حماس بلا مأوى.. هل تستجيب قطر للضغوط الأمريكية في ظل نفي حماس طردها؟
حماس بلا مأوى.. هل تستجيب قطر للضغوط الأمريكية في ظل نفي حماس طردها؟
استضافة قطر لحركة حماس لطالما كانت نقطة توتر في علاقاتها مع الولايات المتحدة، إلا إن التطورات الأخيرة بعد حرب إسرائيل في قطاع غزة أضافت مزيدًا من التعقيد على هذا الملف.
تتزامن هذه الأزمة مع تصاعد الدعوات الأمريكية لضمان الأمن في المنطقة، مما يجعل دعم قطر لحركة حماس بمثابة عامل مؤثر في الحسابات الدبلوماسية.
منذ سنوات، تعتبر قطر ملاذاً لقادة حماس، حيث توفر لهم الدعم السياسي والمالي، وتحتضن مكتب الحركة في الدوحة، ومع اندلاع المواجهات الأخيرة بين إسرائيل وحماس، تعززت التساؤلات حول مدى استمرار هذا الدعم، خاصة بعد اتهامات متزايدة من جانب إسرائيل والولايات المتحدة بأن قطر تسهل نقل الأموال إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، مما يساهم في استمرار الصراع.
ضغط أمريكي لتسليم الرهائن
وفي تصريحات إعلامية، قال مسؤول بالبيت الأبيض: إن الإدارة الأميركية أبلغت قطر أن وجود قادة حركة "حماس" الفلسطينية في الدوحة، لم يعد "مقبولا"، بعد رفض الحركة للمقترحات الأميركية لإطلاق سراح المحتجزين.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته: "حماس جماعة إرهابية قتلت أميركيين، وما زالت تحتجز أميركيين كرهائن".
وبعد رفض الاقتراحات المتكررة بإطلاق سراح الرهائن، لا ينبغي لقادتها أن يكونوا موضع ترحيب في عواصم أي شريك أميركي.
وقد أوضحنا ذلك لقطر في أعقاب رفض حماس قبل أسابيع لاقتراح آخر لإطلاق سراح الرهائن.
وأوضح، أن الدوحة "لعبت دوراً لا يقدر بثمن في المساعدة بالتوسط بصفقة الرهائن"، و"كان لها دوراً فعالاً في تأمين إطلاق سراح ما يقرب من 200 رهينة العام الماضي".
وتابع المسؤول: "ولكن في أعقاب رفض حماس المتكرر إطلاق سراح ولو عدد صغير من الرهائن، بما في ذلك في الآونة الأخيرة خلال الاجتماعات التي عقدت في القاهرة، فإن استمرار وجودهم في الدوحة لم يعد قابلاً للاستمرار أو مقبولاً".
نفياً من قبل حماس
في المقابل، نفى ثلاثة مسؤولين في حماس أن تكون قطر قد أبلغت قادة الحركة بأنهم لم يعودوا موضع ترحيب في البلاد.
نفت حركة حماس، اليوم السبت، الأنباء التي تحدثت عن طردها من قطر، واعتبرت أن هذه الأنباء تصب في مجال "التكتيك والضغط"، بحسب ما ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية.
ووفقًا لشبكة "سي إن إن"، فقد قال مسؤول كبير في حركة حماس: إن التقارير التي تحدثت عن موافقة قطر على طرد مسؤولي حماس من الدوحة "لا أساس لها من الصحة" و"تكتيك ضغط".
وأضاف المسؤول، أن ادعاءات مماثلة تم تداولها سابقًا دون أدلة تدعمها، وقال المسؤول في حماس لشبكة "سي إن إن" السبت: "ما ورد في وسائل الإعلام الإسرائيلية حول موافقة قطر على طرد حماس من الدوحة بناءً على طلب أميركي ليس له أساس وهو مجرد تكتيك ضغط. وقد تكرر هذا دون أي دليل".
يذكر أن الولايات المتحدة ومصر وقطر كانت توسطت على مدى أشهر في رعاية مفاوضات وصولات وجولات من أجل التوصل لصفقة توقف الحرب في القطاع الفلسطيني وتؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، الذين ما زالوا محتجزين داخل غزة منذ السابع من أكتوبر العام الماضي.
ويقول الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية، طارق فهمي، إن الطلب الأمريكي من قطر بطرد قادة حركة حماس هو جزء من ضغوط واشنطن المستمرة على الدوحة لتغيير استراتيجيتها في دعم الفصائل الفلسطينية، خاصة إن الولايات المتحدة ترى أن وجود قادة حماس في قطر يسهم في تعزيز موقف الحركة واستمرار الصراع مع إسرائيل، خاصة بعد التصعيد الأخير في غزة.
ومع ذلك، فإن قطر تواجه معضلة، فهي ترى في احتضانها لقادة حماس جزءاً من دورها الإقليمي كوسيط في النزاعات، ومحاولة لدعم القضية الفلسطينية دون الانخراط المباشر في المواجهات.
وأضاف فهمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن قطر قد تتردد في الاستجابة للضغوط الأمريكية بشكل كامل، لأنها تسعى للحفاظ على نفوذها الإقليمي وعلاقاتها مع مختلف الفصائل.
لكن في الوقت ذاته، تدرك الدوحة أن تجاوز المطالب الأمريكية قد يؤثر على علاقتها الاستراتيجية مع واشنطن، خصوصاً في ظل حساسيات التوازنات السياسية الراهنة في المنطقة، والمرحلة المقبلة قد تشهد تصعيداً في الضغوط الأمريكية، خصوصاً إذا لم تستجب قطر لهذه المطالب أعتقد أن الدوحة ستبحث عن حلول وسطى، مثل الحد من تحركات قادة حماس داخل أراضيها أو تقييد الدعم المالي، دون طردهم بشكل مباشر، للحفاظ على علاقاتها مع جميع الأطراف.