ارتفاع كبير في حركة النزوح الداخلي باليمن.. نازحون: الحياة تزداد صعوبة
ارتفاع كبير في حركة النزوح الداخلي باليمن.. نازحون: الحياة تزداد صعوبة
سجلت حركة النزوح الداخلي في اليمن ارتفاعًا كبيرًا خلال الأسبوع الماضي، بلغ أكثر من ستة أضعاف عما كانت عليه في الأسبوع السابق له، وقالت منظمة الهجرة الدولية (IOM) في تقرير التتبع السريع للنزوح، أصدرته الاثنين: إنها رصدت 43 أسرة تتألف من 258 شخصًا، نزحت مرة واحدة على الأقل، خلال الفترة بين 23 و29 يونيو/ حزيران 2024.
وتمثل حالات النزوح المسجلة الأسبوع الماضي زيادة بنسبة 514.29% مقارنة بالأسبوع السابق له (16 - 22 يونيو)، والذي شهد نزوح 7 أسر (42 شخصاً) فقط.
وأضاف التقرير، أن جميع حالات النزوح المسجلة في الأسبوع الأخير من يونيو الجاري، كانت أغلبها في محافظة مأرب التي استقبلت 33 أسرة نازحة قدمت إليها من إب والحديدة، فيما سجلت تعز 5 أسر وفدت إليها من الجوف، وبالمثل شهدت الحديدة 5 حالات نزوح لأسر، كانت معظمها داخلية ومن تعز.
وأوضحت مصفوفة النزوح (DTM) التابعة لمنظمة الهجرة، أن 22 أسرة نزحت بفعل الظروف الاقتصادية المرتبطة بالنزاع، وهو ما يُشكل 51% من إجمالي الحالات المسجلة في الفترة المشمولة بالتقرير، بينما كانت المخاوف والتهديدات الأمنية الناجمة عن النزاع وراء مغادرة 20 أسرة لمناطقها الأصلية؛ وبنسبة 47%، ونزحت أسرة واحدة لأسباب صحية.
وكشفت "الهجرة الدولية" أنها تتبعت 1,622 أسرة تتكون من 9,732 شخصًا تعرضت للنزوح مرة واحدة على الأقل، خلال الفترة بين 1 يناير/ كانون الثاني و29 يونيو 2024.
*الحياة تزداد صعوبة*
يقول م.ح، 48 عام، نازح من محافظة إب: "الوضع هناك أصبح لا يطاق بسبب تدهور الاقتصاد وتدهور الأوضاع الأمنية كذلك. لم نعد نستطيع توفير الطعام لأطفالنا، وكانت الحياة تزداد صعوبة يومًا بعد يوم، لذا كان علينا اتخاذ قرار النزوح. تركنا كل شيء خلفنا، منزلنا وأصدقائنا وعائلتنا، كان قرارًا صعبًا، ولكنه كان ضروريًا.
وأضاف النازح اليمني في حديثه لـ"العرب مباشر": "لقد واجهنا الكثير من التحديات خلال رحلتنا إلى مأرب، من نقص الموارد إلى الظروف الجوية القاسية، ولكن في النهاية، نحن هنا الآن ونحاول بناء حياة جديدة على الرغم من الصعوبات."
*ليس لدينا خيار*
تقول أ.خ نازحة من محافظة الحديدة: "الأوضاع الأمنية هناك تدهورت كثيرًا في الأسابيع الأخيرة. كنا نعيش في خوف دائم على حياتنا وحياة أطفالنا. لقد سمعنا عن مأرب وأنها مكان أكثر أمانًا، فقررنا النزوح إليها، كانت الرحلة طويلة وشاقة، ولكن لم يكن لدينا خيار آخر.
وأضافت في حديثها لـ"العرب مباشر": "لقد تركنا خلفنا كل شيء، منزلنا وممتلكاتنا. كان علينا البدء من جديد هنا. الأوضاع هنا ليست مثالية، ولكننا نشعر بالأمان وهذا هو الأهم. نحن نأمل أن نستطيع بناء حياة مستقرة ومستقبل أفضل لأطفالنا."
في السياق ذاته، يقول ع.س نازح من تعز: "الوضع في تعز أصبح سيئاً للغاية، النزاع والقتال المستمر جعل حياتنا جحيماً، مضيفًا، اضطررنا للنزوح بحثاً عن الأمان. كان من الصعب علينا أن نترك منزلنا وكل ذكرياتنا، لكن لو بقينا لم نكن لنعيش فالفرار هو محاولة للنجاة من الموت.
وأضاف في حديثه لـ"العرب مباشر": "لقد كانت رحلة النزوح صعبة، حيث واجهنا الكثير من التحديات بما في ذلك نقص المياه والطعام، ولكن الآن نحن في مأرب، ونحاول التأقلم مع الوضع الجديد، نحن نحاول بناء حياة جديدة هنا، ونأمل أن تنتهي هذه الأزمة قريبًا لنعود إلى منازلنا بسلام.