نزوح جماعي من حمص وحماة.. صراع السيطرة يشتعل في سوريا بين المسلحين والجيش
نزوح جماعي من حمص وحماة.. صراع السيطرة يشتعل في سوريا بين المسلحين والجيش
استهدفت غارات جوية، اليوم الجمعة، جسر الرستن على الطريق السريع الذي يربط بين مدينتي حمص وحماة في سوريا، وذلك في محاولة من قوات الجيش السوري لتأمين حمص بعد سقوط مدينة حماة في يد قوات الجماعات المسلحة بقيادة جماعة "هيئة تحرير الشام" (HTS)، حسبما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان.
سقوط حماة في يد المسلحين
وذكرت "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا له، أن الطائرات الحربية شنت غارات جوية عدة على مواقع حول الجسر، في محاولة لقطع الطريق بين المدينتين وإبطاء تقدم المسلحين نحو حمص، ثالث أكبر مدينة في سوريا.
وبدأت الجماعات المسلحة هجومها المفاجئ قبل أكثر من أسبوع، بالتزامن مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في لبنان المجاور بين إسرائيل وحزب الله، حليف الرئيس السوري بشار الأسد.
وتمكنت الجماعات المسلحة من السيطرة على مدينة حماة، رابع أكبر مدن سوريا، بعد معارك شوارع عنيفة، وأعلنت عبر قنواتها على "تيليجرام" "تحرير المدينة بالكامل".
نزوح جماعي
وأفاد المرصد بأن عشرات الآلاف من سكان حمص، خاصة من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، فروا خوفًا من تقدم المسلحين.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إنهم اتجهوا نحو المناطق الساحلية حيث يتركز العلويون، مشيرًا إلى أن النزوح يعكس مخاوف من وقوع أعمال انتقامية.
وقال موظف مدني من حمص يُدعى عباس: "نخشى أن يتكرر ما حدث في حماة هنا نخاف من الانتقام".
ووصف المحلل السياسي آرون لوند، الباحث في مؤسسة Century International، فقدان حماة بأنه "ضربة هائلة للنظام السوري"، قائلًا إن الجيش السوري، رغم تعزيزاته، لم يتمكن من وقف تقدم المعارضة.
وأشارت التقارير إلى أن الجماعات المسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام، تسعى للتقدم نحو حمص بعد نجاحها في السيطرة على حماة.
وأقر وزير الدفاع السوري علي عباس بخسارة حماة، واصفًا الانسحاب بأنه "إجراء تكتيكي مؤقت".
وقال في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية "سانا": "قواتنا لا تزال في محيط المدينة".
ولمواجهة التحديات، أمر الأسد برفع أجور الجنود النظاميين بنسبة 50% لتعزيز الروح المعنوية، في وقت يحشد فيه الجيش قواته لشن هجوم مضاد.
تصعيد غير مسبوق
وأشارت الشبكة الأمريكية، إلى أنه منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من عقد، لم يشهد الوضع الميداني تصعيدًا بهذا الحجم.
ووفقًا للمرصد، قُتل 826 شخصًا، معظمهم من المقاتلين، منذ بدء الهجوم الأخير.
وقال زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، في فيديو منشور: "لقد دخلنا حماة لتطهير الجرح الذي عانى منه السوريون لأكثر من 40 عامًا".
مخاوف دولية
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن هذه التطورات تأتي وسط تصاعد المخاوف الدولية من تأثير النزاع المتجدد على استقرار المنطقة.
وذكرت تقارير أن روسيا وحزب الله، الحليفان الأساسيان للنظام السوري، يواجهان تحديات أخرى تعوق دعمهما الكامل للأسد.
وفي سياق متصل، تواصل الولايات المتحدة الاحتفاظ بقواتها في شرق سوريا، مشيرة إلى التزامها بمحاربة تنظيم "داعش"، فيما تسعى المعارضة المسلحة لتعزيز مكاسبها العسكرية.