خبراء: إيران تدخلت لمنع إدراج تنظيم "الإخوان" جماعة إرهابية في العراق

خبراء: إيران تدخلت لمنع إدراج تنظيم
صورة أرشيفية

حالة من الجدل أثارها قرار السلطات العراقية برفض إدراج تنظيم الإخوان على لائحة الإرهاب، رغم تورط التنظيم في غالبية العمليات الإرهابية التي تعاني منها معظم شعوب الشرق الأوسط، ورغم معاناة العراق تحديدًا من تفشي التنظيمات الإرهابية إلا أن المسؤولين أكدوا أن الإخوان جزء من الحياة السياسية في العراق، ولا يمكن إدراجهم على قوائم الإرهاب إلا في حالة تحركهم ضد الدولة وتنفيذ عمليات إرهابية ورفع السلاح بوجه الأمن العراقي.


إيران استغلت نفوذها ورضوخ مجلس الأمن الوطني لا يصبّ في صالح العراق


يقول المحلل السياسي العراقي، "رائد العزاوي"، أستاذ العلوم السياسية، أن قرار العراق بعدم إدراج تنظيم الإخوان على لائحة الإرهاب قرار خاطئ، موضحًا أن رضوخ مجلس الأمن الوطني العراقي للضغوط الإيرانية أمر لا يصب في صالح العراق ولم يكن مفاجئًا بالنسبة للكثير من المهتمين بالشؤون السياسية في العراق.


وتابع العزاوي، على مدار السنوات الماضية نجح النظام الإيراني في توجيه الضربة تلو الأخرى للتيار السني المختلف أيديولوجيًا مع إيران، وفرض نظام الملالي سيطرته على الأحزاب الإسلامية كافة سواء كانت سنية أو شيعية أو عربية أو كردية أو غير ذلك.


وأضاف لـ"العرب مباشر" بالطبع وقف النظام الإيراني في صف تنظيم الإخوان بسبب العلاقات التي تربطهم منذ عشرات العقود، موضحًا أن آية الله الخميني ذاته اعترف من قبل بشكل واضح أنه استلهم أفكاره من حسن البنا مؤسس تنظيم الإخوان وسيد قطب كذلك.


وأوضح العزاوي، أن جماعة الإخوان في العراق ينقسم ولاؤها بين إيران وتركيا، فتيار إخوان تركيا بقيادة إياد السامرائي وطارق الهاشمي قريبون للغاية من حزب العدالة والتنمية التركي ويسيرون وفق رؤية النظام التركي، على عكس جناح إيران بقيادة رشيد العزاوي الأمين العام الحالي للحزب الإسلامي – الذراع السياسي للإخوان في العراق –  وكان يعيش في طهران سنوات طويلة، بالإضافة إلى فارس الحديد عضو المكتب السياسي وهم المسؤولون عن الحصول على الدعم المادي الإيراني في الانتخابات الماضية ويسيطرون فعليًا على معظم إخوان العراق بعد أن ضعفت قبضة طارق الهاشمي لاتهامه بقضايا إرهاب وفراره إلى تركيا بعد مطاردة نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق له.

طهران دعمت «الإخوان» لتضمن سيطرتها الكاملة على «سُنة العراق»


في السياق ذاته، يقول نجم القصاب، المحلل السياسي العراقي،  إن إيران تدعم إخوان العراق بكل تلك الشراسة لتضمن سيطرتها الكاملة على سُنة العراق، ونجحت بشكل غير مباشر في تعكير صفو العلاقات بين العراق ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات أكثر من يعانون من تنظيم الإخوان الإرهابي.


وأضاف لـ"العرب مباشر" من يقول إن إخوان العراق ليس لهم علاقة بالإرهاب، فليبحثوا في أسماء وعناصر الإخوان وتنظيماتهم في العراق وسيجدون أن الغالبية العظمى منهم عملوا من قبل مع تنظيمَيْ القاعدة وداعش.


وتابع، التحالف الإيراني الإخواني في العراق يمثل قوة مخيفة بالنسبة للسلطات العراقية، خاصة بعد أن تدخل تنظيم الإخوان لإنقاذ حلفائه في إيران ولعب دور خبيث في إفساد التظاهرات التي اجتاحت العراق اعتراضًا على التدخل الإيراني وتدهور الأوضاع الاقتصادية فأصبحوا يتلاعبون بالسلطات ويمثلون ضغوطًا هائلة عليهم أجبرتهم على عدم إدراجهم على قوائم الإرهاب حتى الآن، وهو الأمر الذي لن يطول.