قمة المناخ.. العالم يجتمع في مصر لبحث مصير البشرية.. ما التفاصيل؟
يجتمع العالم في مصر لبحث مصير البشرية
لا صوت يعلو على صوت "قمة المناخ" المنعقدة بمدينة شرم الشيخ المصرية، حيث تلتف دول العالم بأكملها لبحث قضايا المناخ ومناقشة مصير كوكب الأرض في ظل التدهور والمخاطر غير المسبوقة، وعلى أرض مصر يجتمع قادة العالم وخبراؤه لإنقاذ البشرية.
مستقبل البشر
تواجه البشرية أوقات صعبة لمكافحة التغيرات المناخية، التقارير حول العالم تؤكد أن الأوضاع باتت شديدة الخطورة، وأزمات المناخ أثرت سلبًا على الكثير من الدول وسببت خسائر هائلة، بل وأصبحت تهديدًا حقيقيًا للوجود البشري، إذا ما قارنا الوضع الحالي بعصر ما قبل الثورة الصناعية، فنجد الآن أن موجات الحر والجفاف والعواصف والفيضانات المدمرة قد تضاعفت، وازدادت وتيرة الكوارث الطبيعية في كل قارات العالم تقريبًا؛ ما يجعل التطلعات نحو حلول حقيقة خلال "كوب 27" أكبر من أي وقت مضى، وتسعى الدولة المصرية للتحول الأخضر ودفع التعافي الشامل والمستدام وتنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية، حيث إن مصر لها تجارب عديدة مع شركاء التنمية في تنفيذ مشروعات التكيف والتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية، وتنفذ مصر بشكل متوازٍ خططًا طموحة على مستوى قطاع المياه لتعزيز الإدارة المستدامة للموارد المائية، وكذلك الطاقة المتجددة، وتحفيز الاستثمارات الخضراء من خلال القطاع الخاص، وتنفيذ مشروعات التكيف والتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية، وإنتاج الهيدروجين الأخضر، حسبما ذكرت دراسة لمركز فاروس للدراسات الإستراتيجية والمتخصص في الشؤون الإفريقية.
خسائر هائلة
كشف تقرير لمؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان أن خسائر الاقتصاد العالمي ستصل إلى 23 تريليون دولار بحلول 2050، وأن تكلفة تكيف الدول النامية 300 مليار دولار مع تغيرات المناخ 2030، موضحا أن 2 إلى 9 % من ناتج الدول الإفريقية تنفق لمواجهة آثار تغير المناخ، كما أن حجم الخسائر الاقتصادية الأميركية خلال العام الماضى وصل إلى 145 مليار دولار.
اهتمام مصري
من جانبه، أكد عماد الدين عدلي، رئيس مجلس أمناء المنتدى المصري للتنمية المستدامة، أن الدولة بدأت في الاستعداد لقمة المناخ منذ فترة طويلة، وهو ما وضح من خلال مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمم المناخ التي عقدت خلال الفترة الماضية، للتأكيد على اهتمامه بقضية التغير المناخي.
وأضاف "عماد الدين عدلي"، لـ"العرب مباشر" أن الإدارة السياسية تتعامل مع قضية المناخ بشكل منظم وإستراتيجية واضحة، لافتا إلى أن مصر قامت بتنفيذ العديد من المشاريع للحد من حجم الانبعاثات، بالإضافة إلى تنفيذ برامج التكيف في عدة مجالات.
وأوضح رئيس مجلس أمناء المنتدى المصري للتنمية المستدامة، أن الدولة وضعت برامج ومشروعات قوية لحماية المناطق المعرضة للسيول، مشددا على أن الدولة لديها نماذج واضحة ومشروعات رائدة في حماية المناخ، متوقعا أن تخرج قمة المناخ بشرم الشيخ بآليات واضحة للتعامل مع التغيرات المناخية، مشيدا بالاستعداد المصري لمؤتمر المناخ.
الطريق الوحيد
في السياق ذاته، يقول مجدي علام، مستشار برنامج المناخ العالمي، وأمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، إن العالم أجمع يأمل أن يحقق مؤتمر المناخ بشرم الشيخ ما فشلت فيه قمم المناخ السابقة، متابعا: على مدار السنوات الماضية وحتى الآن فشلت الدول العظمى في الاتفاق على التخلص من الوقود الأحفوري.
وأوضح "مجدي علام" أن مؤتمر المناخ عقد في جميع الدول الصناعية في أوروبا و4 دول إفريقية ومنهم مصر، مشددا على أننا أمام تحدٍّ غير مسبوق، لافتا لا بد من الخروج بقرار والتزامات بتقليل حجم الانبعاثات تدريجيا كل عام، وتحديد أنواع الوقود التي سيتم تخفيضها، محذرا إن لم تخفض الدول الصناعية الانبعاثات فلا أمل في تحسين وضع المناخ.