تعرَّف على "بيني جانتس" مبدد أحلام نتنياهو

تعرَّف على
جانتس

بعد مرور ما يقرب من عام على الأزمة الأكبر بإسرائيل، احتاجت لثلاثة انتخابات غير حاسمة، حسمها الكنيست، قبل ساعات، بأن يتناوب رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مع منافسه بيني جانتس زعيم حزب "كاحول لافان"، على رئاسة الحكومة، بعد معركة شرسة بين الطرفين، انتهت بالتصديق على تعديل القانون الأساسي بالبلاد لينص على التناوب على المنصب وتمديد ولاية الحكومة الجديدة لأربعة أعوام.
 
كيف ستتم المناوبة


واتفق حزبا "الليكود" و"كاحول لافان" الأكبر بتل أبيب، على أن تكون ولاية الحكومة أربع سنوات، وأن يتولى نتنياهو وجانتس رئاسة الحكومة لسنتين بالتناوب، على أن تنصب الحكومة الأربعاء المقبل، لتصادق اللجنة الخاصة في الكنيست لتعديل القانون الأساسي اليوم.


وصادقت اللجنة على تعديل القانون الأساسي للحكومة، بعد 3 قراءات له، عقب رفض المحكمة الإسرائيلية العليا بالإجماع، الالتماسات ضد نتنياهو والاتفاق الائتلافي، وسحب المعارضة كل تحفظاتها، لإنهاء تلك الحالة الجدلية والأزمة الأكبر بالبلاد.
 
نصوص الاتفاق


ونص الاتفاق الجديد على "منح صلاحية لرئيس الحكومة الإسرائيلية أو لرئيس الحكومة البديل، لتعيين أو إقالة وزراء ونواب وزراء، والسماح بتولي وزيرين وزارة واحدة"، كما شمل أيضا "صلاحية رئيس الحكومة الإسرائيلية لحل الكنيست مشروطة بموافقة مسبقة من جانب رئيس الحكومة البديل، وفي حال سعي رئيس الحكومة أثناء ولايته إلى تقديم الانتخابات للكنيست، فإن ذلك يعني أن الحكومة كلها مستقيلة، ويجب إجراء انتخابات مبكرة".


وتعتبر تلك هي الحكومة الإسرائيلية الأولى منذ أكثر من عام، حيث اشترط جانتس تمرير مشروع القانون في الكنيست، بضمان عدم تراجع نتنياهو عن رئاسة الحكومة حال انتهاء المدة المحددة له.


وتحظى الحكومة الجديدة المنتظر أداؤها اليمين يوم الأربعاء المقبل، بما لا يقل عن 70 عضوا في الكنيست؛ ما يجعلها حكومة قوية رغم التناقضات السياسية الطاحنة بها.
 
من هو "بيني جانتس"؟


ولد "بيني جانتس" في 7 يوليو عام 1957 في كفر أحيم بإسرائيل لأم من أصل مجري وأب من أصل روماني، ثم انضم للجيش في عام 1977، بلواء المظليين وتدرج فيه حتى صار قائدا له في عام 1995.
وفي 1997 توجّه غانتس إلى الولايات المتحدة حيث قضى فترة من الدراسة الأكاديمية، وفي 1999 عين قائدا لوحدة الارتباط مع جنوب لبنان، وفي 2002، أًصبح قائدا للمنطقة الشمالية في جيش الدفاع، ثم تولى قيادة القوات البرية في جيش الدفاع، وتولى قيادة القوات البرية للاحتلال خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان في 2006.


  
كما كان ملحقا عسكريا في السفارة الإسرائيلية لدى الولايات المتحدة، وفي الفترة ما بين 2007 و2009، وعقب ذلك تولى منصب نائب رئيس هيئة الأركان العامة في جيش الدفاع، فضلا عن أنه من خريجي كلية القيادة والأركان وكلية الأمن القومي وحاصل على درجة البكالوريوس في التأريخ من جامعة تل أبيب، ودرجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة حيفا، ودرجة ماجستير أخرى من جامعة الأمن القومي الأميركية (NDU) في الإدارة والموارد الوطنية.
وفي عام 2011، صار قائدا لأركان الجيش الإسرائيلي، وتولى عدة مهام عسكرية أثناء ذلك المنصب، منها عملية "الجرف الصامد" ضد حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة.


وأعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، نفسه بديلا لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في الانتخابات المقررة في نهاية إبريل 2019، ليبدأ مشوارا شرسا مع نتنياهو، حيث سعى إلى الظهور وكأنه أكثر صرامة من نتنياهو بشأن أمن الدولة العبرية والتهديد الإيراني، ووجه له عدة اتهامات بالفساد.
 

تأمين السادات مهمته الأولى


المهمة الأولى لجانتس، كانت تأمين زيارة الرئيس المصري الراحل، محمد أنور السادات، إلى إسرائيل عام 1977، عقب حرب أكتوبر المجيدة، وفقا لما قاله في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية.


وأضاف جانتس أن تلك المهمة بعد تجنيده في صفوف الجيش الإسرائيلي، حيث إنه في مساء السبت الموافق 19 نوفمبر 1977، وصلت طائرة الرئيس السادات في مطار بن غوريون، والذي كان في استقباله كل قادة الدولة العبرية حينها بلا استثناء، وهي الزيارة التي أحاطتها تل أبيب حينها بإجراءات أمنية مشددة، منذ هبوط الطائرة ثم إقامة الوفد المصري في فندق الملك داود بالقدس، وزيارته المسجد الأقصى، وحتى إلقاء السادات لخطابه في الكنيست.


وتابع أنه قبل 40 عاما وفي البيت الأبيض، تم التوقيع على اتفاقية السلام التاريخية بين الرئيس السادات ورئيس الوزراء مناحيم بيجن ورئيس الولايات المتحدة جيمي كارتر، قائلا: "وهو الاتفاق الذي أظهر لنا أنه يمكن لقيادة كبيرة وشجاعة تغيير وجه التاريخ".   


وأردف أنه "منذ هذا الوقت وتأمين السادات، أصبحت أشارك كجندي مقاتل في مهام لتأمين دولة إسرائيل، لكنني لست كأي جندي، بل إنني جندي يهودي".