أزمة السلع المدعومة في لبنان.. ومواطنون: سيأتي يوما لن نجد فيه الخبز

يعاني الشعب اللبناني ويلات إنهيار الإقتصاد ويعد الخبز أبرز هذه الأزمات

أزمة السلع المدعومة في لبنان.. ومواطنون: سيأتي يوما لن نجد فيه الخبز
صورة أرشيفية

حلقة جديدة من مسلسل التقاتل في لبنان، على المواد والسلع المدعومة من الدولة، على وقع الأزمة المعيشية والاقتصادية الخانقة، وفي  فصل جديد لتلك المحنة التي لم يشهد لها هذا البلد الصغير مثالاً منذ عقود، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بفيديو يظهر تهافت المواطنين في أحد السوبرماركت على شراء زيت مدعوم، حيث يأتي الانشغال بالسياسة وتقسيم مقاعد الحكومة اللبنانية بينما يعاني الشعب من أزمة غذائية حادة وفقدان المواد المدعومة من المحلات والسوبرماركت.

جشع التجار

ويقول ناصر الكارم: إن تجار المواد الغذائية يزيلون ملصقات الدعم، ثم يضعونها في عبوات أخرى من أجل بيعها بسعر السوق السوداء.

وأضاف: "دخلت لشراء مواد غذائية، فأشار إلي زميلي بشراء السلع المدعومة، خمسة كيلوجرامات من السكر، وأوقية بُن مقابل 18 ألف ليرة لبنانية، إلا أن الموظفين امتنعوا من بيعه تلك المواد، فخرجت وطلبت من شقيقتي الدخول ومحاولة الشراء، فوجدت الموظفين يزيلون ملصقا كتب عليه (مدعوم) عن أكياس السكر، وطلبوا منها دفع 5 آلاف ليرة لقاء الكيلو الواحد، وأكدت هذه الواقعة  الرؤية التشاؤمية لمستقبل البلد، لأن كل فرد يحاول استغلال الآخر، والفساد يطال المواطن والمسؤول على حد سواء".

أسعار ليست بالمتناول

فيما قالت رولا زين: "أسعار السلع لم تعد بمتناول عامة الشعب، فتجد أن المواطن العادي يشكو لأن دخله ما زال على حاله أو توقف، بينما تضاعفت أسعار السلع حتى المدعومة منها، لكن وعلى الرغم من كل المآسي يتمسك بعض هؤلاء بالصبر، كما أن وجبة المكرونة بلبن أصبحت كلفتها لا تقل عن 30 ألف ليرة، وكيلو البطاطا بالجملة 3 آلاف، وقد نصل إلى يوم لا يمكننا إشباع أطفالنا حتى الخبز". 

وقال عبود حلمي: إن بعض التجار خبأ المواد المدعومة بسبب جشعهم من أجل الاستفادة من فارق الأسعار حال رفع الدعم. 

وأضاف: "التجار تركوا المواد الاستهلاكية في المستودعات ولم يوزعوها في الأسواق لأنهم لم يحصلوا بعد على حصتهم من الدولار المدعوم من مصرف لبنان، ولذلك فهم لا يريدون الخسارة بفعل هامش الفرق بين 3900 ليرة لبنانية في مقابل كل دولار على سعر المنصة، و8900 ليرة في السوق السوداء".

أزمة تشكيل الحكومة

يذكر أن لبنان شهد في أكتوبر 2019 انتفاضة شعبية عارمة استمرت أشهراً تطالب بتغيير الطبقة السياسية كاملة بسبب فسادها وعجزها عن حل أزمات مزمنة. وسقطت حكومة كان يرأسها سعد الحريري في حينه. فشكلت حكومة "تكنوقراط" برئاسة حسان دياب، ما لبثت أن قدمت استقالتها بعد انفجار مروّع في مرفأ بيروت حصد أكثر من مئتي قتيل ودمر أجزاء واسعة من بيروت.

وتجددت مطلع الشهر الجاري الاحتجاجات الشعبية في لبنان على وقع تدهور قياسي في قيمة الليرة؛ إذ لامس سعر صرف الدولار الثلاثاء عتبة 15 ألف ليرة في السوق السوداء، قبل أن يتراجع تدريجاً إلى حدود 11 ألفاً.

تغير سعر الصرف

ودفع التغير السريع في سعر الصرف خلال الأيام الأخيرة عدداً من المحال التجارية الكبرى إلى إقفال أبوابها لإعادة تسعير سلعها. وتوقفت مصانع عن الإنتاج في انتظار استقرار سعر الصرف. وشهدت متاجر صدامات بين المواطنين على شراء سلع مدعومة.

وبعد طول انتظار، كلف الرئيس ميشال عون في أكتوبر 2020 سعد الحريري تشكيل حكومة جديدة، وتبدّدت الآمال الضئيلة بتشكيل حكومة قريباً بعد زيارة قام بها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الاثنين إلى القصر الجمهوري أدلى بعدها بتصريح مدوٍّ أكد عدم الاتفاق على تشكيلة الحكومة المنتظرة منذ سبعة أشهر، وعكس عمق الهوة الكبيرة بين الطرفين.