"محمد الجوادي".. المُتلوِّن "الآكل الفتات على كل الموائد"

محمد الجوادي

ما أسهل شراء النفوس الضعيفة.. نظرية نرى تطبيقها الفعلي في مناصري جماعة الإخوان الإرهابية، الذين هربوا من بلادهم لكي يرتموا في أحضان الأموال القطرية والتركية، ولعل الكاتب محمد الجوادي، رائد  التصريحات المتناقضة، خير نموذج لهؤلاء.
"الجوادي" لديه سجل حافل بالانتقادات والهجوم على قادة الدول العربية، من خلال إطلالته الشؤم على قناة "الجزيرة" القطرية، حتى يحلل ما يتقاضاه من أجر لكي يتغنى بأمجاد تميم بن حمد "الزائفة"، ويؤيد جرائم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بينما يكيل الاتهامات الباطلة والمضللة ضد الدول العربية.


جحود للوطن  


"الجوادي" جحد فضل مصر عليه التي كبر وتعلم وترعرع في خيراتها، وذهب إلى أعدائها والمتربصين باستقرارها ليكون سلاحا إخوانيا قطريا ضد مصر وشعبها، حيث وُلد بمحافظة دمياط شمال مصر، وهو أستاذ أمراض القلب بجامعة الزقازيق بمصر وحاصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 2004م، وعضو المجمع العلمي المصري وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة، واتحاد كُتاب مصر، والمجمع المصري للثقافة العلمية، ومجلس الثقافة العلمية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، ورئيس مجلس إدارة نادي جامعة الزقازيق لشباب العلوم والبيئة.


ظهوره


لمع "الجوادي"، وذاع صيته بعد ثورة 25 يناير بظهوره على الفضائيات بين الحين والآخر ولكن بعد ثورة 30 يونيو تغير الوضع تماماً حيث نقل محل إقامته إلى الدوحة في قطر ليكون ضيفًا شِبه يومي على قناة "الجزيرة" مقابل 200 دولار في الحلقة الواحدة، ويرفض الجوادي الظهور في أي برامج بدون عائد مادي.


التحريض ضد مصر


وغادر الجوادي مصر هربا عقب سقوط حكم الإخوان واستقر في قطر، ومن هناك أعلن رفضه لثورة "30 يونيو 2013" وأطلق عبارته الكاذبة "الانقلاب يترنح"، ثم أصبح دائم الظهور على منبر الجزيرة للتحريض ضد بلده مصر بعدما قبض الثمن من عصابة الدوحة، ومن هناك حرض على مهاجمة الكنائس بحجة وجود أسلحة في سراديب سرية، فتلقف "تنظيم داعش" الدعوة ونفذ هجمات دموية على كنائس في ثلاث مدن مصرية.


"الجوادي" يخرج بشكل شِبه يومي ليكتب ويصرح بالعديد من الأكاذيب ضد الدولة المصرية والجيش المصري، بهدف الحصول على قيمة الاستضافة من قناة الجزيرة القطرية والتي تقدر بمئات الدولارات.

إسقاط عضويته من المجمع اللغوي


 في مايو من العام الماضي، أسقط مكتب مجمع اللغة العربية، عضوية المجمع عن الجوادي، اعتبارًا من الدورة الحادية والثمانين، نظرًا لتصريحاته المسيئة ضد مصر وشخصيات وطنية خالصة ولتغيبه عن حضور جلسات المجمع، وانشغاله بأعمال خارج البلاد، وهي أمور تتنافى ومنزلة عضوية المجمع، تلك الأمانة العلمية التى أنيط بها المجمع ويزدان بها تاريخه.

 

وتحول المدعي محمد الجوادي إلى مرتزق قطري يملأ الدنيا بأكاذيب مفضوحة وأباطيل ساذجة، مدعيًا أنه "أبو التاريخ"، لكنه حصل عن جدارة على لقب "أبو الأكاذيب"، فالرجل الذي أكل على موائد مختلف الأنظمة استقر خادما لتميم وتنظيم مهاجمة العرب


ودائمًا ما يُطلق الدكتور محمد الجوادي، قصصًا ملفقة تثير السخرية، فلدى الرجل سجل طويل حافل بها، يمتد من عبارته الشهيرة "الانقلاب يترنح"، ومرورًا بروايته وقت تولي الملك سلمان حكم السعودية أنه "أجهش بالبكاء وقال ظلمنا مرسي" وكرّرها ثلاثًا، فضلًا عن قوله إن قرار منع جنازة مرشد الإخوان المسلمين السابق، مهدي عاكف، صدر قبل سنة لأن "تقديرات أميركية علمية توقعت مشاركة 5 ملايين"!.


