اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل.. رسالة إنسانية لتحقيق العدالة للفلسطينيين
أثار إعلان قرار معاهدة السلام الإماراتية مع دولة إسرائيل ردود أفعال دولية تحترم سيادة الإمارات وحق الدولة في بدء علاقات دبلوماسية مع أي دولة في العالم ترى الإمارات أنها ستعود بالنفع على المصالح الوطنية والحفاظ على حقوق الأشقاء، خاصة أن المعاهدة تعتبر نقطة انطلاق للشعب الفلسطيني من جهة والإسرائيلي من جهة أخرى للعمل على تحقيق السلام في المنطقة وضمان أكبر فائدة لشعوب المنطقة خاصةً أن المعاهدة ستجبر الجانب الإسرائيلي على وقف ضم الأراضي الفلسطينية والحفاظ على حل الدولتين كخيار.
معاهدة الإمارات.. «قبلة حياة» للقضية الفلسطينية والأمل في إحياء «حل الدولتين»
جاءت معاهدة السلام الإماراتية لتعيد الروح للقضية الفلسطينية بعد أن ظلت مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل مجمدة لسنوات طويلة لأسباب عديدة في مقدمتها الإصرار الإسرائيلي على الاستيلاء على أراضي الشعب الفلسطيني وبناء المستوطنات بشكل هدد فكرة السلام وحل الدولتين، وتسبب في زعزعة الاستقرار لفترة طويلة.
وتفاقمت الأزمة بين الجانبين مع توجه إسرائيل إلى ضم مساحات واسعة من الضفة الغربية المحتلة؛ ما يعني نسف مبدأ حل الدولتين من الأساس، وكبارقة أمل جاءت معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية لتعيد حل الدولتين من جديد إلى الواجهة، حيث أجبرت إسرائيل على تعليق خطط الضم، وهو ما اشترطته الإمارات بقوة قبل توقيع المعاهدة للحفاظ على حقوق الأشقاء في فلسطين.
وقبل التوقيع طلبت دولة الإمارات من الجانب الإسرائيلي إعادة فتح أبواب السلام واستئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني لإحياء أمل إقامة دولة فلسطينية حتى يحمل المستقبل احتمالات لتوسع السلام مع باقي الدول العربية الرافضة للممارسات الإسرائيلية، فرغم صعوبة الخطوة إلا أن القيادة الإماراتية قررت الوقوف أمام كافة العقبات حتى تؤسس للسلام في المنطقة وتوقف النزاعات التي يدفع ثمنها جميع شعوب المنطقة.
ومنحت معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية زخماً للملف الفلسطيني دفع كبار المسؤولين الدوليين إلى التحرك نحو استئناف المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين، حيث أعلنت بريطانيا عزمها البناء على خطوة الإمارات بإبرام معاهدة سلام مع إسرائيل لتحريك حوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين في بادرة على أن وجود أجواء مواتية لاستئناف مسار تعطل قبل نحو سنوات وكاد يلفظ أنفاسه تحت وطأة خطة لضم أراضٍ في الضفة الغربية.
واجتمع وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، قبل أيام، للضغط من أجل استئناف الحوار بين الجانبين من أجل حل الدولتين.
وبات حل الدولتين في خطر محدق في أعقاب إعلان إسرائيل عزمها ضم 30% من الأراضي الفلسطينية، لكن معاهدة الإمارات ضمنت إلغاء القرار الذي تسبب في قطع العلاقات بين رام الله وواشنطن.
ترحيب وحماس عالمي لاستغلال "المعاهدة الإماراتية" لترسيخ السلام في المنطقة
تحركت الولايات المتحدة بقوة في المنطقة أملاً في استغلال الفرصة الإماراتية وإنعاش فرص الحوار الفلسطيني الإسرائيلي، وزار وزير الخارجية الأميركي، المنطقة، قبل أيام، وشملت جولته إسرائيل، السودان، البحرين، الإمارات، وسلطنة عمان.
وبحث بومبيو، طرق الاستفادة من الخطوة الإماراتية لدعم وتوسيع دائرة السلام مع دول عربية، مؤكداً أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أكد أن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل يمكن أن تؤدي إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وكشف الرئيس ترامب أن هناك دولاً أخرى ترغب في الانضمام إلى مثل هذه المعاهدة.
وكذلك أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جابي أشكنازي، أنه بحث مع الوفد الأميركي برئاسة جاريد كوشنر، أهمية انضمام دول أخرى إلى معاهدة السلام بين إسرائيل ودولة الإمارات، موضحًا أن نقاشات جادة دارت حول نافذة الفرص التي فُتحت لتغييرات إستراتيجية بعيدة المدى في الشرق الأوسط، وأهمية إشراك دول أخرى في عملية السلام.
كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن استئناف مفاوضات السلام ما زال يمثل أولوية للتوصل إلى حل عادل في الشرق الأوسط، مضيفًا أنه تحدث إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس هاتفياً، وأخبره بعزمه على العمل من أجل السلام في الشرق الأوسط.
من جانبه، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن استعداده للذهاب إلى المفاوضات مع إسرائيل تحت رعاية الرباعية الدولية وبمشاركة دول أخرى، وقال عقب اجتماعه بوزير الخارجية البريطاني: "نحن على استعداد للذهاب إلى المفاوضات تحت رعاية الرباعية الدولية وبمشاركة دول أخرى، والتزامنا ثابت بمحاربة الإرهاب العالمي".
وتوقفت المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية في أبريل عام 2014 بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان والقبول بحل الدولتين على أساس حدود 1967 والإفراج عن معتقلين من السجون الإسرائيلية، وعاد الأمل في إنعاش مفاوضات السلام المتجمدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين عقب الإعلان عن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل؛ حيث لعبت دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ تأسيسها، دوراً بارزاً في دعم الشعب الفلسطيني في محاولة استرجاع حقوقه المشروعة مستندة إلى سياسة تتسم بالواقعية بعيداً عن إستراتيجية الظواهر الصوتية، التي تنتهجها الدول المتاجرة بالقضية الفلسطينية، وتكللت تلك السياسة الواقعية والدبلوماسية العقلانية بإعلان إسرائيل وقف خطة ضم أراضٍ فلسطينية بموجب معاهدة السلام مع الإمارات.