لاجئون سوريون يروون معاناتهم في "المخيم المحروق" بلبنان: عنصرية وفقر مدقع

لاجئون سوريون يروون معاناتهم في
صورة أرشيفية

لم يكن اللاجئون السوريون في منأى عن النيران حتى بعدما أرغموا على ترك بلادهم جراء الخراب والتدمير والاقتتال، حيث إن عددا من المواطنين في شمال لبنان أضرموا النار في مخيم للاجئين السوريين ليلة السبت، بعد شجار اندلع بين أحد أفراد عائلتهم وعمال سوريين.

فقر مدقع

يقول عبدالسلام الربيع، لاجئ سوري: إن النازحين السوريين تعرضوا لحادث عنصري آخر يضاف لسجل الحوادث التي يمر بها اللاجئون منذ قدومهم إلى لبنان، فالأزمات تزداد بشكل واضح لاسيما في ظل الفقر المدقع الذي يعيشه أهالي المخيم.

وأضاف الربيع: "اللاجئ السوري يعيش حياة غير آدمية بالمرة في المخيمات، فالسكان هنا من الرقة ودير الزور وعين عيسى ومنبج قدمت العائلات إلى لبنان وبعض الأطفال من وُلد في المخيم، ومنهم من سار مع عائلته على درب رحلة الحزن الطويلة".

الشتاء ضيفًا ثقيلاً

يقول راجي وهدان، لاجئ سوري: إن الأطفال قبل اللهو والتعليم في هذه السن المبكرة يقومون بالعمل مع عائلاتهم على جمع العبوات البلاستيكية، وأغصان الأشجار بهدف التدفئة.

وأضاف: "الشتاء هنا عبارة عن جبال مكللة بالثلوج، التي تعتبر ضيفًا شبه دائم أيام الشتاء والعواصف".

ويقدّر لبنان عدد اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيه بحوالي 1.5 مليون لاجئ، نحو مليون منهم مسجلون لدى مفوضية شؤون اللاجئين، ويعيش هؤلاء في ظروف إنسانية صعبة، فاقمتها الأزمة الاقتصادية التي عمقها تفشّي فيروس كورونا المستجدّ، ثم الانفجار الكارثي الذي وقع في مرفأ بيروت في أغسطس الماضي.

حريق هائل

أكدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتّحدة، أن حريقا كبيرا اندلع في مخيم للاجئين بمنطقة المنية، وأن عددًا من الجرحى نقلوا إلى مستشفى قريب، من دون تحديد عددهم.

من جانبه قال المتحدث باسم المفوضية خالد كبارة: إن "الحريق امتد لكل مساكن المخيم" المبنية من مواد بلاستيكية وخشبية، والتي تقيم فيها حوالي 75 أسرة سورية لاجئة.

ذعر بين العائلات

وأضاف المتحدث باسم المفوضية خالد كبارة أن عددا من هذه العائلات هربت من المخيم "بسبب الخوف الناجم عن أصوات شبيهة بالانفجارات ناتجة عن انفجار قوارير غاز"، موضحا أن حجم الحريق كان ضخما بسبب المواد السريعة الاشتعال المبنية منها مساكن المخيم ووجود قوارير غاز فيها.

وقال: "البلاستيك والخشب مادتان سريعتا الاشتعال وحدهما، فكيف إذا كانت هناك قوارير غاز أيضا؟". 

أزمة مستمرة

وفقا للوكالة الوطنية للأنباء الرسمية فإن "إشكالا حصل بين شخص من آل المير وبعض العمال السوريين العاملين في المنية، أدّى إلى تضارب بالأيدي وسقوط ثلاثة جرحى".

وأوضحت الوكالة أنه إثر الإشكال "تدخل عدد من الشبان من آل المير وعمدوا إلى إحراق بعض خيم النازحين السوريين في المنية" قبل أن "تتدخل سيارات الدفاع المدني وتعمل على إخماد الحريق، فيما تدخلت قوة من الجيش وقوى الأمن لضبط الوضع".