ما هو تأثير نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية على المشهد العراقي

ما هو تأثير نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية على المشهد العراقي
مصلح سعدون

كما هو معلوم حجم تأثير من يتولى زعامة البيت الأبيض الأميركي منذ احتلال العراق للكويت في الثاني من أغسطس عام 1990 من القرن الماضي على العراق؛ حيث تم فرض عقوبات صارمة على العراق أصدرها مجلس الأمن الدولي بضغط أميركي عندما كان جورج بوش الأب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية على أعضاء المجلس والتي كان من نتائجها أن شن المجتمع الدولي الحرب على العراق بما يسمى بعاصفة الصحراء بعد تشكيل تحالف "دوليا" ضم 33 دولة بقيادة أميركا والحصار الاقتصادي الذي استمر حتى عام 2003 تحت ذريعة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل والتي اتضح أنها كذبة استندت على معلومات سربتها إيران إلى الولايات المتحدة الأميركية عن طريق عميلها أحمد الچلبي؛ حيث احتلت الولايات المتحدة العراق وأسقطت الدولة العراقية إبان تولي جورج دبليو بوش الابن الرئاسة الأميركية وما حدث من فوضى ودمار.....إلخ.

ولم يعثر على الأسلحة المزعومة وهو الجمهوريون، وعندما جاء الرئيس أوباما الديمقراطي قرر سحب القوات الأميركية من العراق بعد توقيع اتفاقية بين الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأوروبية وإيران وهو ما يسمى باتفاق تجميد تخصيب اليورانيوم أو برنامج التسلح النووي الإيراني مقابل إطلاق يد إيران في العراق وما نتج عنه من تداعيات كان من نتائجها السماح لداعش باحتلال ثلث العراق وتقريبا "ثلث سوريا" لتفرض إيران سيطرتها بشكل أكبر وأقوى وأوسع بحجة مواجهة داعش، وعندما فاز ترامب برئاسة البيت الأبيض قرر إلغاء الاتفاق النووي بين أميركا وإيران في قرار أحادي، وفرض عقوبات اقتصادية خانقة على النظام الإيراني ومقتل قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس زعيم ميليشيا حزب الله في العراق واللذان قتلا بواسطة طائرات مسيرة أميركية قرب مطار بغداد الدولي أوائل يناير من هذا العام، وما زالت تلك التأثيرات تبدو أكثر تأثيرا "على المشهد السياسي العراقي؛ حيث إن المتتبع للوضع عن كثب يتوقع أن فوز ترامب أو بايدن كلاهما لن ينصب في صالح المنطقة والعراق تحديدا" والتي بدأت واضحة من خلال تصريحات المرشحين حيث إن ترامب إذا فاز متوقع أن تزداد العقوبات على إيران فيما ستقوم إيران بالضغط على حلفائها الزعماء السياسيين في العراق لإرباك المشهد الاقتصادي والسياسي العراقي لاسيَّما أن العراق يشهد ضائقة اقتصادية ومادية صعبة، وفي حالة فوز بايدن فإنه صرح بأنه سيفاوض إيران على إعادة الاتفاق النووي بينهما وهذا يعني إعادة إطلاق يد إيران مرة أخرى في العراق وهذا ما يرفضه غالبية الشعب العراقي خاصة سكان الجنوب الذين يخوضون تظاهرات ومواجهات مع ميليشيات مسلحة تابعة لإيران تندد بالسيطرة الإيرانية على العراق علاوة" على رفض سكان مناطق الوسط للوجود الإيراني؛ ما ينذر بكارثة إن حصلت ستكون أشبه بما حصل لسكان المناطق الغربية من نزوح وتهجير إبان احتلال داعش لمناطقهم، وبهذا فإن العراق أمام خيارين أفضلهما أصعب من الآخر.