من اللجوء إلى النجومية.. حكاية الفنان الشامي
من اللجوء إلى النجومية.. حكاية الفنان الشامي

وُلد عبدالرحمن فواز، المعروف فنيًا باسم الشامي، في دمشق عام 2002. غير أن الحرب أجبرته على مغادرة وطنه وهو في سنّ صغيرة، ليخوض رحلة لجوء قاسية تركت بصمتها العميقة على مسيرته. تلك التجربة لم تكن مجرّد مرحلة، بل تحوّلت إلى جزء أصيل من هويته الفنية، يظهر جليًا في موسيقاه التي تجمع بين الحنين والتمرّد وصوت جيل يبحث عن ذاته في المنافي.
طفل لاجئ يبحث عن فرصة للحياة
في رسالة مؤثرة نشرها عبر حسابه على إنستجرام، لخّص الشامي مسيرته بقوله: إن رحلته “بدأت بخطواته الأولى في شوارع عمّان حين كان طفلًا لاجئًا يبحث عن فرصة للحياة، لتنتهي اليوم بعودته إلى الأردن متألقًا”. كلمات اختزلت سنوات طويلة من الغربة والمعاناة، وصاغت قصة صعود من المخيمات إلى النجومية.
عودة مختلفة إلى الأردن
عاد الشامي قبل أيام إلى الأردن، لكن عودته هذه المرة لم تكن كلاجئ، بل كأصغر مدرّب في تاريخ برنامج ذا فويس كيدز، إلى جانب الفنان المصري رامي صبري والفنانة السعودية داليا مبارك. عودة حملت رمزية خاصة، إذ يقف اليوم على أرض احتضنته طفلًا، ليطل على شاشاتها نجمًا يحظى بمكانة عربية واسعة.
انطلاقة سريعة
بدأ الشامي مشواره الفني عام 2018، وسرعان ما حقق حضورًا بارزًا عبر منصات الموسيقى، مستقطبًا ملايين المتابعين بأغانيه التي عكست تجربته الإنسانية وواقع جيله.
جوائز وتكريمات
عام 2024 مثّل نقطة تحول كبيرة، إذ فاز بأربع جوائز من Billboard Arabia Music Awards، بينها “أفضل فنان من بلاد الشام” و”أفضل أغنية مستقلة”. كما نال تكريمًا في Joy Awards بالسعودية عن “الأغنية المفضلة”، ليترسخ اسمه كواحد من أبرز الفنانين الشباب في المنطقة.
تعاونات ومحطات بارزة
من أبرز محطاته الفنية التعاون مع النجم المصري تامر حسني في دويتو “ملكة جمال الكون” الذي تجاوز 100 مليون مشاهدة. كما قدّم شارة مسلسل تحت سابع أرض بأسلوبه الخاص، ما وسّع حضوره الفني إلى عالم الدراما.
حفلات وجولات عالمية
أحيا الشامي حفلات كبيرة في دبي وألمانيا والسويد وتونس، واستقطب جماهير غفيرة بفضل مزيجه الخاص من الراب والهيب هوب بالنكهة الشرقية.
بين النجومية والجدل
رغم نجاحه، أثار ظهوره على غلاف Billboard Arabia بملابس واسعة وغير مألوفة جدلاً بين الجمهور. كما شهدت إحدى حفلاته في دبي موقفًا إنسانيًا حين اقتحمت معجبة المسرح لاحتضانه، فتعامل مع الموقف بهدوء واحترافية.
من مخيم اللجوء إلى المسارح العالمية
رحلة الشامي تختصر قصة فنان شاب لم يسمح للجوء أن يعرّفه أو يقيّده، بل حوّل تجربته القاسية إلى مصدر إلهام. من شوارع عمّان كطفل لاجئ يبحث عن الحياة، إلى أضواء المسارح العالمية، يقدّم الشامي نموذجًا لجيل يُؤمن بأن الفن قادر على تجاوز الحدود وبناء مستقبل جديد.