بعد ردّها على اختطاف عُمّالها في ليبيا سياسيون: مصر لا تُفرِّط في حق أبنائها

بعد ردّها على اختطاف عُمّالها في ليبيا سياسيون: مصر لا تُفرِّط في حق أبنائها
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

مقطع فيديو تم تداوُله على مواقع التواصل الاجتماعي أظهر مشاهد صادمة لعملية تعذيب وحشي وإهانة بالغة تعرض لها عُمّال مصريون في ليبيا بعد أن تم اعتقالهم على يد ميليشيات مسلحة تابعة لقوات "بركان الغضب" المدعومة من أردوغان والتابعة لقوات حكومة الوفاق، الفيديو وثّق عمليات إذلال متعمد للعمال المصريين، إذ أجبرهم عناصر الميليشيا المتطرفة على الوقوف بأوضاع مهينة، وحملوهم على ترديد عبارات مسيئة للرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" والمشير "خليفة حفتر"، قائد الجيش الوطني الليبي.
 
تحرُّك سريع من السلطات المصرية.. ومحاولة خداع من "الوفاق"


السلطات المصرية تحركت على الفور بعد ساعات من انتشار المقطع المصور، وأجرت اتصالات رفيعة المستوى بالقيادة الليبية لكشف ملابسات الواقعة والتدخل العاجل للإفراج الفوري عن العمالة المعتقلة في الغرب الليبي.


على الفور صدر بيان من الجيش الوطني الليبي، قدم خلاله اللواء أحمد المسماري، متحدث الجيش الليبي، الاعتذار للقيادة المصرية والشعب المصري عن فيديو إهانة وتعذيب العمال المصريين في ليبيا، مؤكدًا أن مَن يقف وراء هذا الفيديو صبية أردوغان والميليشيات التي يدعمها، وأن هذه العمالة ضيوف في ليبيا.


وفي محاولة لتضليل السلطات المصرية أعلنت داخلية الوفاق التحقيق في الواقعة، وتقديم مرتكبيها للجهات القضائية، مؤكدة أن مثل هذه الوقائع لن تفتّ في عضد العلاقات المتينة بين الشعبين الشقيقين الليبي والمصري، معلنة في الوقت نفسه تخصيص 20 ألف دينار مكافأة لمن يُدلِي بمعلومات عن الجناة.


وفي تصريحات تلفزيونية، قال اللواء أحمد المسماري، متحدث الجيش الليبي: إن جريمة اختطاف العُمال المصريين تضمّ إلى جرائم أردوغان في ترهونة، والمصريون المختطفون عمالة بريئة ليس لها علاقة بما يحدث في ليبيا، وتدفع ثمن دعم مصر للجيش الليبي، معلنًا تحديد مكان اختطاف العمال المصريين بمقر تابع لميليشيا الحزم في مصراتة، مرجحًا أن يكون عدد العمال المصريين المختطفين بين 19 و22 شخصًا، مجددًا اعتذاره للشعب المصري عن أفعال ميليشيات الوفاق التي تتلقى أوامرها من أردوغان.


ودانت غرفة العمليات المشتركة بالمنطقة الغربية التابعة لحكومة الوفاق الأفعال الدنيئة لإهانة العُمّال المصريين على يد عناصر تدعي انتسابها لبركان الغضب وتردد اسم مدينة مصراتة، مؤكدة في بيان أن الواقعة تأتي لتشويه ما اعتبرته تضحيات أبطال بركان الغضب.
 
البرلمان المصري يحذر "أردوغان" ويؤكد: إعلان القاهرة أصابه بالجنون


من جانبها، حذرت لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب النظام التركي وعلى رأسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من إهانة الميليشيات الإرهابية والمرتزقة التابعين لتركيا المصريين داخل ليبيا، مؤكدة أن أي مساس بالمصريين بالخارج لن يمر مرور الكرام وسوف يُحاسَب مَن يفعل ذلك ضدّ المصريين في ليبيا حسابا عسيرا.


وقال النائب علاء عابد رئيس اللجنة في تصريحات للمحررين البرلمانيين على هامش انعقاد جلسات البرلمان اليوم إنه يجب على النظام التركي الداعم للإرهاب أن يعلم أن المصريين داخل ليبيا خط أحمر، وأن أساليب ميليشيات الأتراك وممارساتها العنصرية ضد بعض المصريين العاملين في ليبيا أمر مرفوض جملة وتفصيلاً.


وأوضح النائب "علاء عابد" أن مصر لن تنسى ما فعلته الميليشيات التركية في أبناء الجالية المصرية وليعلم القاسي والداني أن كرامة المواطن المصري بالخارج خط أحمر وفوق أي اعتبار وهذا ما سعى إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ اللحظة الأولى لتوليه مسؤولية الحكم في مصر منذ أكثر من 6 سنوات.


وأضاف النائب علاء عابد أن أردوغان وجميع الموالين له من الإرهابيين والميليشيات المسلحة والمرتزقة داخل الأراضي الليبية أصيبوا بالهوس والجنون بعد إعلان القاهرة الذي صدر من مصر بعد لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي والمستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، خاصة بعد التأييد العالمي واسع النطاق من مختلف دول العالم ومنظماته لإعلان القاهرة.
 
مسؤولون مصريون: لن نفرط في حق أبنائنا ونحن مَن يحدد توقيت ومكان الرد


من جانبه، وجَّه على عبد العال، رئيس مجلس النواب المصري، دعوات لضرورة الهدوء والتفكير جيدًا قبل اتخاذ أي قرار، وذلك ردًّا على مطالبات نواب بإصدار بيان إدانة لإهانة المصريين العاملين في ليبيا، مشددًا على أن مصر لن تفرط في حق أبنائها، ونحن مَن يحدد توقيت ومكان الرد.


فيما قالت الدكتورة "نبيلة مكرم"، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج: إن الدولة المصرية لا تصمت إزاء أي اعتداء على المصريين بالخارج، وتتخذ موقفًا عمليًا وترد وتحمي أبناءها، مذكرة بما فعلته القوات المسلحة المصرية بتنظيم داعش الإرهابي في ليبيا.
 

من جانبه يقول الدكتور "محمد الأسمر البوزيدي"، مدير مركز الأمة الليبي للدراسات الاستراتيجية إنه منذ اللحظة الأولى لإعلان القاهرة والذي انطلق من القاهرة بعد لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والمشير خليفة حفتر قائد القوات المسلحة الليبية والمستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب يدرك الجميع أن الجنون سيصيب قوات أردوغان في ليبيا، خاصة بعد التأييد الدولي الذي حصل عليه إعلان القاهرة فور انطلاقه.


وتابع "البوزيدي"، الجميع في ليبيا يتفهمون حالة الغضب المصرية، خاصة مع تداوُل أنباء عن نية الميليشيات المسلحة قتل الأسرى المصريين، مضيفًا الشعب الليبي بالكامل يشعر بالحزن لحدوث تلك الجرائم على أراضيه بسبب سماح حكومة الوفاق لقوات الاحتلال التركي بالسيطرة عبر ميليشياته وتهديد ضيوف الشعب الليبي.


وأضاف، الجميع يؤيد السلطات المصرية، ويحفظ حقها في اتخاذ ما تراه مناسبًا لحماية مواطنيها ويدين في الوقت نفسه الأفعال الإجرامية المشينة واللاإنسانية التي ارتكبتها الميليشيات في حق عمال مصريين أبرياء، والذين لا ذنب لهم في الحرب الدائرة بليبيا، معتبرين أنها تختصر المشهد في مدينة "ترهونة" ومعاناة أهلها منذ دخول قوات الوفاق إليها.