"دويتش فيلا": قطر فشلت في مَحْو صورتها السيئة دوليًا

صورة أرشيفية

الرياضة هي أداة قطر الوحيدة تقريبًا من أجل تحسين صورتها المشوهة الداعمة للإرهاب والمنتهكة لحقوق الإنسان، فكلما حاولت الظهور بمظهر الدولة المتقدمة الديمقراطية التي تتمتع بالحريات، تصدر المنظمات الحقوقية تقارير تفضح عنصرية نظام تميم وانتهاكات حقوق الإنسان.

القوى الناعمة لقطر فشلت في تحسين صورتها


أكدت شبكة "دويتش فيلا" الألمانية، أن قطر تستخدم القوى الناعمة تمهيدًا لغزو العالم، بعد أن أدركت مدى الحاجة لتأمين موقعها على المسرح العالمي من خلال مغازلة الغرب والاستثمار في الرياضة.


وتابعت أن القوى الناعمة لقطر لم تمحُ سجلها الحقوقي الذي يمكن أن يقوض فرصتها في التغلب على السمعة السيئة، ورسم صورة جيدة لها في العالم.


وأضافت أنه عندما واجه "باريس سان جيرمان" الفرنسي والمملوك لقطر نادي "بايرن ميونيخ" الألماني في نهائي دوري أبطال أوروبا 2020 ، لم يتوقع أحد أن تكون قطر هي الفائز الحتمي، حتى أن المباراة أطلق عليها اسم "كلاسيكو" ، حيث يتم اللعب على الكلمة الإسبانية للكلاسيكية المستخدمة للإشارة إلى المباريات الأسطورية.


وأشارت إلى أنه قبل عقد من الزمان، اشترت الذراع الاستثمارية القطرية حصة مسيطرة في "باريس سان جيرمان" وحوّلتها منذ ذلك الحين إلى أفضل فريق كرة قدم في الدوري الفرنسي، ومنذ عام 2017 ، رعت الهيئات الحكومية، بما في ذلك الخطوط الجوية القطرية، نادي "بايرن ميونيخ" الألماني.


وأوضحت أنه منذ أوائل التسعينيات، استثمرت قطر بشكل كبير في تعزيز صورتها من خلال الرياضة، ولم يقتصر الأمر على إنفاقه أكثر من 1.6 مليار دولار  على "باريس سان جيرمان" ، بل ناضل أيضًا لكسب التأييد حتى تفوز بتنظيم كأس العالم لكرة القدم لعام 2022.
وتابعت أنه بالنسبة لقطر، لعبت الرياضة دورًا محوريًا في تعزيز محفظتها على المستوى الدولي، لكن هذا ليس المجال الوحيد الذي أحرزت فيه الدولة الخليجية طريقًا على الساحة العالمية.


وأشارت إلى أن قطر تدرك أنها تواجه مستقبلاً غامضًا في ظل اعتمادها شِبه الكلي على العمالة الوافدة الأجنبية، ما جعل تأمين مستقبلها أكثر صعوبة عند الأخذ في الاعتبار دول الجوار، التي لها وزن ثقيل في المنطقة بالكامل.

القواعد الأجنبية سبيل قطر الوحيد لتأمين نفسها


وأكدت الشبكة أن قطر دولة صغيرة يبلغ عدد سكانها 2.3 مليون نسمة منهم 90% من الوافدين، وقد واجهت عزلة إقليمية منذ عام 2017، ما يجعلها دائمًا بحاجة للأمان.


وتابعت أنه في منتصف التسعينيات، أدرك أمير قطر السابق الشيخ حمد الحاجة إلى حشد الدعم من الحلفاء الغربيين ، وسمح للولايات المتحدة بإنشاء أكبر قاعدة عسكرية لها في الشرق الأوسط. 


وتستضيف قاعدة "العديد" الجوية أيضًا مجموعة ضِمن سلاح الجو الملكي البريطاني، على هذا النحو، تعمل القاعدة كرادع فعّال ضد غارات الجيران المعادين.


وأكدت أن قطر ليس لديها أي رؤية لحقوق الإنسان، وخصوصًا تلك المتعلقة بالعمال المهاجرين، وقال "محمد جاويد" ، الباحث الزميل في "هيومن رايتس ووتش": "في بعض الأحيان ، يهتمون أكثر بكيفية ظهورهم على المسرح الدولي بدلاً من الاهتمام بما يجب القيام به لإصلاح الوضع على الأرض".