قطر والاتفاق الإماراتي.. هجوم ورفض يعقبه خضوع لإسرائيل

قطر والاتفاق الإماراتي.. هجوم ورفض يعقبه خضوع لإسرائيل
صورة أرشيفية

التذبذب والتناقض، هو عنوان المواقف القطرية باستمرار مع مختلف المواقف والأحداث، خاصة فيما يتعلق بمشاكلها، حيث ترغب بشدة في السيطرة على المنطقة العربية، لذلك تستغل القضية الفلسطينية، ومن ثم ثارت أمام اتفاق الإمارات مع إسرائيل وأميركا للتوصل إلى حل جادّ، حيث تخشى من تقليص دورها أمام الولايات المتحدة والتأثير السلبي على الدوحة منه.


الهجوم الإعلامي


ومنذ الإعلان عن الاتفاق الثلاثي حشد تنظيم الحمدين الإعلامي القطري لمهاجمة الإمارات بشدة، وتشويه حقيقته والادعاء بأنه يضلل القضية الفلسطينية، بينما سعى للضغط على الرئيس محمود عباس أبو مازن لرفضه، متجاهلة التطبيع القطري مع إسرائيل منذ ٢٠ عاما بكافة صوره.

كما تفاقم الحقد والغضب القطري من الإنجاز الإماراتي وتعاظم دور أبو ظبي بالمنطقة، لدرجة أن الدوحة لجأت إلى تركيا لاستغلال علاقتها القوية مع إسرائيل لأجل إحباط الاتفاق الثلاثي، وتشويه صورة أبو ظبي، لذلك خططت قطر لسحب سفيرها في فلسطين محمد العمادي، كمحاولة للاعتراض على الاتفاق بأي شكل، متناسية تناقضاتها وتطبيعها البالغ مع إسرائيل وحركة حماس.

وفور الإعلان عن الاتفاق، كان لتميم بن حمد رد فعل سلبي للغاية في القصر الأميري، حيث ولد مخاوف وقلقًا قطريًّا ضخمًا، كونه يضر بمخططها لاستغلال القضية الفلسطينية وتقديم المساعدات لحركة حماس، وتسهيل مهامها الفاسدة مع حليفتها الإمارات بالبلاد المحتلة، فضلاً عن أنه يعني فشل مخططاته بالولايات المتحدة وتبديد ملياراته التي دفعها من أجل تحسين صورته بواشنطن والتقرب من الإدارة الأميركية، وتعاظُم الدور الإماراتي بالشرق الأوسط.

كما دفعت الدوحة بالسفير القطري محمد العمادي المعروف بزياراته المتكررة إلى قطاع غزة، حيث يلتقي قائد الحركة في القطاع يحيى السنوار، للتنسيق حول مشاريع مشتركة واستقبال أموال قطرية عبر إسرائيل، حيث سبق أن قال العمادي في أغسطس الماضي: "نواصل التفاوض مع إسرائيل بشأن غزة"، مضيفًا أن "اتصالات على أعلى المستويات تجري مع تل أبيب".

الاستجابة القطرية


وبعد كل تلك المحاولات والأزمات، كشف نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الخليج العربي، أن قطر استجابت بشأن توقيع اتفاق مع إسرائيل، مؤكدًا أنها منفتحة جدًّا للتعامل معها.

وقال "ثيموثي لندركينغ" في تصريح صحافي إن: "قطر لديها تاريخ من التفاهم مع دولة إسرائيل، وتعاملت معها بشكل متكرر وعلني".

وجاء ذلك بعد أن كشفت وسائل إعلام إسرائيلية بأن وفدًا أمنيًّا من الجيش الإسرائيلي والموساد والشاباك (جهاز الأمن العام)، زار الدوحة لبحث الوضع في غزة مع المسؤولين القطريين، ما يرجح الخضوع القطري لتل أبيب.

