ثورة «الخميني».. النظام الإيراني يحتفل بذكرى «الخراب»

ثورة «الخميني».. النظام الإيراني يحتفل بذكرى «الخراب»
خامنئي

عشرة الفجر.. الأيام التي غيرت مجرى حياة الإيرانيين، وأدت إلى تغيير حياتهم إلى سواد أعظم، والتي يتم إعادة إحياء ذكراها هذه الأيام، حيث عاد سيد روح الله الخميني إلي إيران فانتصرت الثورة التي سميت بالثورة الإسلامية في عام 1979، هذه الأيام العشرة من 1 إلى 11 فبراير تحتفل كل عام في إيران كاحتفال وطني يبدأ العشرة بذكرى عودة الخميني إلى إيران وتنتهي بانتصار الثورة الإسلامية في إيران الذي يسمى بيوم انتصار الثورة الإسلامية، وفي كل عام تسعى وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية لتسخير جميع إمكانياتها حتى تروّج لذكرى الثورة الإسلامية سنويا، في محاولات يائسة للظهور بمظهر النظام القوي المتماسك رغم أن خامنئي المرشد الإيراني الأعلى ورأس النظام يعيش أسوأ فترات في عهد ولاية الفقيه؛ فالعزلة الدولية تزداد صعوبة والشعب أقرب ما يكون للانفجار اعتراضًا على الأوضاع الحالية بسبب العقوبات الأميركية، السخط الشعبي الداخلي دفع المواطنين للخروج في تظاهرات تطالب برحيله وتكررت خلال السنوات الماضية وحتى الآن الاشتباكات بين قوات أمن النظام والشعب الإيراني.

احتفال بالخراب


وكانت تزعم الثورة الإيرانية التي انطلقت عام 1979، أنها تهدف إلى تخليص الشعب الإيراني من حكم الشاه وبناء دولة ديمقراطية تضمن الحريات وحقوق الإنسان، ولكن جاء آية الله الخميني ليختطفها ويخضع البلاد إلى نظام ولاية الفقيه ليضمن رأس النظام البقاء مدى حياته قائدا وزعيما متسلحا بالدين للسيطرة على الدولة، ولم تتسبب الثورة في عزلة إيران عالميا فحسب، وإنما تسببت في فشل طال معظم القطاعات على الصعيد الداخلي بسبب إهدار مليارات الدولارات على مشاريع توسعية لم تضر الشعب الإيراني فقط، وإنما سكان المنطقة.


وبينما يحاول النظام الإيراني تحسين صورته داخليا في الذكرى السنوية للثورة التي تحل في 11 فبراير 2021، فإن الشعب الإيراني قد خرج بالآلاف في جميع أنحاء إيران خلال الشهور الأخيرة؛ احتجاجا على ما آلت إليه الأمور.


وكانت وكالة رويترز قد كشفت في تحقيق نشرته في ديسمبر الماضي، سقوط 1500 شخص في المظاهرات التي اندلعت في 15 نوفمبر الماضي احتجاجا على ارتفاع أسعار المحروقات بأوامر من النظام الإيراني؛ ما أشعل حالة غضب شعبية كبيرة كادت أن تتبدل فيها الأمور، لولا أن وجه المرشد الإيراني علي خامنئي أوامره للقيادات الأمنية بفعل "كل ما يلزم" لقمعه الاحتجاجات الشعبية.


هكذا تبدو أوضاع إيران في ذكرى ثورتها الإسلامية الـ41، والتي انتهت بالإطاحة بنظام الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي، وإنشاء نظام ديكتاتوري بقيادة روح الله الخميني ومن بعد علي خامنئي.

العزلة الدولية ومحاولات التملص


النظام الإيراني شعر بأنه حصل على مكاسب عديدة بعد أن وقع الاتفاق النووي في عام 2015 مع دول 5+1، إلا أن العزلة الدولية عادت سريعًا لتفرض نفسها على نظام الملالي بسبب رفض النظام الانصياع لشروط الولايات المتحدة بخصوص ضرورة أن يعطي الملالي ضمانات أكثر حول برنامجه النووي، وتغيير طهران لسياساتها العدائية الداعمة للإرهاب.


وعقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية في عام 2018، أصدر الرئيس ترامب عقوبات على النظام الإيراني، طالت معظم القطاعات الاقتصادية، ودخلت الحزمة الأولى من العقوبات الأميركية على إيران حيز التنفيذ فجر السادس من أغسطس من عام 2018، والتي تشمل عمليات شراء النظام الإيراني للدولار الأميركي، وعقوبات على تجارة الذهب والمعادن الثمينة، وعقوبات على عمليات نقل المعادن كالألمونيوم داخل وخارج إيران، وعقوبات على قطاع السيارات الإيراني.


وقبل العقوبات الاقتصادية التي فرضت خلال العامين الماضيين، كان النظام الإيراني بالفعل يعاني من عقوبات اقتصادية أقل وطأة، ما سمح له بالتوسع إقليميا من خلال وكلائه.


وتحاول إيران دوما التملص من العقوبات الاقتصادية، وكان أبرز الوسائل ممثلا في السوق الرمادية، والتي تعني التجارة في البضائع من خلال قنوات مشروعة لكنها تذهب إلى جهات غير التي يقصدها المصنع الأصلي للبضاعة.

شعوب المنطقة أدركت مدى خطورة النظام الإيراني.. وكورونا أنقذته من سقوط سريع


يقول محلل الشؤون الإيرانية مسعود ألفاك: منذ عام 2019 شهدت المنطقة العربية ثورة ضد استبداد وكلاء إيران وعلى رأسهم حزب الله اللبناني وميليشيات الحشد الشعبي العراقي، فالعراقيون خرجوا في جميع أنحاء البلاد للمطالبة بالقضاء على النفوذ الإيراني داخل بلادهم، وشددوا على ضرورة تطهير الحياة السياسية العراقية من النخبة الفاسدة التي تخضع لإملاءات طهران.


وأضاف ألفاك: "تكرر الأمر في لبنان أكثر من مرة رغم مقابلة أجهزة الأمن الخاضعة لإيران لتلك الاحتجاجات بكل عنف فخرج الآلاف مطالبين بإسقاط النخبة السياسية الحاكمة ونظام المحاصصة وإنهاء نفوذ حزب الله المدعوم من إيران، إلا أن تفشي جائحة كورونا جاء ليؤجل الانتفاضة ضد وكلاء إيران بسبب الإجراءات الاحترازية التي تم فرضها في جميع أنحاء العالم على التجمعات".


وتابع: إلا أن تلك التحركات تؤكد أن الدور الإيراني أصبح مفضوحًا بالنسبة للشعوب العربية التي أدركت أن إيران وأذرعها سبب رئيسي في تفشي الفساد وانهيار الأوضاع الداخلية في الأماكن الواقعة تحت سيطرتهم، ولن يطول الأمر قبل أن تنتفض الشعوب مجددًا للقضاء على النفوذ الإيراني بشكل نهائي.