امارة الظلم والظلام ... أهالي قبائل الدوحة القديمة يروون معاناتهم مع النظام

امارة الظلم والظلام ... أهالي قبائل الدوحة القديمة يروون معاناتهم مع النظام
صورة أرشيفية

فقر وقصور شديد في البنية التحتية وغياب تام للخدمات الأساسية، هذا ملخص حياة أهل الدوحة القديمة، الذين زادت معاناتهم أضعافاً بعد تفشي وباء كورونا في قطر، مشاهد تعكس الوجه الآخر للإمارة الغنية التي تصدر للعالم صورة للأبراج العالية المبهرة، وتخفي داخلها أماكن قد لا تجدونها في أشد الدول الإفريقية فقرًا.


أحياء فقيرة، وشوارع محطمة ومياه صرف صحي تغرقها ومياه ملوثة في الصنابير، وتتمركز القبائل "المغضوب عليها" من نظام الأمير تميم بن حمد أمير قطر، في عدة مناطق معروفة للجميع، وهي الدوحة القديمة – مخيم أبو هامور – حي العبيد – حي المشرب وغيرها من الأماكن معظمها يقع على أطراف العاصمة "الدوحة".


يقطن تلك الأحياءَ السكان الأصليون لقطر، ورغم ذلك لا يحمل معظمهم الجنسية القطرية فهم "بدون" فلا جنسية ولا أوراق ثبوتية أشهرهم قبيلة الغفران الذين رفضوا الانقلاب الذي قاده حمد آل ثاني ضد أبيه، فعاقبهم أمير قطر السابق حمد بن خليفة بإسقاط الجنسية عنهم، ومعهم أيضًا ما يزيد عن 2% من الشعب القطري وهم مواطنون لم ينجحوا في الحصول على فرص عمل وبالتالي لم يستطيعوا شراء منازل في الأماكن مرتفعة التكلفة في قطر، فأصبحوا مضطرين للسكن في تلك العشوائيات، وآخرون تورطوا في ديون للبنوك بسبب الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه قطر وتدهور العديد من القطاعات الاقتصادية مما تسبب في إفلاس عشرات الشركات الصغيرة والمتوسطة منذ قرار الرباعي العربي بمقاطعة النظام القطري حتى يتوقف عن دعمه للإرهاب.
 

السلطات القطرية تتجاهل أهل "الدوحة القديمة" وأمر الإعلام بتجاهُلهم


وضع مأساوي يعيش فيه عدد كبير من القطريين في "الدوحة القديمة"، خوف وفزع من تفشي فيروس كورونا المستجد، وتجاهل تام من الحكومة القطرية.
مراقبون أكدوا رفض السلطات القطرية إنقاذ عائلات الدوحة القديمة وتجاهل إرسال سيارات إسعاف تم طلبها أكثر من مرة لنقل حالات مصابة بفيروس كورونا وتم عزلها في المنازل وسط حالة من الخوف من تفشي المرض بين الجميع، وعدم وجود أماكن تصلح لعلاجهم في ظل انعدام كامل للإمكانات الطبية التي تصلح لمواجهة الفيروس القاتل.


الأهالي حاولوا الاستغاثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤكدين أن السلطات تأمر جميع الصحف والوسائل الإعلامية التابعة للحكومة القطرية بعدم التحدث حول ما يحدث مع السكان الأصليين لقطر، مؤكدين أن العشرات منهم ظهر عليهم أعراض الإصابة بفيروس كورونا، مؤكدين أن تعنت السلطات القطرية لن يؤذيهم هم فقط بل سيتسبب في تفشي الوباء في قطر بالكامل.
 

أموال تميم نجحت في شراء صمت المجتمع الدولي.. والجميع يتجاهلنا


يقول حاتم الغفراني، 40 عامًا، يعيش في الدوحة القديمة، لا نعلم لماذا يتجاهل العالم مآسينا، التجاهل جعلنا نتساءل هل نجحت أموال تميم بن حمد في شراء صمت المجتمع الدولي، مضيفًا، السلطات القطرية تتعامل معنا وكأنه صدر حكم بإعدامنا بفيروس كورونا.


وأضاف، متاجرنا بها القليل من الطعام، ولم نجد قطرة واحدة من المواد المطهرة منذ الأزمة، ولا توجد كمامة واحدة في متاجرنا، فحتى إذا امتلكنا الأموال يجب أن نقطع مسافة طويلة للغاية لشراء مستلزمات الوقاية الطبية، حتى الآن يوجد بيننا عشرات المصابين الذين تظهر عليهم أعراض الإصابة ولكن لا نعرف إذا ما كانت إنفلونزا عادية أم فيروس كورونا بسبب ضعف الإمكانيات ورفض الدولة استقبال مرضانا.


وتابع، منذ 3 أيام حاولت نجدة أحد جيراني بعد أن ظهرت عليه الأعراض الخاصة بفيروس كورونا، فأجريت اتصالا بهيئة الإسعاف، ووجدت تجاوبًا واهتماماً شديداً، وبمجرد إخطارهم بعنواني أخبرني المتحدث أنه سيعاود الاتصال للتأكد من العنوان، وأغلق الخط، وتكرر الأمر أكثر من 25 مرة على مدار اليومين الماضيين في ظل تدهور حاد في حالة المريض ولا حياة لمن تنادي.
 
أعددنا غرفَ عزلٍ بدائية على أسطح منازلنا لمحاولة إنقاذ أهلنا


في السياق نفسه، قال مازن بن عبد الرحمن: بدأنا الاعتماد على أنفسنا بعد أن يئسنا من الحكومة القطرية، وتأكدنا من أنها قررت تركنا لنواجه مصيرنا، وعلى أسطح المنازل بدأنا إعداد غرف لعزل المصابين ومحاولة مداواتهم بوصفات شعبية تعزز أداء المناعة حتى يستطيعوا التغلب على الفيروس القاتل، فنفعل ما هو متاح لنا والشفاء من عند الله.


وأضاف "بن عبد الرحمن"، أرى بعيني كيف تختلف المعاملة بيننا وبين باقي الشعب القطري، ولم نكن نتخيل أن يبلغ الفجر في الخصومة هذا الحد، فتتركنا الدولة نواجهه فيروساً قاتلاً بلا إمكانيات وكأنهم يقتلوننا ببطء، تمنينا للحظات لو كنا مواطنين إيرانيين أو أتراكاً فوقتها لم تكن تتخلى عنا حكومة قطر، بل كانت أعطتنا اهتماماً يفوق اهتمامها بالشعب القطري نفسه.


وتابع، غرف العزل البدائية نعلم أنها غير كافية، ولكن ما باليد حيلة، فالمستشفيات الحكومية ترفض استقبالنا والمستشفيات الخاصة تفوق قدرتنا المالية ولا نقدر على أسعارها، الجميع في قطر يعلم تجاهل الحكومة لنا، وهو ما يدفع الأمن لمنعنا من الخروج من الدوحة القديمة خوفًا من نقل الفيروس لأماكن أخرى في قطر، فإلى متى يستمر حصار الحكومة لنا، والجميع هنا يتساءل هل قرر "تميم بن حمد" التخلص منا جميعًا؟!