تورط إيراني في محاولة اغتياله.. طهران وترامب وجولة جديدة من الصراع الخفي
تورط إيراني في محاولة اغتياله.. طهران وترامب وجولة جديدة من الصراع الخفي
بعد أن تمكن دونالد ترامب من العودة مجددًا إلى البيت الأبيض بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، كشفت تقارير أمريكية عن مؤامرة خطيرة كان يتم التخطيط لها قبل الانتخابات، تهدف إلى اغتيال الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، في خطوة اعتبرها كثيرون محاولة لعرقلة مسيرته السياسية وإثارة الفوضى.
وزارة العدل الأمريكية وجهت الاتهام إلى ثلاثة أشخاص على علاقة بالحرس الثوري الإيراني، الذي كان يتابع تحركات ترامب عن كثب استعدادًا لتنفيذ الخطة، في المقابل، نفت طهران هذه المزاعم بشدة، مؤكدة أنها ليست ضالعة في أي محاولة لإلحاق الأذى بترامب، هذه الأحداث تعيد إلى الواجهة الجدل حول العلاقة المتوترة بين البلدين منذ اغتيال الجنرال قاسم سليماني عام 2020، والذي يبدو أن تداعياته لم تنتهِ بعد، وفي ظل هذا السياق المعقد، تتزايد المخاوف من أن تتبع هذه المؤامرة خطط أخرى تهدف إلى ضرب استقرار الإدارة الأمريكية الجديدة.
*الحرس الثوري*
أعلنت وزارة العدل الأمريكية يوم الجمعة، توجيه اتهامات إلى ثلاثة أشخاص على علاقة بإيران، بتهمة التخطيط لاغتيال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وتأتي هذه الاتهامات في وقت حساس، عقب فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية، حيث يعتبر ذلك محاولة لزعزعة استقرار الولايات المتحدة من خلال استهداف الرئيس ذاته، وفقًا للمدعين الفيدراليين في مانهاتن، فإن هؤلاء المتآمرين على صلة بالحرس الثوري الإيراني، وقد ناقشوا خطة الاغتيال في الفترة التي سبقت الانتخابات.
أفادت أوراق القضية، أن أحد المتهمين الرئيسيين، وهو فرهاد شاكري، البالغ من العمر 51 عامًا، تلقى أوامر مباشرة من قادة في الحرس الثوري الإيراني، تمت مخاطبته في سبتمبر الماضي، حيث طُلب منه التوقف عن أي أنشطة أخرى وبالتركيز بشكل كامل لتخطيط وتنفيذ مهمة اغتيال ترامب.
وبحسب الوثائق، طلب شاكري من قادة الحرس الثوري توفير تمويل كافٍ لتنفيذ العملية، مشيرًا أن مثل هذه الخطة تتطلب مبالغ ضخمة.
لكن المسؤولين الإيرانيين أكدوا أن "المال ليس مشكلة"، مما يشير إلى جدية كبيرة في تنفيذ الخطة، وتتضمن الوثائق التي تم الكشف عنها أيضاً، مزاعم بأن السلطات الأمريكية أحبطت مؤامرة أخرى لاغتيال مسيح علي نجاد، وهي ناشطة في مجال حقوق الإنسان في بروكلين لطالما انتقدت إيران.
مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر راي، قال في تصريحات صحفية: إن هذه الاتهامات تأتي في إطار جهود مستمرة لإيران لاستهداف شخصيات أمريكية بارزة، وعلى رأسها الرئيس دونالد ترامب، بالإضافة إلى شخصيات أخرى معارضة للنظام الإيراني، وأضاف أن السلطات الأمريكية أحبطت عدة محاولات لاستهداف ترامب منذ عام 2020، وكان آخرها قبل الانتخابات.
*نفي إيراني قاطع*
في المقابل، نفت السلطات الإيرانية هذه الاتهامات ووصفتها بأنها "محاولة لتشويه صورة إيران دوليًا"، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أكد أن طهران ليس لديها أي نية لاستهداف ترامب أو أي مسؤول أمريكي، مشددًا على أن الاتهامات الأمريكية مبنية على معلومات غير دقيقة ولا أساس لها من الصحة.
يذكر أن التوتر بين إيران وإدارة ترامب بدأت منذ عام 2020 بعد مقتل قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني، في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار.
منذ ذلك الحين، كان هناك العديد من المخاوف من أن إيران قد تنتقم لمقتل سليماني من خلال استهداف الشخصيات الأمريكية المتورطة في العملية، بما في ذلك ترامب نفسه.
وقد زادت التقارير الاستخباراتية من تلك المخاوف، حيث تم الكشف مرارًا عن تهديدات متزايدة من إيران تستهدف شخصيات أمريكية بارزة.
مع إعادة انتخاب ترامب وفوزه بالرئاسة، أصبحت مسألة التهديدات الإيرانية أكثر تعقيدًا، حيث يرى مراقبون، أن نجاح هذه المؤامرة لو تم تنفيذها، كان سيؤدي إلى زعزعة استقرار الولايات المتحدة في مرحلة حساسة جدًا، خاصة مع تصاعد التوترات الدولية والإقليمية، هذا بالإضافة إلى أن اغتيال رئيس أمريكي لن يكون مجرد جريمة، بل قد يشعل حربًا واسعة في المنطقة، إذ أن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي أمام مثل هذه المحاولات.
*تحقيقات مستمرة*
وزارة العدل أكدت، أنها تتابع التحقيقات في هذه القضية وتعمل على ملاحقة المتهمين، فيما ما يزال أحد المتهمين، فرهاد شاكري، طليقًا في إيران.
وقد تم اعتقال متهمين آخرين في القضية هما كارلايل ريفيرا (49 عامًا) وجوناثان لودهولت (36 عامًا)، وكلاهما يواجهان تهماً بالتآمر والمشاركة في التخطيط للجريمة، ووفقًا لوزارة العدل، فإن الاثنين يواجهان محاكمات في نيويورك، حيث صدر قرار بإبقائهما قيد الاحتجاز حتى استكمال التحقيقات.