في 100 يوم من الحرب بالسودان.. انهيار المنظومة الصحية ونزوح الملايين وفشل الدبلوماسية
تسببت الحرب السودانية في انهيار المنظومة الصحية ونزوح الملايين وفشل الدبلوماسية
دمرت الحرب التي اندلعت منتصف إبريل الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية العاصمة الخرطوم وتسببت في زيادة حادة العنف العرقي في دارفور ما أدى إلى نزوح أكثر من ثلاثة ملايين شخص.
100 يوم من الحرب
وأفادت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية، أن الصراع الحالي في السودان يقترب من تسجيله كأسوأ حرب أهلية تشهدها السودان في العصر الحديث، ففي 15 إبريل الماضي بعد أسابيع من تصاعد التوترات بشأن خطة لتسليم السلطة للمدنيين، اندلع قتال عنيف في الخرطوم ووردت أنباء عن اشتباكات في عدة مدن أخرى، وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة: إنه علق مؤقتا عملياته في السودان ، وهو أحد أكبر برامجه على مستوى العالم ، بعد أن قتل ثلاثة من موظفيه في القتال مبكرا.
وقال برنامج الأغذية العالمي في الأول من مايو إنه يستأنف العمل، إلى جانب تحذيرات من أن أكثر من ثلاثة ملايين شخص قد ينزلقون إلى الجوع وقد لا يتمكن المزارعون من زراعة المحاصيل.
وأشارت الوكالة إلى أنه بحلول 21 إبريل الماضي تسارع عدد السكان الفارين من الخرطوم مع تعرض مناطق في أنحاء المدينة لضربات جوية واشتباكات ونهب وهرب الكثيرون إلى خارج الخرطوم واتجه بعضهم إلى حدود السودان.
انهيار المنظومة الصحية
وأكدت صحيفة "تليجراف" البريطانية، أنه خلال 100 يوم من الحرب انهارت المنظومة الصحية السودانية حيث تم تدمير أكثر من مليون لقاح شلل الأطفال المخصص للأطفال نتيجة النهب بعد أيام قليلة من اندلاع الصراع، كما تقول اليونيسف، وبعد تحذيرات من انهيار توفير الرعاية الطبية والقدرة الاستيعابية للمستشفيات نتيجة القتال، انهارت المنظومة بالفعل، وواجهت الآلاف من النساء الحوامل خطر الولادة المبكرة والإجهاض، وواجهت المئات منهن مخاطر الوفاة أثناء الولادة لعدم توافر الرعاية الصحي، كما أفاد برنامج الأغذية العالمي بنهب إمداداته على نطاق واسع.
وتابعت أنه خلال الأيام الـ 100 سعت المملكة الغربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، في محادثات جدة، لوقف القتال، ووافقت الفصائل المتحاربة في السودان على وقف إطلاق النار لمدة سبعة أيام للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، ولكن تم الإبلاغ في وقت لاحق عن انتهاكات الاتفاق من قبل الجانبين ، ولا تزال وكالات الإغاثة تكافح من أجل تقديم الإغاثة. تم تأجيل محادثات جدة في يونيو، قبل أن تدخل مصر على خط المفاوضات مرة أخرى لتحييها.
وقال رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن التقديرات التي تشير إلى أن مليون شخص قد يفرون من السودان بحلول أكتوبر قد تكون متحفظة، محذرا من أن تهريب الأسلحة والبشر يمكن أن ينتشر في منطقة هشة.
الفرار سيرا على الأقدام
وأشارت وكالة "رويترز" إلى أن الصراع دفع آلاف المدنيين إلى الفرار سيرًا على الأقدام إلى تشاد القريبة لكنهم تعرضوا للاستهداف أثناء فرارهم، وفي هذه الأثناء، تعهد المانحون الدوليون بتقديم 1.5 مليار دولار كمساعدات للسودان والمنطقة المحيطة في مؤتمر لجمع التبرعات في جنيف، وهو ما يمثل حوالي نصف الاحتياجات المقدرة لأزمة إنسانية متفاقمة.
وتابعت أنه مع منتصف الشهر الحالي وتفاقم الصراع بدأت مصر محاولة وساطة جديدة بين الفصائل المتناحرة في السودان في قمة لجيران السودان في القاهرة، وقال الزعيم الإثيوبي: إن الدفع يجب أن يتم تنسيقه مع مبادرة حالية بقيادة كتلة شرق إفريقيا الإقليمية "إيغاد".