بعد تصريحات أردوغان.. فرنسا تتجه لوقف الصفقات العسكرية لتركيا

بعد تصريحات أردوغان.. فرنسا تتجه لوقف الصفقات العسكرية لتركيا
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

رغم محاولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إظهاره لتقارب العلاقات مع الدول الأخرى، والتسامح والحرص على ترسيخ الإسلام وحماية المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان وفي صدارتها، حرية العقيدة، لكن مواقفه الحقيقية تكشف تطرفه وإرهابه وهو ما يورط أنقرة في أزمات دبلوماسية عديدة.

وقف الميسترال


بسبب تصريحات الرئيس التركي ضد فرنسا واستغلاله الأمر والترويج لحملة مقاطعة المنتجات الفرنسية لإنقاذ اقتصاد بلاده المنهار، تتجه باريس لوقف صفقة أنظمة الدفاع الجوي المحمولة قصيرة المدى من طراز "ميسترال"، التي كانت تحاول أنقرة الحصول عليها بعد وقف الصفقة الأميركية لطائرات "أف 35"، وفقا لما كشفته مصادر.

وأضافت المصادر أن تركيا كانت تحاول سرا حصد الموافقة الفرنسية تجاه تلك الصفقة لتحسين صورة أردوغان أمام شعبه بعد وقف صفقة الطائرات الأميركية، بالإضافة لزعم تحسن العلاقات التركية الفرنسية، خاصة لمشاركة الجيش الفرنسي خلال السنة الجارية، في سلسلة من التدريبات والمناورات العسكرية مع خصوم تركيا في شرق المتوسط، للتأكيد على دعم باريس لهذه الدول في نزاعاتها الإقليمية مع أنقرة.

وأشارت إلى أن ذلك الأمر سيعتبر صفعة جديدة لأردوغان ونذيرا بالرفض الدولي الضخم له، لاسيَّما أن ماكرون ينتقد كثيرا سياسة تركيا الخارجية بقيادة رجب طيب أردوغان، فيما يتعلق بمعاملة الأكراد والصراع الليبي، وتحركات أنقرة في شرق البحر المتوسط.

وقاحة أردوغان


منذ بداية تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بشأن الإسلام والتي أساء فيها للدين، وأعادها مع واقعة المعلم المذبوح، سارع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، باستغلال الأمر وتسييسه لصالحه ما كشف عن الندية والصراع الحقيقي مع فرنسا، حيث قال مطلع الشهر الجاري: إن حديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن إعادة تشكيل الإسلام يعتبر "وقاحة تنم عن عدم معرفته لحدوده، ونعتبرها قليلة الاحترام والفارغة من احترام الأديان الأخرى، لا نقبل بها".

وأضاف أردوغان أن ماكرون يحاول التغطية على الأزمة التي تعيشها فرنسا والسياسات الخاطئة التي يتبعها من خلال قوله إن الإسلام في أزمة.

وكرر هجومه منذ أسبوع، خلال اجتماع للدول الإسلامية نظمته رئاسة الشؤون الدينية، حينما قال: إن تصريحات ماكرون، تأتي "بغية تصفية حسابات، ومحاسبة الإسلام والمسلمين"، مضيفا أن "المنزعجين من صعود الإسلام يهاجمون ديننا، عبر الاستشهاد بالأزمات التي كانوا هم سببا في ظهورها".

وأعاد الأمر مرة أخرى قبل أيام، خلال كلمته بمؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم، حيث ادعى أن "ذاك الشخص الذي على رأس فرنسا فقد صوابه في الآونة الأخيرة، فهو ينشغل بأردوغان ليلا ونهارا.. انظر إلى نفسك أولا، والمكان الذي تسير إليه، الرئيس الفرنسي يعاني من مرض، وعليه الخضوع لاختبار طبي"، وهو ما أثار غضبا فرنسيا عارما تجاهه.

الرد الفرنسي


وعقب ذلك، استدعت فرنسا سفيرها لدى تركيا، حيث أعلنت الرئاسة الفرنسية أن تصريحات الرئيس أردوغان غير مقبولة، وأن تصعيد اللهجة والبذاءة لا يمثلان نهجا للتعامل، مضيفة: "نطلب من أردوغان أن يغيّر مسار سياسته لأنّها خطيرة على كل الأصعدة. لن ندخل في سجالات عقيمة ولا نقبل الشتائم".

وأكدت فرنسا "غياب رسائل التعزية والمساندة من الرئيس التركي عقب اغتيال صامويل باتي"، مستنكرة تصريحات أردوغان الهجومية للغاية في الأيام الأخيرة، خاصة حول الدعوة إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية.