تعاون عسكري كبير يجمع مصر وفرنسا.. وخبراء: صفقة الرافال ردع لأعداء مصر

عقدت مصر وفرنسا صفقة لطائرات الرافال في رد قوي لأعداء القاهرة

تعاون عسكري كبير يجمع مصر وفرنسا.. وخبراء: صفقة الرافال ردع لأعداء مصر
صورة أرشيفية

تطوير وتنمية شاملة، خطوات ثابتة يخطوها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، نحو تعزيز الترسانة العسكرية للقوات المسلحة المصرية، ضمن إستراتيجيتها المستمرة لتحديث ورفع كفاءة أنظمتها العسكرية، عقب التعاقد على 30 طائرة مقاتلة من طراز رافال الفرنسية.

توريد 30 مقاتلة رافال إلى مصر


وفي هذا السياق، أعلن العقيد تامر الرفاعي المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية، أن مصر وقعت عقدًا لتوريد 30 طائرة عسكرية من طراز "رافال"، التي تنتجها شركة "داسو أفياسيون" الفرنسية، من خلال قرض تمويلي تصل مدته كحد أدنى إلى 10 سنوات.

مميزات قتالية عالية


وأشار الرفاعي، إلى أن طائرات الرافال، تتميز بقدرات قتالية عالية، تشمل القدرة على تنفيذ المهام بعيدة المدى، فضلا عن امتلاكها منظومة تسليح متطورة وقدرة عالية على المناورة وتعدد أنظمة التسليح بها.

كما أنه من المقرر أن توسع صفقة الرافال الأخيرة، من المدى العملياتي لسلاح الجو المصري، حيث إنها مقاتلات من الجيل الرابع ولها قدرات هائلة في الحرب الإلكترونية ومهام التحريم الجوي والاستطلاع والدعم الجوي القريب والتهديف الديناميكي.

شراكة مصرية فرنسية إستراتيجية 


وتكشف الصفقة العسكرية المصرية الفرنسية، الصداقة والشراكة الإستراتيجية بين البلدين، حيث إنها لم تنحصر فقط بالأمور التقنية العسكرية، ولكنها تشمل جوانب مواجهة الفكر المتطرف وصياغة أساليب وطرق مواجهته بما يحقق للمجتمع العيش في أمان.

موعد عقد الصفقة


ونقلًا عن وثائق سرية، قال موقع "ديسكلوز" الاستقصائي: إن الاتفاق على صفقة الرافال المصرية، قد أبرم يوم 26 أبريل / نيسان الماضي بالإضافة إلى عدد من الصواريخ، مشيرة إلى أن تمويل الصفقة سيكون مضمونًا بنسبة تصل لـ85% من الدولة الفرنسية بالإضافة لبنوك "بي إن بي باريبا" و"كريدي أغريكول" و"سوسيتيه جنرال" و"سي آي سي"، التي مولت الصفقة الأصلية.

موعد تسليم الصفقة


وكشف مسؤول فرنسي عن موعد تسليم مقاتلات الرافال إلى مصر، مؤكدًا أن عملية التسليم ستتم بين عامي 2024 و2026، كما أنه من المرجح بدء تنفيذ الصفقة في يونيو / حزيران المقبل.

وبدورها، أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية، أن طلبية مصر لشراء 30 مقاتلة من طراز رافال، تعزز الشراكة الإستراتيجية والعسكرية بين فرنسا ومصر، مشيرة إلى أن العقد يوضح أن البلدين منخرطان في مكافحة الإرهاب، والعمل من أجل الاستقرار في محيطهما.

صفقة الرافال رسالة لردع التهديدات الإقليمية


ومن جانبه، قال اللواء عادل العمدة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية: إن صفقة الرافال المصرية الفرنسية تقدم رسائل لمن يهمه الأمر بأن مصر قوية وقادرة وعصرية، حيث تعتبر بمثابة ردع لكل التهديدات على كافة الاتجاهات الإستراتيجية المحلية والإقليمية.

القدرات المصرية تتناسب مع التحديات المحتملة


وأضاف اللواء العمدة، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن صفقة الرافال تؤكد أن القدرات المصرية تتناسب مع كل التحديات المحتملة، مؤكدًا أنه يخطئ من يظن أنه بعيدًا عن قدرتنا.

وتابع المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية: إن صفقة الرافال تأتي لتلبية متطلبات الأمن القومي المصري، قائلًا: "محدش هيفرض على مصر سياسة الأمر الواقع والتاريخ والواقع يؤكدان ذلك".

وفي نفس السياق، قال الدكتور هاني رسلان مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: إن الصفقة تعد واحدة من خطوات عديدة قامت بها مصر منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالتحديث الشامل للقوات المسلحة المصرية.

وأضاف "رسلان"، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن تحديث القوات المسلحة في عهد الرئيس السيسي يتمثل بتطوير نوعية التسليح أو تعدد مصادره أو إنشاء العديد من القواعد مثل قاعدة محمد نجيب في الاتجاه الغربي والجنوبي، حيث إن القيادة المصرية حريصة على تعدد مصادر التسليح وتنوعها، والتي تنعكس على الصفقات العسكرية المصرية مع ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وروسيا.

وأوضح مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن تنوع مصادر التسلح المصرية، المقصود به ألا تظل مصر رهينة التوجهات الأميركية التي تتباين من مرحلة إلى أخرى، مشيرًا إلى أن عددا من تلك الصفقات تم استلامها بالفعل وانضمت إلى القوات المسلحة المصرية.

الجدير بالذكر أن مصر وفرنسا كانتا قد أبرمتا عام 2015 عقدًا بتوريد 24 طائرة من طراز "رافال" لصالح القوات الجوية المصرية، التي تمثل الذراع الطولى لتأمين المصالح القومية المصرية.

وتعد مصر إحدى الأسواق الرئيسية للمعدات العسكرية الفرنسية، حيث تعززت مشترياتها بشكل كبير بالتزامن مع وصول الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى مقاليد السلطة عام 2014.

وتأتي الواردات المصرية من حيث شراء الأسلحة من فرنسا، بالمرتبة الرابعة، بمبلغ يصل إلى 7.7 مليار يورو بين عامي 2010 و2019.