التطبيع القطري الإسرائيلي


تجمع قطر علاقات قوية مع إسرائيل، حيث باتت أشبه بمقر لها، حيث إنه قبل حوالي عام زار وفدًا طبيًا إسرائيليًا العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في المؤتمر الدولي لجراحة الأطفال، حيث نشرت في تغريدة على صفحتها "إسرائيل بالعربية"، إن الوفد ضم 9 أطباء إسرائيليين وترأسه الدكتور ران شتاينبرغ، رئيس قسم جراحة الأطفال في مستشفى "رمبام" في حيفا.

كما زارت وفود سياسية واقتصادية ورياضية قطر بصورة مستمرة منذ بداية المقاطعة العربية، فضلاً عن عزف النشيد الوطني لدولة الاحتلال لأول مرة في بلد عربي، حيث إنه في شهر سبتمبر 2019، شارك وفد رياضي إسرائيلي في بطولة العالم لألعاب القوى، وسط تنديد عربي وشعبي ضخم، بينما وجهت قطر دعوة إلى الجماهير الإسرائيلية للحضور إلى الدوحة، رغم عدم منافسة منتخب إسرائيل لكرة القدم، لمشاهدة البطولة، من أجل إخفاء غياب الجماهير المحتمل مجددًا.

وفي ظل العلاقات العلنية القوية بين قطر وإسرائيل، وقبول الدولة العربية لسياسة التطبيع، التي تعد محط تنديد ورفض عربي شديد، وبعد الفضائح المتكررة من احتضان الوفود الرياضية والاقتصادية والدبلوماسية ورجال الأعمال، واستضافة الشخصيات البارزة كالمتحدث العسكري الإسرائيلي واحتضان جماهير إسرائيلية، اتجه تنظيم الحمدين لمعاقبة مواطنيه من أجل عيون تل أبيب أيضًا.

وسبق أن استضافت قطر وفدًا إسرائيليًا جديدًا للمشاركة في مؤتمر "إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط" بدورته الثالثة عشرة على أراضيها، حيث تنظمه وزارة الخارجية القطرية، وهو ما جدد الجدل مرة أخرى ولكن على نطاق واسع بالدوحة، بمشاركة عدد من المسؤولين الإسرائيليين الذين يتولون مناصب مهمة.

 وفي ظل العلاقات المتنامية بين قطر وإسرائيل وسياسة التطبيع بينهما، كشفت مجلة "إسرائيل ديفنس"، التابعة لجيش الاحتلال، أن الدوحة تعاقدت مؤخرًا مع شركة "إلبيت"، وهي إحدى شركات تصنيع السلاح والمعدات الإسرائيلية لشراء خوذ الطيارين في سلاح الجو القطري، لإنتاج معدات من أجل مدها بمئات الخوذ المتطورة والتي سيستخدمها الطيارون في قطر، وخاصة طياري مقاتلات الرافال التي تعاقدت عليها قطر مع فرنسا، مشيرة إلى أنها استوردت من الجيش الإسرائيلي قطع غيار دبابات وعربات مصفحة وناقلات جند وغيرها من المعدات بقيمة تخطت 300 مليار دولار خلال 5 سنوات.


الاتفاق الثلاثي


كان الشيخ "محمد بن زايد آل نهيان"، ولي عهد أبوظبي، القائد العامّ للقوات المسلحة الإماراتية، أكد أنه اتفق مع ترامب ونتنياهو على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، كما اتفقت الإمارات وإسرائيل على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولًا إلى علاقات ثنائية".

 

 ووفقًا لبيان ثلاثي مشترك، فإن من شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أن يعزز من السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلى بها القادة الثلاثة، وعلى شجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة.
 
كما أن الإمارات وقعت، الثلاثاء الماضي، في البيت الأبيض، اتفاقية السلام مع إسرائيل، وبُعيد مراسم التوقيع أكد وزير الخارجية الإماراتي أن تلك الاتفاقية "ستمكن بلاده من مساعدة الفلسطينيين أكثر" مضيفًا: "نريد جلب المزيد من الأمل إلى منطقتنا، لذا تمد الإمارات اليوم يد السلام".