أردوغان وباشاغا.. صبّ الزيت على النار في فرنسا

أردوغان وباشاغا.. صبّ الزيت على النار في فرنسا
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

يبدو أن توترات بدت في الأفق في العلاقة بين رجب طيب أردوغان وزير داخلية "الوفاق" في ليبيا فتحي باشاغا، لاسيما بعد انزعاج أردوغان من زيارة باشاغا لفرنسا، حيث ترددت تسريبات تركية تفيد أن الرئيس التركي يرى أن هذا الفعل لا يخدم مصالح بلاده.

 
مخاوف تركية

أكدت مصادر عن تفاصيل اجتماع جمع  السفير التركي في ليبيا مع رئيس المجلس الأعلى لحكومة الوفاق خالد المشري، وأشارت المصادر أن السفير التركي أبلغ خلاله عن عدم ارتياح الرئيس التركي للتقارب بين المجلس الأعلى ومجلس النواب، ويعتبر أي تقارب بين المشري وعقيلة صالح مرفوض لدى أنقرة ما لم يوافق الأخير على الاتفاقية بين تركيا وحكومة الوفاق.

 
الميليشيات كلمة السر

أصبح الحديث عن الميليشيات ومحاولة سحب المرتزقة من ليبيا، أمرًا يؤرق أنقرة لاسيما بعد عرض الرؤية المصرية على وزير داخلية الوفاق في الزيارة المفاجئة له، لتفكيك الميليشيات وإخراج المرتزقة، مشددة على ضرورة عدم دمج أي عناصر إرهابية بالمؤسسات الرسمية الليبية.

وكانت تلك الزيارة تأتي بعد تسجيل انفراجات في الأزمة الليبية، إثر التوافق خلال اجتماع غدامس داخل ليبيا بين أطراف اللجنة الأمنية المشتركة على بنود تطبيق اتفاق وقف النار الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي في فيينا، كما تأتي بينما يستعد أطراف النزال إلى جولات الحوار المقبلة في تونس.

 

زيارة فرنسا المرعبة

خلال زيارة امتدت ليومين، التقى وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا نظيره الفرنسي جيرالد  دارمانان، وعقب ذلك اجتمع باشاغا بوزير الخارجية جان إيف لودريان الذي يتابع الملف الليبي منذ سنوات، كما التقى وزيرة الجيوش فلورانس بارلي.

ويساهم وزير الخارجية الفرنسي الذي كان سابقا وزيرا للدفاع، منذ وقت طويل في البحث عن حلّ للنزاع الليبي المتواصل بعد أكثر من تسعة أعوام ونصف العام على سقوط نظام معمر القذافي.

 

بيان باريس سحب البساط من تحت أقدام أنقرة

أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية إلى أن اللقاء مع فتحي باشاغا اندرج "في إطار الاتصالات المنتظمة التي تجريها فرنسا مع مجمل الفاعلين الليبيين"، مضيفة أن اللقاء دار حول "التطبيق الكامل لوقف إطلاق النار" وإحراز تقدم في الانتقال السياسي.

 

تعاون أمني بين فرنسا وليبيا

ناقش وزير الداخلية الليبي في باريس التعاون الثنائي في المجال الأمني ومكافحة الهجرة غير القانونية التي تمثل ليبيا أحد مراكزها الرئيسية، وأعلن في تغريدة على تويتر  توقيع بروتوكول اتفاق مع شركة "إيديميا" الفرنسية للحصول على نظام تحديد هوية بيومتري.


 
أردوغان أصبح ورقة خاسرة

وصف تقرير لإذاعة فرنسا الدولية، فتحي باشاغا بأنه سياسي من الوزن الثقيل في طرابلس، وأحد اللاعبين الأساسيين في المشهد الليبي، وقال إنه كان يستجيب لدعوة فرنسا عندما اعترض الكثيرون في المعسكر غرب ليبيا على الزيارة، في إشارة إلى تعارض توجهات وتحالفات حكومة الوفاق المسيطرة على الغرب الليبي والتي تحظى بدعم تركي واسع، مع فرنسا.