ماذا تهدف العمليات التركية في سوريا والعراق وما أبرز السيناريوهات؟
شنت تركيا عمليات عسكرية في سوريا والعراق
تقوم تركيا بتصعيد الهجوم على سوريا والعراق بشدة في الآونة الأخيرة مع الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها أنقرة، حيث تقوم بمهاجمة المنشآت الحيوية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني.
وقد أمنت القوات التركية السيطرة على المنطقة الواقعة بين عفرين ومنبج ودفعت وحدات حماية الشعب الكردية السورية إلى شرقي نهر الفرات ومسلحي تنظيم داعش بعيدا عن جرابلس ودابق والباب في شمال غربي سوريا، والإعلان عن القبض عن عناصر من التنظيمات قدروا بـ160 شخصًا.
التمسك بتصعيد الهجمات
وقد أكدت وزارة الخارجية التركية أن الوزير هاكان فيدان أكد لنظيره الأميركي أنتوني بلينكن أن بلاده ستواصل عملياتها في العراق وسوريا، واتفق الطرفان على تطبيق "آلية فض الاشتباك" لمنع أي عائق أمام العمليات العسكرية.
وفيدان طالب الولايات المتحدة بضرورة تخليها عن العمل مع وحدات حماية الشعب حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً في شمالي سوريا، وقال فيدان: عمليات مكافحة الإرهاب التي تجريها تركيا في العراق وسوريا ستستمر بكل عزم.
بينما حذرت الولايات المتحدة تركيا من شن ضربات جوية أحادية الجانب من شأنها أن تشكل تهديداً للأفراد الأميركيين، وفقاً لبيان وزارة الخارجية الأميركية.
تطور في الأحداث
ما يثير القلق وفق مراقبين احتمالات تفجر أزمة كبيرة بين أنقرة وحلفائها الغربيين، في حال توسع نطاق العمليات أكثر في منطقة النفوذ الأميركية داخل سوريا، وهو ما سينعكس سلباً وفقهم على جهود محاربة داعش، الذي سيستغل هذا التوتر المتصاعد، والتطور اللافت وفق خبراء، هو ما نقله المرصد السوري لحقوق الإنسان، حول إسقاط قوات التحالف الدولي ضد الإرهاب مسيرة بيرقدار تركية، اقتربت كثيرا من قاعدة للتحالف في منطقة تل بيدر بمحافظة الحسكة.
وهو ما أكدته واشنطن لاحقا، حيث قال مسؤولان أميركيان، الخميس، إن طائرة مقاتلة أميركية من طراز إف - 16 أسقطت طائرة تركية مسيرة كانت تعمل بالقرب من القوات الأميركية في سوريا.
ويقول الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الأمور معقدة نوعاً ما، حيث تقوم تركيا بجولة جديدة من التصعيد ضد حزب العمال، قسد هي جزء من التحالف الدولي ضد الإرهاب، وهو ما يجعلها قوة منضبطة ومعترف بدورها عالميا في مكافحة داعش وغيره من منظمات متطرفة، ولهذا ففتح معركة معها من قِبل أنقرة هو توجه خطر وغير صائب، وقد يوسع نطاق المواجهة لتتحول مواجهة أميركية تركية، وهو ما بدأ عن طريق إسقاط مسيّرة تركية.
وأضاف غباشي في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن تركيا تصنف وحدات حماية الشعب على أنها منظمة إرهابية، وتقول إنها لا يمكن تمييزها عن حزب العمال الكردستاني الذي حمل السلاح ضد الدولة التركية منذ عام 1984، في صراع راح ضحيته أكثر من 40 ألف شخص، وهو ما يزيد من الهمات التي رأت بها تركيا أنها عليها استغلال حادث أنقرة للتصعيد والهجوم على الأكراد.