طالبوا بأموالهم المنهوبة ... قطريون يُواجِهون "كورونا" ويرفضون التبرعات

طالبوا بأموالهم المنهوبة ... قطريون يُواجِهون
صورة أرشيفية

على الرغم من أن قطر تعد إمارة غنية وتقوم بإنفاق أموالها على المخططات المشبوهة، بينما في الوقت نفسه يعيش بها عدد كبير من الفقراء والمحتاجين على الرعاية الاجتماعية والتبرعات.


ومع تفشي وباء "كورونا" (كوفيد-19) في الدوحة، وإغلاق البلاد إلى حد كبير، ظهرت معاناة الكثير من القطريين بسبب الديون والحاجة، وفي الوقت نفسه ظهرت حملات من نشطاء قطريين للتكفل بالفقراء والمحتاجين من الشعب القطري.


حيث قال المغرد القطري "فيصل محمد المرزوقي"، على حسابه بموقع التدوينات القصيرة "تويتر": "والله الذي لا إله إلا هو ولا أقول ذلك من الرياء وأسأل الله ألا أكون منهم ولكن شاركت في عدة حملات إغاثة بالخارج، ولكن لم تسعد نفسي كما سعدت وأنا أسلم بعض المساعدات محلياً، جربوا ذلك، جربوا أن تذهبوا بما تجود به نفوسكم لمن يستحقون، والله إنك ستشعر بطمأنينة وبرضا الله عليك".
 
الغارمات والغارمون آفة "آل ثاني"


وتضم سجون قطر أعلى نسبة للغارمين والغارمات، بسبب تراكم الديون عليهم، وعدم قدرتهم على السداد، حيث وصلت ديون عشرات الغارمين فقط لأكثر من 4 ملايين ريال نظرًا لارتفاع نسبة البطالة وانهيار الاقتصاد بسبب دعم النظام للتنظيمات المسلحة والمتطرفة واستغلال أموال الشعب القطري لتمويل العمليات الإرهابية.


وأدى تزايد أعداد قضايا الغارمين إلى كثرة المطالب للجمعيات الخيرية بمساعدة الغارمين بدلاً من تمويل الإرهاب، لافتا إلى أن تلك المؤسسات تعمل تحت ستار خيري لتنفيذ أجندة تميم الإرهابية في المنطقة.
أزمة الديون 


وقضية  ديون الغارمين في قطر تنطلق من سوء التخطيط وعدم إجراء دراسات الجدوى، ودخول الشباب في مشاريع كبيرة دون وعي كامل بالأضرار، وبسبب انتشار البطالة بين أبناء الدولة.


كما أن الحكومة القطرية لا توفر وظائف للغارمين بعد خروجهم من السجن، حتى لا يقعوا في فخّ الديون مرة أخرى.


ووفقا لخبراء، فإن قضية الغارمين لها آثارها الاجتماعية السلبية على المجتمع القطري، وتهدد بتفكك الأسرة بكاملها.
 
قطريون يرفضون التبرعات


من جانبه قال المواطن القطري "م.الجازي"، (محاسب-35 عام)، إن هناك فئة مواطنين يحتاجون إلى مساعدات ويعيشون في ظروف صعبة بعد تفشي وباء كورونا، لافتاً إلى أن المواطنين ذوي الدخل المتوسط لا يقصرون معهم.


وأضاف الجازي لـ"العرب مباشر": "لكن نحتاج وقفة الدولة وليس مساعدات أهل الخير، فقطر ليست دولة فقيرة حتى يعيش أهلها على المساعدات، وبدلا من إرسال طائرات هنا وهناك للمساعدة فالأولى أهل قطر".
وأكد الجازي، أن حكومة بلاده لا تبالي إلا بالمساعدات الدولية المشروطة، كما أنها لا تهتم بما يعيشه الشعب القطري، حتى أنها رفضت الإعفاء عن الغارمين في مثل هذه الظروف.


وهو ما أكده المواطن القطري "ن. المادد"، (معلم-39 عام)، قائلاً: "بداية الحل من الدولة بشطب الديون والربا كافة للأفراد والشركات والمؤسسات "، لافتاً أن أزمة الديون واحتياجات المواطنين تنطلق من سماح حكومة قطر بكافة إشكال الربا داخل البلاد.
 
تابع "المادد" لـ"العرب مباشر":" في الوقت الذي تحرص جميع الدول على تحقيق الكفاف لشعوبها، تستمر البلاد في تحصيل الضرائب والديون من المواطنين"، لافتاً إلى أن فواتير الكهرباء والمياه مستحقة الدفع لشهري مارس وإبريل كانت مرتفعة إلى حد كبير بالنسبة لسابقتها.


وتساءل المواطن القطري: "هل تقوم الحكومة بتحصيل الأموال التي تنفقها على الدعاية الدولية لها من ضرائب المواطنين؟ أليس انتشار الوباء كافيا لكي تنظر حكوماتنا إلى الشعب بعين الرحمة"، مشيرا أنه حتى جهات الرقابة لم تقم بدورها لمنع جشع التجار من استغلال الأزمة، مما أدى إلى عدم قدرة العديد من المواطنين على شراء احتياجاتهم.


الوجه الآخر لقطر


الأبراج الزجاجية العالية في قطر مجرد واجهة بحرية، ورغم أن قطر تصدر نفسها كدولة غنية، لكن هنالك وجه خفي آخر لقطر.
 
حيث يوجد أحياء عشوائية وشوارع غير منظمة وغير نظيفة ومياه صرف صحي تغرق الشوارع وبنية تحتية منهارة، وباختصار حياة الفقراء هناك لا تختلف عن حياة الفقراء عن أي بلد عربي آخر.


ومن أشهر أحياء الفقراء في قطر: الدوحة القديمة – مخيم أبو هامور – "حي العبيد " – حي المشرب وغيرها الكثير، وأغلبها في مدينة الدوحة.


وهناك نسبة كبيرة من القطريين البدون وهم السكان الأصليون القطريون الذين لا يملكون جنسية أو أوراقا ثبوتية مثل قبيلة الغفران وهم مواطنون قام أمير قطر السابق حمد بن خليفة، بإسقاط الجنسية عنهم بسبب رفضهم للانقلاب الذي قاده حمد آل ثاني على أبيه.


بالإضافة إلى أن 2% هم موطنون قطريون فقراء ويحملون الجنسية القطرية مواطنون أصليون لكن تقطعت بهم السبل إما بسبب تورطهم في الديون مع البنوك الربوية أو بسبب عدم مقدرتهم على تحمل تكلفة شراء بيت.


هؤلاء السكان يعيشون ظروفاً مضنية في الفترة الحالية، حيث إن أمير قطر ينفق أموالهم على مخططاته الخارجية فقط.