فتح الحدود (الليبية-التونسية).. هل رضخ قيس سعيد للابتزاز القطري؟

فتح الحدود (الليبية-التونسية).. هل رضخ قيس سعيد للابتزاز القطري؟
صورة أرشيفية

استطاع النظام القطري والتركي تجييش جميع عناصرهما وأدواتهما للضغط على الرئيس التونسي قيس سعيد، لتغيير مواقفه وسياساته الداخلية والخارجية، سواء المتعلقة بتحركات حركة النهضة (الذراع السياسي لتنظيم الإخوان في تونس)، أو فيما يتعلق بالمشهد السياسي الليبي.

وجاءت الزيارة التي يجريها سعيد إلى الدوحة، في تلك الآونة، أبرز أدوات الابتزاز للرئيس التونسي، الذي تمر بلاده بظروف اقتصادية صعبة، خصوصًا بسبب أزمة "كورونا" وما ترتب عليها من تردٍّ اقتصادي، وقدمت الحكومة القطرية وعودًا لـ"سعيد" باستثمارات مالية ضخمة مقابل التراجع في مواقفه الصارمة تجاه الإخوان وليبيا.

"قيس سعيد" .. ورفض استخدام الحدود "الليبية – التونسية" 


ومنذ اندلاع الأزمة في ليبيا، وقيام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإرسال العناصر المسلحة السورية إلى ليبيا، بأموال قطرية، وكان يشدد "سعيد" على رفض التدخلات الخارجية في ليبيا، والتمسك بإغلاق الحدود (الليبية- التونسية) لتهريب السلاح وتدفق الميليشيات الإرهابية.

وتأكيدًا للموقف التونسي من أطماع أردوغان بالمنطقة رفع الجيش التونسي درجات التأهب الأمني على الحدود مع ليبيا، تحسبًا لأي موجات نزوح ربما تتجه نحو تونس، نتيجة احتدام المعارك بين الجيش الوطني الليبي والميليشيات التي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس.

وكان الرئيس التونسي، قد كشف أن بلاده لن تقبل أبدًا بأن تكون عضوًا في أي تحالف أو اصطفاف على وجه الإطلاق ولن تقبل استغلال أي شبر من أراضيها إلا تحت السيادة الوطنية، وذلك ردًا على ادّعاءات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورغبته لدفع تونس للانزلاق في أزمات ليبيا، وزعم مسؤولون أتراك وليبيون انضمام تونس الخضراء لتحالف "تركيا- ليبيا".

بعد ساعات من الوصول إلى الدوحة.. تغيير في الموقف التونسي

وخلال الفترة الماضية واجه قيس سعيد هجومًا إخوانيًا شديدًا، على مواقفه في الداخل التونسي و السياسات الخارجية، الأمر الذي سبب ضغطًا على الرئيس التونسي قيس سعيد خصوصًا في المشهد الليبي، إذ تصر جماعة الإخوان على اتخاذ تونس كنقطة انطلاق تهريب الأسلحة إلى الميليشيات.


فضلاً عن تهديدات قطرية وتركية بسحب الاستثمارات من تونس، مما أرضخ سعيد لابتزاز الإخوان وحلف (قطر- وتركيا)، وفقًا لمراقبين.

وفي هذا السياق أعلنت السلطات الليبية عن فتح بوابتَيْ "ريس سيدير"، و"فازين زهيبة"، الحدوديتين بين تونس وليبيا، اعتبارًا من اليوم، واللتان تم إغلاقهما لمدة 8 أشهر.

ووفقًا للخبر الذي نشره موقع «يني تشاغ» التركي، فقد قال مصدر من بلدية زوفارا على الحدود التونسية بليبيا: إن مسؤولي وزارة الداخلية الليبية استكملوا كافة الإجراءات المتفق عليها مع الجانب التونسي بخصوص التزام المواطنين بالإجراءات، من أجل فتح المعبر الحدودي بين البلدين.

على صعيد متصل، فقد أعلنت بلدية "فازين زهيبة"، عن فتح البوابة بشكل ثنائي مع الالتزام بالإجراءات اللازمة.

اجتماع مغلق مع الأمير 


من ناحية أخرى يجري سعيد، اليوم، محادثة سرية مع الأمير تميم بن حمد آل ثاني بالديوان الأميري، وذلك في إطار زيارته لقطر والتي تدوم 3 أيام.

ويلتقي سعيّد بعد الظهر بعدد من أفراد الجالية التونسية المقيمة بقطر. كما سيكون له لقاء مع الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.