جيهات يايشي.. مهندس صفقات أردوغان للاستيلاء على المياه البحرية

جيهات يايشي.. مهندس صفقات أردوغان للاستيلاء على المياه البحرية
صورة أرشيفية

تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. تعتبر تلك الحكمة الشهيرة، هي ما ينطبق على حياة الأدميرال التركي جيهات يايشي، الذي ظل لأعوام يخدم الرئيس رجب طيب أردوغان ويحقق له مكاسب بحرية واستيلاء على مناطق بالبحر عديدة من أجل خدمة أغراضه، قبل الإطاحة به منذ أيام.

من هو جيهات يايشي؟

يبلغ من العمر 55 عاماً، ولد بأنقرة، وخدم في سفن مختلفة من قيادة القوات البحرية مثل ضابط الفرع ورئيس القسم والقيادة، وهو حاصل على درجة الماجستير في الموارد البشرية من جامعة مرمرة.

كما درس في مجال هندسة الفيزياء وهندسة الإلكترونيات في الولايات المتحدة الأميركية، وحاز على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة إسطنبول، وتولى عدة مناصب رفيعة في البحرية التركية، منها رئيس شؤون الأفراد لقيادة القوات البحرية حتى عام 2017، وفي 20 أغسطس من العام نفسه، تولى منصب رئيس أركان قيادة القوات البحرية.

مهندس الصفقة الليبية

الأدميرال التركي جيهات يايشي، هو واحد من مهندسي الانقلاب الفاشل في 2016، ولعب بعده دوراً مهماً لتطهير الجيش من أتباع فتح الله غولن، والذي تجرع بعد أقل من 4 أعوام منه، من كأس الغدر والخيانة التي أذاقها للشعب التركي، حيث تم تخفيض رتبته من رئيس هيئة الأركان العامة إلى رتبة أدنى؛ ما دفعه إلى الاستقالة من الجيش سريعاً، ليتخلص بذلك أردوغان من أحد رجاله المقربين بعدما انكشف أمره، في قرار مثير للجدل بشدة.

وتمت الإطاحة بياتشي بسبب فشل تركيا الكامل في إظهار قوتها في شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث كان الأدميرال هو مهندس نظرية "Blue Homeland" التي تهدف إلى ضم جزر بحر إيجة الشرقية والفضاء البحري، لذلك في نوفمبر 2019، أبرمت أنقرة مع حكومة طرابلس اتفاقية ترسيم الحدود البحرية "الاختصاصات البحرية" التي أثارت جدلاً ضخماً وأزمة كبرى.

كان يروج لنظرية أن تكون تركيا وليبيا جارتين بحريتين، انطلاقاً من الفكرة الزائفة "عثمانلية"، التي تزعم أن لتركيا الحق في الحصول على مياه إقليمية أكثر مما تسيطر عليه حالياً.

مخططات يايشي وأردوغان

لم يقتصر الأمر على الاستيلاء على المياه الإقليمية لليبيا واليونان فقط، وإنما وصل أيضاً لتخطيطه الاتفاق مع أردوغان للسيطرة على غاز البحر المتوسط، حيث ظهرت تصريحات ليايشي، العقل المدبر للصفقة الليبية، بأن تركيا يمكن أن تسعى إلى عقد صفقة مماثلة مع إسرائيل، باستخدام خطوط قطرية "مائلة" للتواصل؛ ما يحقق لها التواصل مع ليبيا عبر ممر بحري يمر جنوب جزيرة رودس، ورتب على ذلك إمكانية توقيع اتفاقيات ترسيم حدود، مع ليبيا ولبنان وإسرائيل.

كما سعى لإفساد خطط اليونان وقبرص وإسرائيل لبناء خط أنابيب يمكن أن ينقل الغاز الطبيعي تحت البحر المتوسط إلى أوروبا.

فيما كشفت تقارير في وسائل الإعلام التركية أن يايشي متهم بالتلاعب في مناقصة لشراء معدات ذات صلة بطوربيدات للبحرية التركية، فضلاً عن تطويره ما يسمى بـ"خوارزمية فيتوميتر" لتحديد المؤيدين المزعومين لحركة فتح الله غولن في صفوف القوات المسلحة للبلاد.

عُرف بين وسائل الإعلام الموالية للحكومة واليسارية، بآرائه القومية والتوسعية، حيث إنه بين الضباط العسكريين الأكثر شهرة، وسبق أن وجه الشكر لأردوغان على مساعيه في ليبيا وتدبير الصفقة البحرية التركية الليبية، قائلاً: "ينبغي على تركيا إحياء روح الدولة العثمانية والمطالبة بالسيادة على بعض الجزر والجزر الصغيرة في بحر إيجة".