فيما هاجم الجيش المصري وادعى عليه كذبا، قائلاً: "قادة الجيش الانقلابي عرضوا عليَّ وزراء حكومة الانقلاب، إن أرادوا الاستقالة .. إما أن يكونوا ظالمين وإما أن يكونوا مقتولين.. في تهديد لهم إن أرادوا الاستقالة .. وتم عزلهم عن الاتصال بأي شخص..لذلك لا نسمع منهم أي تصريح أو مواقف".


وأضاف الجوادي: "الوزراء الحاليون مختطَفون ومجبرون إجبارًا على الحكومة، ولا يستطيعون الاتصال بصحفي أو أي شخص، لعدم إعلان استقالتهم".


وتابع الجوادي: "من أراد الاستقالة من الوزراء سيتعرض للقتل أو الاعتقال بتهمة الخيانة العظمى من قبل الجيش والعسكر".

وفي حلقة من برنامج المشهد المصري، على الجزيرة الإخبارية، وكعادته، ردّ محمد الجوادي، الذي يعرّف نفسه كمؤرخ مصري، على سؤال مذيع الجزيرة، بإجابة ليس لها علاقة طبعًا بعلامة الاستفهام التي طرحها المذيع، قال الجوادي بالنص، واصفا حكومة الدكتور حازم الببلاوي، آنذاك: "حكومة الأيدي المرتعشة، والركب السايبة والزبدة السايحة"!


أما الأكثر غرابة، فهو تصريحه: عندما يقال أنتم تمارسون "أخونة" الدولة، فالجواب يجب أن يكون نعم، كما قال سعد زغلول: لو استطعت أن أجعلها زغلولية سأفعل، ولو لم تكن ثقتك في فكرك ورؤيتك مائة بالمائة، فلا تستحق أن تناضل من أجل تلك الرؤية، فالطالب الذي يدخل الامتحان ويثق بنجاحه بنسبة 90 بالمائة، لا يستحق النجاح، ينبغي أن تكون ثقتك بنجاحك مائة بالمائة، لذلك أنا مؤمن بالنظام، وبمرسي، أقوى من إيمان النظام ومرسي بنفسه.


مُتلوِّن


"الجوادي" لم يكن إخوانيا خالصا ولا كما يقول المصريون "دولجياً" خالصا، إنه على مر الزمان كان "متلوناً" خالصاً، فهو نفسه ألّف كتابًا بعنوان "النخبة المصرية الحاكمة"، وتحدث في أول فصوله عن "الفضائل الـ10 للرئيس مبارك"، وكان يقول في كتابه: "مفيد شهاب" صاحب فكر قويم وأخلاق نبيلة.. والجنزوري متعقّل.. وعاطف عبيد هو عاطف بيه الصغير، والجماهير شعرت بالإنجاز الحقيقي في عصر مبارك، ومحطة واحدة من المترو تفوق إنجازات السد العالي ..ومبارك جنّب الوطن مشكلات كبرى، والحصول على قطعة صابون أو مسحوق تنظيف قبل عهده كان من عجائب الدنيا... ومبارك يمتلك رؤية بعيدة النظر لمستقبل بلاده، وأدار الملف الإسرائيلي بحنكة وكياسة، وتجاهل الإساءات الخبيثة من الصحفيين الطامعين.


و"الجوادي" أيضًا هو الذي ادّعى وجود خطة للمحكمة الدستورية لإصدار أحكام مهمة وخطيرة، وأن الدستورية كانت تعقد العزم على حلّ مجلس الشورى والجمعية التأسيسية، وإبطال الإعلان الدستوري، وتنحية الرئيس مرسي، لعدم احترامه للدستور الذي أقسم عليه، حسب الخطة، وعودة المجلس العسكري.