عثمان كافالا.. رجل يؤرق أردوغان ويهدد علاقة تركيا وأوروبا

عثمان كافالا.. رجل يؤرق أردوغان ويهدد علاقة تركيا وأوروبا
صورة أرشيفية

تعنت شديد يفرضه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يصل به إلى إمكانية تهديد علاقة بلاده مع القارة الأوروبية التي سعى لإرضائها عدة مرات، والمخاطرة بها من خلال صراع عنيف مع المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بسبب الناشط عثمان كافالا.

من هو عثمان كافالا؟

ولد عثمان كافالا، 63 عاماً، في العاصمة الفرنسية باريس، ودرس في "كلية روبرت" الخاصة في إسطنبول التركية، ثم درس الاقتصاد في جامعة مانشستر البريطانية، وبعد وفاة والده رجل الأعمال الشهير عام 1982، تولى إدارة أعماله من خلال مجموعة شركات "كافالا".

وعقب عام من ذلك، عمل أيضاً في شركة النشر "إليتيسم يينلاري"، ثم مع بداية الألفية الجديدة كثف جهوده في مشاريع خيرية من خلال "مؤسسة ثقافة الأناضول"، التي تدير مراكز ثقافية في المناطق غير المتطورة في تركيا، وتهدف لترسيخ حقوق الإنسان من خلال الفنون، وتعزز التعاون الثقافي مع دول بالاتحاد الأوروبي، حتى مع أرمينيا المجاورة، التي لا تربطها بتركيا أي علاقات دبلوماسية.

اعتقاله

في 2013، شهدت احتجاجات ضخمة في "غيزي بارك"، خرج فيها مئات الآلاف ضد خطط أردوغان لتطوير حديقة بوسط إسطنبول، والتي شكلت تحدياً كبيراً لأردوغان، الذي كان رئيساً للوزراء آنذاك، ليتم القبض على كافالا مع 8 آخرين بتهمة محاولة الإطاحة بالحكومة، حيث قال أثناء محاكمته: "أحداث غيزي مثل الربيع العربي التي دعمها أردوغان فلماذا تعتبرون التظاهرات مؤامرة وانقلاباً"، وقضى في السجن أكثر من عامين قبل أن يتم تبرئتهم، بعد تنديد دولي ضخم خاصة من فرنسا.

المثير للجدل والاستفزاز، هو أن أردوغان تدخل سريعاً لمنع إطلاق سراح كافالا الذي أصدر بياناً اتهم فيه الرئيس التركي بالتعدي على الأحكام القضائية؛ ما تسبب في إعادة القبض عليه، بتهم تتعلق بمحاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.

أثار اعتقال رجل الأعمال التركي مجدداً انتقادات وإدانات دولية للنظام التركي، حيث منح مجلس القضاة والمدعين، الضوء الأخضر، لفتح تحقيق بحق القضاة الثلاثة الذين برؤوا كافالا، وهو ما ندد به الاتحاد الأوروبي بشدة، مؤكداً أنه "قرار يقوض أكثر مصداقية القضاء في تركيا".

ماذا قال عنه أردوغان؟

كما استهدفه أردوغان في خطاباته أيضاً، وخصص مساحة لمهاجمته في أحاديثه العلنية، حيث قال في خطاب أمام نواب حزبه بأنقرة فبراير الماضي، إن احتجاجات "غيزي بارك" هي "عمل جبان ضد الدولة والأمة"، وقارنها بـ"الهجمات الإرهابية" والانقلاب الفاشل في 2016، ووصف كافالا بالملياردير الأميركي مجري الأصل جورج سوروس، العدو اللدود لعدد من قادة العالم الدكتاتوريين.

وأضاف أردوغان: "أشخاص مثل سوروس ينشطون في الكواليس لزرع الفوضى من خلال إثارة ثورات في بعض الدول، وكانت أذرعهم في تركيا مسجونة، لكنها تجرأت على التبرئة من خلال اللجوء إلى مناورات، فلتطمئن أمتنا، سنتابع الملف عن كثب".

بسببه أردوغان يخاطر مع الاتحاد الأوروبي

كما أن صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" الألمانية كشفت أن النظام التركي يخاطر بعلاقاته بالاتحاد الأوروبي ويدخل في صراع خطير مع المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بسبب تعنته في قضية الناشط كافالا، لأنها تتحدى قراراتها وتبقيه مسجوناً.

وأشارت إلى أنه قبل 3 أيام، رفضت المحكمة الأوروبية استئناف أنقرة في قضية كافالا، ما يعني الإفراج الفوري عنه، بينما تتعنت السلطات التركية ضده، وتوجه له تهماً غير حقيقية، ما يعني أن تركيا تضرب بالتزاماتها تجاه النظام القانوني الأوروبي عرض الحائط.

واعتبرت الصحيفة الألمانية أن النظام التركي يضطهد كافالا لأسباب سياسية فقط، وهي كونه معارض شرس لأردوغان، ما يعني أن القضاء التركي مسيس وينتهك معايير التقاضي العالمية، ويصدر القرارات والأحكام بشكل تعسفي.

وبعد دخول المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان على الخط مع تركيا، شددت على أنه على أردوغان التفكير ملياً في قراراته حيث إنه يخاطر بعلاقاته بالاتحاد الأوروبي من خلال ذلك الأمر، ما سيكون له تداعيات سياسية كبيرة بالنسبة له.