناصر السراج تستولي على المساعدات وتحرم الليبيين منها


الحكومة الليبية المؤقتة طالبت المجتمع الدولي بضرورة سحب الاعتراف من حكومة الوفاق بسبب الأفعال الإجرامية التي تحدث يوميًا من عناصر تابعة للوفاق، فالسطو على المساعدات المرسلة للشعب ليست أول أو آخر العمليات الإجرامية التي تتكرر بشكل يومي في كل شبر من أرض طرابلس.


وكانت حكومة الوفاق قد أعلنت أنها تسلمت شحنة معدات وأجهزة طبية من مؤسسة "جاك ما" الصينية بإشراف من الاتحاد الإفريقي، وقالت إنّها حولتها إلى وزارة الصحة لتكون بين أيدي الفرق الطبية لاستخدامها في مكافحة هذه الجائحة وحصرت استخدامها فقط على عناصرها المقاتلين وحرمت منها الشعب الليبي.
 

ميلشيات السراج "عصابات مسلحة".. حتى هو لا يملك السيطرة الكاملة عليها


يقول محمد التائب، 28 عاما، ويعيش في طرابلس، حياتنا تزداد صعوبة يوميًا، ميليشيات السراج لم توقف هجومها طوال الشهر الكريم، فصوت الرصاص لم يتوقف لحظات على مدار 24 ساعة طوال الشهر وهو الأمر الذي يجبرنا على البقاء في منازلنا رغم عدم امتلاكنا لمخزون يكفي البقاء واضطرار بعضنا للخروج مغامرًا بحياته لشراء بعض الطعام.


وتابع التائب، الميليشيات تطلق النار بشكل عشوائي فمن الصعب أن تحكم المرتزقة وتجعلهم يسيرون وفق قوانين، فميليشيات السراج أشبه بالعصابات التي تفعل في الشعب ما يحلو لها دون سيطرة من أحد، ومن ناحية أخرى يحاصرنا فيروس كورونا، في ظل سيطرة ميليشيات السراج على المستشفيات وتخصيصها لعلاج عناصرها فقط، ونحن لا نمتلك من الأساس.

الاستعدادات المناسبة للتصدي للفيروس الخطير الذي ركّع أنظمة صحية عالمية، في حين من الخطأ أن نطلق على ما نملكه في طرابلس اسم منظومة صحية، بل هي بضعة مستشفيات متناثرة لا تكفي لعلاج 100 شخص فقط يوميًا.
 
مجبرون على الإنفاق على "مرتزقة أردوغان" لتأخر رواتبهم


في السياق نفسه، يقول هيثم محمد، 30 عاما، ميلشيات السراج لا تسمح لنا بالسير على الأقدام إلا 5 ساعات يوميًا بالكاد تكفينا لنقل احتياجاتنا من المياه بعد أن قطعتها جماعات مسلحة تابعة لحكومة الوفاق، فنضطر للذهاب إلى البئر الموجود بالمسجد لملء المياه وبعدها شراء بعض الخبز والطعام، وحتى الوقت الضئيل لا نذهب فيه بأمان فصوت الرصاص يحاصرنا في الذهاب والعودة.


وتابع محمد، الميليشيات منذ بداية أزمة كورونا بدأت في تخزين المواد الغذائية والدوائية بقوة السلاح، مما تسبب في صعوبات شديدة في إيجاد الطعام خلال شهر رمضان، نعيش في حظر تجوال ورغم ذلك ندرك أنه لا يوجد أمن، فنخشى الخروج خوفًا من المسلحين أكثر من خوفنا من الفيروس.


وأضاف، خلال شهر رمضان، لم يمر يوم دون سرقة المتاجر والمحال وانتشار المرتزقة في الشوارع لسرقة كل من يخرج لشراء احتياجاته، بحجة تأخر وصول رواتبهم، فهل نحن كشعب مسؤولون عن الإنفاق على ميليشيات أردوغان المسلحة التي تروع أمننا؟!.