إسرائيل تستعد لتنفيذ مخطط التهجير القسري من غزة وسط قصف دموي
إسرائيل تستعد لتنفيذ مخطط التهجير القسري من غزة وسط قصف دموي

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت بدء الاستعدادات لتنفيذ عملية تهجير قسري لسكان مدينة غزة، في خطوة أثارت مخاوف واسعة النطاق، بينما أكدت مصادر طبية فلسطينية، أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 40 شخصًا، بينهم رضيع قضى مع عائلته داخل خيمة في منطقة سبق وأن حددتها إسرائيل كمنطقة آمنة، حسبما نقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
إعلان يثير القلق الدولي
وتابعت، أن هذا الإعلان يأتي بعد أيام من تأكيد إسرائيل نيتها إطلاق هجوم عسكري جديد للسيطرة على مدينة غزة، أكبر المراكز الحضرية في القطاع، في خطة وصفتها منظمات دولية بالخطيرة لما تحمله من تداعيات إنسانية جسيمة.
وقد تسبب التصعيد الإسرائيلي بالفعل في تهجير معظم سكان القطاع، وقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وخلق مجاعة خانقة.
وقالت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، إنها ستوفر بدءًا من الأحد خيامًا ومعدات إيواء للمدنيين تمهيدًا لنقلهم من مناطق القتال إلى جنوب القطاع، بحجة ضمان سلامتهم، دون تحديد موعد بدء عملية التهجير الواسعة.
وتابعت الصحيفة البريطانية، أن هذه المزاعم تواجه تشكيكًا واسعًا، إذ سبق لإسرائيل أن قصفت مناطق صنفتها بنفسها كمناطق آمنة، كان آخرها قصف خيمة في منطقة المواصي أدى إلى مقتل الرضيعة وعائلتها.
توسع العمليات ليشمل مناطق جديدة
وتشير التصريحات الرسمية الأخيرة، أن العملية العسكرية المقبلة ستتوسع لتشمل إلى جانب مدينة غزة، منطقة المواصي والمخيمات الوسطى مثل النصيرات والبريج.
وأكدت تقارير الدفاع المدني، أن 13 فلسطينيًا على الأقل قُتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء انتظارهم استلام مساعدات غذائية شمالاً وجنوبًا، بينما أعلنت وزارة الصحة عن 11 وفاة جديدة مرتبطة بسوء التغذية خلال 24 ساعة فقط، بينهم طفل، ليرتفع عدد ضحايا الحصار الغذائي إلى 251 شخصًا.
قصف مكثف وأوضاع إنسانية متدهورة
شهدت مدينة غزة خلال الأيام الأخيرة تكثيفًا في الغارات الجوية خاصة في الأحياء الشرقية والجنوبية بما فيها حي الزيتون، الذي وصفه الدفاع المدني بأنه يعيش كارثة حقيقية.
ووفقًا للمتحدث باسم الدفاع المدني محمود بسال: يعيش نحو 50 ألف شخص في الزيتون بلا غذاء أو ماء تقريبًا، فيما تتواصل الانفجارات جراء القصف الجوي والمدفعي.
مجاعة تفتك بالأطفال
من بين الضحايا، فارق الفتى محمود سهيل الدبّة (16 عامًا) المصاب بالشلل الدماغي الحياة بسبب سوء التغذية الناتج عن الحصار الإسرائيلي على المساعدات. وقد ووري جثمانه الثرى بعد مراسم وداع في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
الأمم المتحدة تحذر وتنتقد
أعلنت الأمم المتحدة، أن إدخال معدات الإيواء عبر معبر كرم أبو سالم سيتم بإشرافها وبالتعاون مع منظمات إغاثية دولية، لكنها حذرت في الوقت ذاته من أن خطط إسرائيل لنقل السكان جنوبًا ستفاقم معاناة الأسر الفلسطينية.
وأكدت، أنه لا مكان آمنًا في القطاع، بما في ذلك المناطق التي تطالب إسرائيل السكان بالانتقال إليها.
اتهامات بارتكاب إبادة جماعية
بينما تؤكد إسرائيل أنها تلتزم بالقانون الدولي، اتهمتها منظمات حقوقية، محلية ودولية، بارتكاب جرائم إبادة جماعية وعمليات تطهير عرقي، لا سيما في حي الزيتون.
وعلى الصعيد الداخلي، يستعد الشارع الإسرائيلي لتنظيم احتجاجات واسعة الأحد للمطالبة بالإفراج عن الأسرى وإنهاء الحرب، حيث أعلنت بلديات وجامعات وشركات دعمها لإضراب عام ليوم واحد.
وأعربت عائلات الأسرى لدى حماس عن مخاوفها من أن تؤدي العملية العسكرية المقبلة إلى تعريض حياة الخمسين أسيرًا المتبقين في غزة للخطر، خاصة أن نحو 20 فقط يعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة.