دبلوماسي بريطاني يكشف كيف استغل الإخوان الديمقراطيات الأوروبية لترسيخ وجودهم

دبلوماسي بريطاني يكشف كيف استغل الإخوان الديمقراطيات الأوروبية لترسيخ وجودهم

دبلوماسي بريطاني يكشف كيف استغل الإخوان الديمقراطيات الأوروبية لترسيخ وجودهم
القرضاوي

سلط إدموند فيتون-براون، دبلوماسي بريطاني سابق متخصص في مكافحة الإرهاب، الضوء على تحركات جماعة الإخوان في أوروبا، في تقرير نشر في عدد من وسائل الإعلام الدولية ومنها صحيفة "جيورزاليم بوست" الإسرائيلية.

وقال في تقريره: إن يوسف القرضاوي، أحد أبرز المفكرين في جماعة الإخوان المسلمين، قال -في مقابلة له في الدوحة عام 2007-: إن الإسلام سيصل إلى أوروبا دون استخدام السلاح أو القتال، بل من خلال الدعوة والفكر. 

وأكد في كتابه، أن المؤمنين الحقيقيين يجب عليهم نشر الإسلام بأقصى قدراتهم وزيادة أعدادهم، مشيرًا إلى أن هذا التنبؤ كان نتيجة دراسة دقيقة لهياكل الدول الأوروبية وفهم نقاط ضعفها وكيفية استغلالها.

الدعوة والفكر والخصوبة: مثلث الفتح

اعتبر القرضاوي، أن استراتيجية الفتح تقوم على ثلاثة عناصر رئيسية: الدعوة، التي تشمل التعليم والخدمات الخيرية والاجتماعية لجذب الآخرين إلى الإسلام، الفكر، الذي يتم ترويجه عبر المؤسسات الدينية والسياسية والإعلامية وأخيرًا الخصوبة، مستندًا إلى انخفاض معدلات الولادة بين الأوروبيين المسيحيين مقارنة بالأسر المسلمة الكبيرة.

الحذر والمواقف المتطرفة


كان القرضاوي نموذجًا تقليديًا في الإخوان المسلمين، فقد عُرضت عليه قيادة الجماعة عالميًا مرتين لكنه رفض، كما التزم بالنفي المتكرر لعضويته لتجنب المساءلة. ومع ذلك، كشف عن انزلاقه أحيانًا، خصوصًا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية؛ ما أدى إلى منعه من دخول بريطانيا وفرنسا بسبب تصريحاته المتطرفة.

الضغوط الأمريكية والقانونية


خلال إدارة دونالد ترامب، صدر في 24 نوفمبر قرار تنفيذي لتصنيف بعض فروع الإخوان المسلمين كمنظمات إرهابية أجنبية وإرهابيين عالميين محددين؛ مما بدأ عملية قد تؤدي إلى حظر فروع الجماعة في مصر والأردن ولبنان، مع احتمال توسيع هذا الإجراء مستقبلاً.

تواجه الولايات المتحدة تحديًا مختلفًا عن أوروبا، إذ بدأ الكونغرس في دراسة تشريعات أوسع لمواجهة الإخوان، بينما استهدف بعض الجمهوريين الجماعة على المستوى الفيدرالي والولائي، في ظل إدراك متزايد للتهديد الأمني الذي تمثله الجماعة.

الإخوان المسلمين في أوروبا


تعتبر أوروبا بيئة أكثر صعوبة للرقابة، حيث تمكّنت الجماعة من ترسيخ وجودها بفضل الحريات الديمقراطية الأساسية، بما فيها حرية التعبير والدين والصحافة وحرية الجمعيات. 

وقد استُغلت هذه الحريات في تنظيم الاحتجاجات، ودعم الجماعات الخيرية والسياسية، ونشر الرسائل الدعوية والإيديولوجية.

يستفيد الإخوان من الحرية الانتخابية في أوروبا، حيث يشارك عدد متزايد من المرشحين المؤيدين للإسلاميين أو المعتمدين على دعمهم. 

وتظل الجماعة حذرة بشأن التغييرات في السلطة، مع التمسك بالمبدأ الإيديولوجي الذي يعطي سلطة الله الأولوية على الدساتير البشرية.

التجربة العربية والتحذيرات المبكرة

واجه القرضاوي والسلف الإخواني حظرًا في مصر والسعودية والإمارات والبحرين والأردن، ما أتاح لهم تجربة فرض القيود على الجماعة بسهولة في الأنظمة الاستبدادية. 

ومع ذلك، فشل الغرب في الاستجابة للتحذيرات العربية المبكرة عن نشاط الجماعة في لندن وأماكن أخرى، ما شكل تهديدًا أمنيًا متزايدًا.

خطوات متوقعة للغرب


أستراليا والنمسا بدأت تتخذ خطوات قانونية ضد الجماعة، بينما ألمانيا وبريطانيا وفرنسا ما زالت تتخذ مواقف متفاوتة. 

ويأمل المراقبون أن تسهم سياسة ترامب في تحفيز أوروبا لاتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة الإخوان، خاصة في أعقاب الأحداث الأخيرة التي كشفت عن نشاطات إرهابية متزايدة.