السودان يعاني.. موجة نزوح جديدة بعد معارك جبل موية
موجة نزوح جديدة بعد معارك جبل موية في السودان
معاناة ومرحلة جديدة من النزوح في السودان إثر معارك دموية بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي وقوات الجيش السوداني بقيادة البرهان؛ مما ضاعف من أزمات الشعب السوداني إثر تصاعد حدة الحرب في الوقت الحالي في مناطق عدة بالسودان.
ومؤخرًا نشطت الحركات السودانية المسلحة التي كانت تلتزم الحياد في المعارك بين الجيش والدعم السريع في إجلاء سكان الفاشر غربي السودان، بعد احتدام المعارك ومقتل العشرات جراء القصف المدفعي المتبادل، حيث تم توفير ممر آمن لخروج آلاف المدنيين الفارين من الحرب بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
احتدام المعارك في جبل موية
واحتدمت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، في مناطق عدة بالسودان، وبدأ بركان الحرب يلفظ حممه، وآخر تلك المناطق التي سقطت على وقع المعارك العنيفة بين طرفي الحرب، كانت منطقة "جبل موية" الاستراتيجية بولاية سنار جنوب شرق، والتي أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها عليها، إضافة إلى الطريق القومي "ربك - كوستي – سنار"، وتوقف حركة مرور الحافلات والشاحنات.
وقد أعلنت قوات الدعم السريع - في بيان-، "تحرير منطقة جبل موية، على امتداد ولايتي سنار جنوب شرق والنيل الأبيض جنوب"، واستلام 57 عربة وحرق 12 ومقتل وأسر المئات، وفق البيان الصادر.
نزوح جديد للمواطنين
ومعاناة المواطنين في السودان مستمرة، حيث شهدت موجات نزوح كبيرة سيرًا على الأقدام للمدنيين بمنطقة جبل موية، بعد المعارك المستمرة التي اندلعت بالمنطقة، وقد نزحت مئات الأسر السودانية من سكان منطقة جبل موية بولاية سنار جنوب شرقي البلاد، بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها.
ونزوح المئات من سكان قرى جبل موية باتجاه مدينة سنجة التي تبعد نحو 50 كيلومترا جنوب سنار، أو غربًا إلى مدينة ربك عاصمة ولاية النيل الأبيض، وأهمية منطقة جبل موية تكمن في "تأمين طريق سنار ربك، الذي يربط ولاية النيل الأبيض بولاية سنار ومن بعدها بشرق السودان".
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 حربًا دامية بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد دقلو، أعقبتها أزمة إنسانية عميقة.
ويقول المحلل السياسي السوداني، شوقي عبد العظيم: إن هناك تجميع مئات السيارات المحملة بالنازحين بمعسكر زمزم رافقتهم قوات لتأمينهم إلى محلية طويلة ومنها سيتم التنسيق لحركتهم لبقية المحليات والولايات بحسب الرغبة، وذلك بعدما شهدت السكات حالات من الأزمات المسيطرة عليها المعارك في مدينة الفاشر بين الجيش والدعم السريع.
وأضاف عبد العظيم، في تصريحات خاصة للعرب مباشر، أن ارتفاع ضحايا معارك الفاشر وصل إلى نحو 2000 قتيل وجريح منذ مايو الماضي، وقوات الدعم السريع قصفت بالمدفعية أحياء شمال وجنوب ووسط المدينة، شملت منطقة السوق الكبير، وملاعب الشهيد الزبير واستاد النقعة ومتنزه المروج، بينما ردت مدفعية الجيش من الجهة الغربية بقصف تمركزات الدعم السريع في الجهة الشرقية، كما حلقت مقاتلة حربية في ساعات الصباح وأغارت على تمركزات الدعم السريع في أقصى الشمال الشرقي للمدينة، وكل ذلك أدى في النهاية إلى نزوح المواطنين.
ويقول الباحث السياسي السوداني، طاهر المعتصم، إن كذلك، السودان سجل قرابة عشرة ملايين نازح داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة، ودمرت إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التي بات سكانها مهددين بالمجاعة، وذلك كان قبل معارك الفاشر التي بدورها شهدت تصاعد في عدة جبهات.
وأضاف المعتصم - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن السيطرة على المنطقة الحيوية يسهل توجيه القذائف والدانات من السلسلة الجبلية بالمنطقة في عمق مدينة سنار، ويضيق الخناق على عدد من المدن وعلى الفرق العسكرية الرئيسية في سنار وولاية النيل الأزرق المتاخمة، كما يعني التحكم في المثلث الذي يضم مدن الدويم وكوستي والمناقل.