"السيد الأسود" يُنكِر إفساده للبنان.. "عاكوم": "نصرالله" اكذب إلى أن يُصدِّق عدوك

صورة أرشيفية

حالة من الالتباس السياسي تعم لبنان، بعد اعتذار عن تشكيل الحكومة، نتيجة إصرار حزب الله وحركة أمل على الحقيبة المالية، وخروج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ليعلن أن الطوائف السياسية خانوا عهودهم له وأن حزب الله وحركة أمل لا يسعون لتهدئة الأوضاع في لبنان.


خرج الأمين العامّ لحزب الله حسن نصرالله، ليرد على خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قائلا: "إن على الفرنسيين أن يعرفوا أين أخطؤوا خصوصًا في ما يتعلق بشطب أهم ما تبقى من صلاحيات لرئيس الجمهورية في لبنان". 


"حسن نصر" يُحمِّل "الحريري" فشل الحل الفرنسي

وعلق "فادي عاكوم"، الصحفي والكاتب السياسي اللبناني، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، على كلمة نصر الله قائلاً: "كان لافتًا في كلمة حسن نصرالله الزعيم الأول والأخير لحزب الله أنه اعتمد سياسة اكذب اكذب اكذب إلى أن يصدق عدوك"، لافتًا أن خطابه اتسم بالسياسة على عكس العادة، واتهم الفريق السني من رؤساء الوزراء السابقين وهم سعد الحريري، وفؤاد السنيورة، وتمام سلام، ونجيب الميقاتي، بأنهم حاولوا الاستفراد بالورقة الفرنسية وتحويلها لمصلحتهم، من خلال تسمية رئيس الوزراء والحكومة بالكامل دون الرجوع إلى أي كتلة نيابية أو فعالية سياسية في لبنان.


واستطرد عاكوم، أن هذا أمر مرفوض لأن لبنان لا يدار بهذه الطريقة وأن الموقف الحقيقي لحزب الله وحركة أمل، كان بسبب سحب وزارة المالية منهما بسبب موقف فرنسي وأميركي، وبالتالي حزب الله يحضر لمرحلة جديدة من الحياة السياسية والعسكرية في لبنان، ما يعني أن المرحلة المقبلة ستكون صعبة جدًا، مع العلم أنه حاول عدم التعرض للوم الورقة الفرنسية ولكن أراد أن يحمل سعد الحريري فشل الورقة السياسية الفرنسية. 

حزب الله لا يخضع لسيطرة الدولة اللبنانية


وأوضح عاكوم، أن حسن استهل خطابه بكذب كبير بالرد على وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي قالت إنه يوجد مخازن صواريخ بالقرب من إحدى محطات الكهرباء والغاز في لبنان، وقال نحن نسمح والإخوان ستسمح، مشيرًا إلى أن هذا يعني أنه يسيطر على الضاحية الجنوبية ولا سلطة للدولة اللبنانية على هذه المنطقة على الإطلاق، وهذا دليل إدانة له لأنه دليل أن هناك  قطاعات في لبنان تخضع لسلطته بشكل مباشر وسلطة الحرس الثوري الإيراني ومن يريد أن يدخل لها لا بد أن يحصل على إذن من حزب الله وليس من الأجهزة الأمنية اللبنانية.


وتابع عاكوم، كان واضحًا أنه يحاول الإبقاء على العلاقة مع التيار الوطني الحر تحضيرًا للمرحلة القادمة من قوانين سيتم طرحها في المرحلة المقبلة على البرلمان اللبناني، ما ينبئ بأن البلاد تدخل في صراع طائفي بشكل واضح خصوصًا أنه يرفض أي سلطات للطائفة السنية بعد هجومه على رؤساء الحكومات الأربعة وتسميتهم.

حسن نصرالله يهاجم الفريق السني اللبناني


وقال نصر الله في كلمة متلفزة الثلاثاء: "حين سألنا عما إذا كانت المبادرة الفرنسية تتضمن ما طرحه نادي الرؤساء السابقين قيل لنا إنها ليست كذلك.. المبادرة الفرنسية لا تتضمن عدد الوزراء ومبدأ المداورة والجهة التي توزع الحقائب وتسمي الوزراء".


وقال نصرالله في كلمته "نادي رؤساء الحكومات السابقين الأربعة، قدم 3 أسماء مرجحًا اسم أديب، ومن أجل التسهيل لم نضع أي شروط"، متابعًا "لم يتحدث أو يتشاور مع أي من الكتل النيابية كما لم يفعل ذلك مع رئيس الجمهورية ميشال عون"، مبرزًا أن "من كان يفاوضنا حول الحكومة لم يكن الرئيس المكلف بل الرئيس سعد الحريري، والعرف القائم منذ 2005 حتى اليوم هو الاتفاق بين رئيس الحكومة والكتل على الحقائب لا تسميته الوزراء".


كما تحدث الأمين العامّ لحزب الله عن أن "ما عرض علينا كان بمثابة أخذ العلم بعدد وزراء الحكومة والمداورة بالحقائب وتوزيعها وأسماء الوزراء"، قائلاً: "رفضنا ما طرح علينا لأنه خطر على البلد وغير قابل للنقاش، وفي مرحلة ما كانت هناك محاولة لطرح حكومة أمر واقع".


وشرح نصر الله أن الحزب وافق في المفاوضات حول الحكومة "على النقاش حول عدم حزبية الوزراء وأمور أخرى لتسهيل عملية التشكيل"، مؤكدًا أنّه "أُريد فرض أعراف جديدة علينا تخالف الدستور لصالح أطراف لا تمثل أكثرية في المجلس النيابي".


ما هو مصير لبنان؟


ما زال مصير لبنان خلال الفترة المقبلة مجهولاً، خاصة مع وجود اختلافات واضحة بين الفريقين السني والشيعي، ورغم تصريحات "ماكرون" وتحذيره أنه لا يوجد سوى الورقة الفرنسية لحل الأزمة والخروج من ذلك المأزق، إلا أن حزب الله وحركة أمل ما زالوا يصرون على الحقيبة المالية بزعم أنها حقّ لهم ضِمن التشكيل.


في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة الصراعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في لبنان، وتزيد بسببه معاناة الشعب اللبناني يومًا بعد يوم.