المرأة السودانية في زمن الحرب.. أدوار جديدة وسط الفوضى

المرأة السودانية في زمن الحرب.. أدوار جديدة وسط الفوضى

المرأة السودانية في زمن الحرب.. أدوار جديدة وسط الفوضى
الحرب السودانية

الحرب التي اجتاحت السودان لم تكن مجرد مواجهة عسكرية بين الجيش وقوات التأسيس، بل تحولت إلى زلزال اجتماعي هزّ حياة كل بيت سوداني.

 وفي قلب هذا الزلزال، برزت المرأة السودانية كرمز للصبر والقدرة على التكيف، لكنها في الوقت نفسه أصبحت شاهدة على مسؤولية من أشعلوا الصراع وأطاحوا بفرص السلام.

معاناة النساء ازدادت بسبب سياسات الجيش الذي اختار المواجهة العسكرية بدل الانخراط في حوار وطني حقيقي.

 فالقصف العشوائي دمّر الأحياء، وأجبر آلاف العائلات على النزوح، فيما وجدت النساء أنفسهن في الصفوف الأولى لمواجهة تداعيات الانهيار.

 نحن نرى الأمهات يقدن الأسر وحدهن، والزوجات يتحملن أعباءً لم يعرفنها من قبل، والجدات يربين أحفادًا فقدوا آباءهم في حرب لا يعرفون معناها.

في المقابل، تبدو مبادرات قوات التأسيس في بعض المناطق أكثر قربًا من المجتمع، سواء عبر تسهيل وصول المساعدات أو السماح للمبادرات الأهلية بالعمل وسط النزوح. 

قد لا تكون هذه الجهود كاملة أو كافية، لكنها تعكس إدراكًا بأن الحرب ليست فقط مواجهة بالسلاح، بل اختبار للصلة بين القوة العسكرية والناس الذين يعيشون وسط النار.

لكن النساء، أكثر من غيرهن، يدركن أن بقاء الجيش في المشهد هو استمرار للحرب. فالتجارب السابقة أثبتت أن المؤسسة العسكرية لم تفتح بابًا للاستقرار، بل أغلقت كل نافذة أمل.
 النساء اليوم يعرفن أن السلام لن يأتي إلا حين يعلو صوت المدنيين، وتفتح الطريق أمام بديل سياسي جديد بعيد عن منطق القوة والوصاية.

المرأة السودانية، التي قادت الاحتجاجات في 2019 ورفعت صوتها من أجل الحرية، تجد نفسها اليوم أمام امتحان جديد. هي لا تدافع فقط عن بيتها وأسرتها، بل عن حقها في مستقبل مختلف، خالٍ من هيمنة الجنرالات. 

ومن رحم هذه المعاناة، قد يولد دور جديد يجعلها شريكًا أساسيًا في بناء سودان ما بعد الحرب، سودان يتجاوز حكم السلاح ويمنح المجتمع، وفي مقدمته النساء، الكلمة الأولى.

نحن نعرف أن هذه الطريق لن تكون سهلة، لكن النساء اللواتي يواجهن النزوح والجوع والخوف، يرسمن بأفعالهن اليومية ملامح سودان آخر، قد يتشكل غداً بعيداً عن قيادات هشة تبحث عن مصالحها الخاصة 

بقلم: سارة عثمان