محلل يُحذر: المجموعات المسلحة تُعمّق الانقسام وتزيد معاناة السودانيين
محلل يُحذر: المجموعات المسلحة تُعمّق الانقسام وتزيد معاناة السودانيين
يشهد السودان وضعًا أمنيًا وسياسيًا متدهورًا، حيث أدى تنامي نفوذ المجموعات المسلحة وانتشارها إلى تفاقم الأزمة الوطنية التي تمر بها البلاد منذ سنوات. ومع تصاعد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ازداد تعقيد المشهد بانضمام مجموعات مسلحة محلية وقبلية إلى الصراع، ما يُشير إلى مستقبل محفوف بالمخاطر.
تنامي المجموعات المسلحة
وكشفت تقارير أن مناطق عدة في السودان تُعاني من غياب التنمية والخدمات الأساسية، مما أدى إلى شعور سكانها بالتهميش ودفعهم لتشكيل مجموعات مسلحة للدفاع عن مصالحهم، وأن ضعف سيطرة الحكومة المركزية على بعض المناطق ساهم في انتشار الأسلحة وتزايد نشاط الجماعات المسلحة، وأدى الانهيار الاقتصادي إلى تفاقم البطالة والفقر، مما دفع بعض الأفراد للانخراط في أنشطة مسلحة كمصدر للرزق.
التداعيات على مستقبل السودان
تنامي المجموعات المسلحة يزيد من احتمالية تفكك السودان، حيث تسعى بعض الحركات إلى تحقيق أهداف انفصالية أو السيطرة على مناطق بعينها، وأن النزاع المستمر يُؤدي إلى نزوح مئات الآلاف من السكان وتفاقم الوضع الإنساني، خاصة مع انعدام الخدمات الأساسية مثل الصحة والغذاء، وأن الصراع المسلح يُهدد بقاء المؤسسات الوطنية، ما يجعل من الصعب تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي.
الحلول الممكنة
يحتاج السودان إلى حوار وطني يضم جميع الأطراف، بما في ذلك المجموعات المسلحة، للوصول إلى تسوية سياسية شاملة، وتوفير فرص اقتصادية وتنموية في المناطق المهمشة قد يحد من انتشار العنف ويعيد ثقة المواطنين في الدولة، كما يحتاج السودان إلى دعم من المجتمع الدولي لتعزيز الأمن والاستقرار، مع التركيز على منع تدفق الأسلحة وتمويل برامج إعادة الإعمار.
فيما أكد الكاتب الصحفي السوداني عثمان الميرغني، أن تنامي المجموعات المسلحة في السودان يشكل خطرًا داهمًا على مستقبل البلاد واستقرارها، مشيرًا إلى أن هذا التحدي يعكس أزمات عميقة ومتراكمة تتطلب حلولًا جذرية وشاملة.
وأوضح الميرغني - في تصريح لـ"العرب مباشر" - أن الانقسام المتزايد بين المكونات العسكرية والمدنية في السودان خلق بيئة مواتية لانتشار الجماعات المسلحة، التي باتت تمثل لاعبًا رئيسًا في الصراعات الدائرة، سواء على المستوى السياسي أو الميداني.
وأضاف أن تفاقم الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلى جانب اشتعال التوترات القبلية في دارفور وشرق السودان، أدى إلى فراغ أمني خطير استغلته مجموعات مسلحة مختلفة لتحقيق أهدافها الخاصة، ما يُعمق معاناة المواطن السوداني.
وأشار الميرغني إلى أن المعضلة ليست فقط في انتشار السلاح، بل في غياب رؤية وطنية موحدة لإعادة بناء الدولة السودانية. ودعا إلى إطلاق حوار وطني حقيقي، بمشاركة كافة الأطراف السودانية، بما في ذلك الجماعات المسلحة، لوضع حد للنزيف المستمر الذي يُهدد وحدة البلاد ومستقبلها.
واختتم الميرغني على أهمية تدخل المجتمع الدولي بشكل إيجابي، عبر دعم السودان في مواجهة هذه التحديات، والعمل على تعزيز مبادرات السلام والتنمية لضمان استقرار البلاد واستعادة أمنها المفقود.