بعد خسائرهم الكبرى.. الحوثيون يواجهون أسوأ كوابيسهم بسبب القصف الأمريكي

بعد خسائرهم الكبرى.. الحوثيون يواجهون أسوأ كوابيسهم بسبب القصف الأمريكي

بعد خسائرهم الكبرى.. الحوثيون يواجهون أسوأ كوابيسهم بسبب القصف الأمريكي
ميليشيا الحوثي

في ظل تصاعد الحملة الجوية الأمريكية والعقوبات الاقتصادية على اليمن، يسعى الحوثيون، المدعومون من إيران، إلى استثمار الموقف إعلاميًا وتعبويًا بعد فشلهم في مواجهة الخسائر الكبرى التي لحقت بهم جراء حملات القصف الأمريكية، وفقًا لما يؤكده محللون سياسيون. 

وأفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، بأن هذه التحركات تأتي بينما تسعى الولايات المتحدة إلى تكثيف الضغط على الجماعة المصنفة مجددًا كتنظيم إرهابي.

الدعاية العسكرية في مواجهة التصعيد الأمريكي


وتابعت الصحيفة، أنه بعد 4 أيام فقط من غارات أمريكية أودت بحياة 80 شخصًا في ميناء لتخزين الوقود، نشر الحوثيون شريطاً دعائيًا عالي الجودة يُظهر عناصر من قواتهم الخاصة وهم يسيرون فوق علم إسرائيل ويؤدون حركات بهلوانية من خلال أطواق مشتعلة. 

وعلى خلفية موسيقية حماسية، يظهر المقاتلون الملثمون وهم يطلقون النار من أسلحة رشاشة على أهداف تحمل أعلام الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا، في إشارة إلى الدول الثلاث المشاركة في الهجمات على اليمن منذ يناير 2024.

وتحرص الميليشيات اليمنية، التي تُعد أحد مكونات محور المقاومة الإيراني، على تقديم نفسها كمدافع عن غزة في سياق الحرب الجارية بين إسرائيل وحركة حماس، من خلال إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل وكذلك على السفن التجارية في البحر الأحمر.

من شعارات الموت إلى هجمات متواصلة


بدأ الحوثيون هجماتهم على إسرائيل والملاحة البحرية في نوفمبر 2023، عقب الهجوم الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل وأدى إلى مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251 آخرين. 

ورغم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في يناير 2025، والذي تزامن مع توقف الحوثيين مؤقتًا عن إطلاق النار، إلا أنهم كانوا قد أطلقوا نحو 40 صاروخاً باليستياً وعدداً من الطائرات الهجومية بدون طيار باتجاه إسرائيل، من بينها هجوم في يوليو 2024 أسفر عن مقتل مدني وإصابة آخرين في تل أبيب. 

وردت إسرائيل بعدة ضربات جوية استهدفت مواقع حوثية في اليمن.

ومع انهيار وقف إطلاق النار في مارس، استأنف الحوثيون هجماتهم الصاروخية، بالتزامن مع استئناف إسرائيل لحملتها العسكرية ضد غزة.

تكثيف الضربات الأمريكية 


صعدت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حملتها ضد الحوثيين، حيث أعادت تصنيفهم كمنظمة إرهابية، وبدأت بشن غارات شبه يومية منذ منتصف مارس، أدت إلى مقتل أكثر من 200 شخص.

ويؤكد توماس جونو، المختص بشؤون الشرق الأوسط في جامعة أوتاوا، أن الحوثيين يسعون بوضوح إلى توظيف هذه الحملة العسكرية إعلامياً لتعزيز صورتهم كمقاومين للولايات المتحدة وشركائها الإقليميين، وهو ما يهدف في الأساس إلى زيادة معدلات التجنيد في صفوفهم.

وسبق لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، أن حذرت في فبراير 2024 من تصاعد كبير في تجنيد الأطفال ضمن صفوف الحوثيين.
وبثت قناة الحوثيين مقابلات مع مصابين في الغارة الأمريكية الأخيرة على ميناء رأس عيسى، وهي الأعنف منذ بدء الحملة، حيث تعهد المصابون بمواصلة دعم غزة رغم جراحهم.

خسائر الحوثيين


وأضافت الصحيفة العبرية، أنه رغم ذلك، يرى محللون أن الغارات الأمريكية ألحقت أضراراً حقيقية بالبنية العسكرية للحوثيين، حيث تم استهداف مراكز القيادة والاتصالات، ما أجبر قيادات بارزة في الجماعة على الاختباء.

ويقول ماجد المذحجي، رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية: إن ما يميز الحملة الأمريكية هو تركيزها على ملاحقة القيادات الحوثية، مؤكدًا أن الضربات طالت البنية التحتية للحركة بشكل غير مسبوق.

وأضاف المذحجي، أن هذه الأضرار يمكن تعويضها إذا ما توقفت الحملة، خاصة في ظل غياب أي عملية برية أو مسار سياسي حقيقي، إذ أن الحوثيين أثبتوا قدرتهم على التكيف والصمود في وجه الضغوط.

إلى جانب العمليات العسكرية، تشن واشنطن حرباً اقتصادية على الحوثيين، شملت فرض عقوبات على بنوك وضرب منشآت حيوية مثل ميناء رأس عيسى، وهو مصدر رئيسي للطاقة والدخل في اقتصاد الحوثيين الهش.

وأضافت الصحيفة العبرية، أن إعادة إدراج الحوثيين على لائحة الإرهاب الأمريكية يخلق عوائق كبيرة أمام الشركات الراغبة في التعامل معهم، خوفاً من التعرض لعقوبات.

ويقول براء شيبان، المختص اليمني في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في بريطانيا: إن الأضرار الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الأمريكية تتجاوز بكثير آثار الضربات العسكرية.

ويضيف: أن الفعالية الدعائية للحوثيين باتت موضع شك في ظل معاناة اليمنيين من أكثر من عشر سنوات من الحرب والدمار والفقر.

ويختم شيبان بالقول: إن الشارع اليمني بات مرهقًا ومستنزفًا.. الناس يريدون فقط نهاية لهذا العنف المستمر.