"حرب الشوارع" ... كابوس أميركا المُرعِب نتيجة العنصرية والغضب الشعبي

صورة أرشيفية

في صباح يوم الأربعاء الماضي، استغاث "جورج فلويد" البالغ من العمر 46 عامًا، بسبب عنف شرطي أميركي معه في محاولة القبض عليه بمدينة "مينابوليس".


وضع الشرطي ركبته فوق رقبة "جورج"، ليستغيث الأخير قائلاً: "لا أستطيع التنفس.. أرجوك رقبتي تؤلمني وجسدي يؤلمني"، إلا أن الشرطي لم يستجب لتوسلاته.


وبعد ساعات تم إرساله لقسم الشرطة للتحقيق معه ليلفظ أنفاسه الأخيرة، وأكد الطب الشرعي، أن "جورج" لم يكن يعاني من أي أمراض وأن سبب الوفاة هو قصور في الدورة الدموية وعدم وصولها للمخ بشكل منتظم نتيجة اختناقه، لتشتعل الشوارع الأميركية بهتافات "لا أستطيع التنفس"، وانتشر مقطع فيديو مقتل "جورج" كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي.

الخطر يقترب من البيت الأبيض


أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن الاحتجاجات الأميركية بلغت مستوى غير مسبوق في العنف، حتى إنها اقتربت من البيت الأبيض.


وتابعت أن المقر الرئاسي الأميركي أغلق أضواءه للمرة الأولى منذ 131 عامًا، كما اختبأ ترامب داخل قبو سري مُحصَّن، بعد سماع دوي انفجارات خارج البيت الأبيض واشتعال النيران في الأشجار المحيطة به.


وأضافت أن قوات الأمن كثفت من تواجُدها في محيط البيت الأبيض منذ يوم الأحد الماضي، لضمان عدم وصول المتظاهرين له.


وأشارت إلى أنه على جانب آخر، انتشرت الاحتجاجات بسهولة عَبْر معظم الولايات الأميركية، وانتشر الدمار في مدينة نيويورك وولاية لوس أنجلوس وواشنطن العاصمة.


وأوضحت أن بعض المتظاهرين هاجموا الممتلكات العامة ونهبوا وخربوا المتاجر وأقسام الشرطة، واستخدمت الشرطة العنف المفرط مع المتظاهرين.

الشرطة الأميركية تفقد سيطرتها على الشارع


وأكدت الصحيفة أن قوات الشرطة استخدمت القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين، إلا أنها فشلت في احتواء الأمر ما دفعها للانسحاب وطلب بعض حكام الولايات المساعدة من شرطة الولاية المركزية والحرس الوطني وقوات مكافحة الشغب.


وأضافت أن قوات مكافحة الشغب أطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين، ما أدى لمقتل 3 أشخاص منهم شاب لا يتجاوز عمره الـ 19 عامًا، وادعت الشرطة أن المتظاهرين بدؤوا في إطلاق النار الحي على قوات الشرطة.


وعلى جانب آخر، حاول الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" احتواء الأمر ومطالبة المتظاهرين بالتوقف عن العنف، مع إعلان التحقيق مع ضابط الشرطة المتهم بالعنصرية، إلا أن تصريحاته لم تجد صدى، واستمرت المظاهرات لليوم السادس على التوالي في معظم أنحاء الولايات المتحدة الأميركية، ليتبادل ترامب بعدها الاتهامات مع المتظاهرين، متهمًا إياهم بالبدء في العنف.