صحف عالمية تُشكِّك في "مزاعم أردوغان" حول غاز "البحر الأسود"

صحف عالمية تُشكِّك في
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

شكوك أحاطت بإعلان الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" عن اكتشافه لأكبر حقل للغاز الطبيعي بالبحر الأسود، وأكدت العديد من وسائل الإعلام العالمية أن مزاعم الرئيس التركي ما هي إلا محاولة لتحسين صورته شعبيًا بعد أن كشف العديد من استطلاعات الرأي انخفاض شعبيته بشكل غير مسبوق دفعه لخلق كذبة جديدة لخداع الشعب التركي الذي وصل إلى درجة غير محتملة من الضغوط الاقتصادية، خاصة أنها ليست المرة الأولى لأردوغان حيث أعلن العام الماضي اكتشاف كميات هائلة من الغاز الطبيعي في "تراقيا" ستغير مستقبل تركيا تمامًا وهو الأمر الذي اختفى تمامًا بعد استهلاكه إعلاميًا.

 
مزاعم أردوغان غير منطقية.. والمشكلات الاقتصادية لتركيا لن تحل بـ"حقل غاز"


وسائل الإعلام الأميركي تعاملت بحذر مع مزاعم أردوغان واختارت اللجوء إلى الخبراء لكشف الحقيقة، وأكدت التقارير الصحفية نقلًا عن الخبراء أن الغموض يحيط بتصريحات أردوغان حول الكشف خاصة أنه ادَّعى أن الغاز الطبيعي الذي تم اكتشافه سيغطي حاجة الشعب التركي بالكامل وهو الأمر الذي يستحيل حسمه حاليًا حيث وصفوه بالحديث غير المنطقي.


من جانبها، قالت صحيفة "وول ستريت" الأميركية إن الاكتشافات التركية الجديدة في البحر الأسود من شأنها أن تقلص حجم المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها الشعب التركي خلال الفترة الماضية، موضحة أن خبراء الطاقة يأملون أن يكون غاز البحر الأسود حقيقيًّا ليشكل فارقًا في مواجهة الأزمات الهائلة التي تضرب الاقتصاد التركي مؤكدين أنه حتى الآن لا تستطيع تركيا التأكد من جودة الغاز المكتشف أو وجوده بكميات كبيرة من الأساس.


في السياق ذاته، أكدت وكالة أنباء «أسوشيتد برس» الأميركية، فقد نقلت عن بعض خبراء الطاقة أن حقل الغاز الطبيعي الذي اكتشفته تركيا لا يكفي أبدًا لتحويلها إلى مصدر عالمي للغاز الطبيعي، وأن الكميات الهائلة المعلن عنها أمر غير منطقي فما زال الأمر مبكرًا لحسم الحجم الحقيقي للاكتشاف التركي المزعوم.


وأشار رئيس قسم بحوث العملة في كومرتس بانك، أولريش لويشتمان، إلى أنه في حالة افتراض صحة الاكتشاف التركي فإنه اكتشاف لن يُحدث التأثير الكبير الذي يتوقعه البعض"، مضيفًا أن "الأمر يتطلب عادة عقدًا كاملًا لاستخراج الغاز من أي كشف جديد، وأن المستثمرين يبدون متشككين في زعم أن الاكتشاف سيلغي العجز المالي التركي الحالي".


وفي حين يعد هذا اكتشافًا كبيرًا، ألا أنه أصغر من اكتشافات أخرى في شرق البحر المتوسط. فهو يمثل ثلث حقل ظهر المصري، أحد أكبر الاكتشافات في المتوسط، والذي يقدر احتياطيه بنحو 850 مليار متر مكعب، أو 30 تريليون قدم مكعب، من الغاز الطبيعي.
 
تدني شعبية "أردوغان" وراء أكاذيب كشوف الغاز الطبيعي بالبحر الأسود


وشككت صحف يونانية في صحة الاكتشاف التركي ووصفت سعادة أردوغان بالكشف بـ"صرخة الفرحة البلهاء"، وقالت صحيفة "سكاي" اليونانية أن الليرة التركية كانت مستقرة قبل حديث أردوغان عن اكتشافات الغاز بالبحر الأسود، إلا أنها انهارت مباشرة بعد حديثه الأمر الذي يؤكد أن استقرار الليرة كان أمرًا مؤقتًا بهدف خداع الشعب.


أما موقع "إنيرجيا" اليوناني لأخبار الطاقة، فأكد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زعم أن اكتشاف حقل الغاز من شأنه أن يغطي احتياجات كافة أفراد الشعب التركي من الغاز خلال عامين وهو ما يؤكد أن مزاعم أردوغان ما هي إلا محاولات للاستهلاك الشعبي ورفع شعبيته فجميع الخبراء يؤكدون أنه في حالة صدق أردوغان فمن المستحيل الوقوف حاليًا على جودة الغاز المستخرج أو كمياته.


كما أفادت وكالة «بلومبيرج» الاقتصادية الكبرى، بأن الغرض وراء أعمال التنقيب التركية التوسعية في البحر الأسود، هو رغبة تركيا في تقليص ارتباطها بالقوى الأجنبية والاستقلال عن الاعتمادات الأجنبية.
وأوضحت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية، أن الاكتشاف الذي تصنفه تركيا على أنه أكبر اكتشاف في تاريخها، يعتمد على تقدير المحللين والخبراء، وأنها ستظل في حاجة إلى تأكيد أنه أكبر اكتشاف في تاريخها من خلال حفر آبار أخرى، محذرين من بعض الآثار السلبية والعواقب الوخيمة للحفر في تلك المناطق.


كما وصفت صحيفة «أوكرنفورم» الأوكرانية بشرى أردوغان السارة بأنها مجرد إعلان عن اكتشاف حقل غاز طبيعي للبترول في البحر الأسود بواقع 320 مليار متر مكعب، مشيرة إلى أن الاكتشاف لا يعد من اكتشافات الطاقة الكبيرة.