ما بين التوغل البري والقصف المكثف.. هل اقتربت إسرائيل من غزو قطاع غزة؟

تسعي إسرائيل الي غزو قطاع غزة

ما بين التوغل البري والقصف المكثف.. هل اقتربت إسرائيل من غزو قطاع غزة؟
صورة أرشيفية

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلية مدعومة بالمركبات المدرعة والطائرات غارة برية أخرى على غزة قبل الغزو البري المتوقع، وقال جيش الاحتلال صباح اليوم الجمعة، إن وحدات المشاة والهندسة قصفت أهدافا خلال الليل بالقرب من حي الشجاعية شرق مدينة غزة تحت غطاء مروحيات وطائرات بدون طيار وطائرات تابعة للقوات الجوية.
 
غارة كبيرة 

وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن التوغل البري جاء في أعقاب غارة كبيرة ولكن محدودة على الجزء الشمالي من القطاع الساحلي في الليلة السابقة في محاولة لاستكشاف مواقع حماس وشبكات الأنفاق، على حسب زعم إسرائيل ولكنها أسقطت المئات من الضحايا معظمهم من النساء والأطفال.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن القصف الجديد قبل الفجر أدى إلى مقتل العشرات، بينهم أطفال والصحفي ياسر أبو ناموس.

وتابعت الصحيفة البريطانية: إن هذه الهجمات الأخيرة بينما كان عمال الإغاثة يستعدون لإرسال ثماني شاحنات تحمل الغذاء والدواء والمياه إلى الجيب.

وقال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين، إن عمليات التسليم المتفرقة والمحدودة هي مجرد "فتات" عند قياسها بالاحتياجات الإنسانية لـ2.4 مليون شخص.

وقال في مؤتمر صحفي في القدس: "النظام الحالي الذي فرضته إسرائيل لإدخال المساعدات فاشل، ما نحتاجه هو تدفق مساعدات مجدية ومتواصلة، ولتحقيق النجاح نحتاج إلى وقف إنساني لإطلاق النار لضمان وصول هذه المساعدات إلى المحتاجين، والسماح لكافة الشاحنات التي تقف على الجانب المصري من معبر رفح بالعبور فورًا لغزة.

وأضاف: أن 57 من موظفي الوكالة قتلوا في الصراع، مصدرًا توبيخاً ضمنياً للمشككين في أرقام الضحايا من وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، والتي تقول إن أكثر من 7000 شخص لقوا حتفهم في غزة منذ 7 أكتوبر، وقالت المفوضة إن أرقامها في الصراعات السابقة تعتبر ذات مصداقية.
 
دمار شامل 

وأكدت الصحيفة أن صور الأقمار الصناعية التي قدمتها شركة ماكسار تكنولوجيز وبلانيت لابز تظهر كيف أدى القصف إلى تحويل البلدات والمدن إلى أنقاض، مع محو صفوف من المباني السكنية.

دعا زعماء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة بالإجماع إلى إنشاء "ممرات إنسانية وتوقف مؤقت" للقصف للسماح بدخول الغذاء والماء والإمدادات الطبية إلى المنطقة، وحث أكثر من 250 محامياً بريطانياً، بينهم أساتذة قانون، حكومة المملكة المتحدة على الضغط من أجل وقف إطلاق النار، قائلين إنه تم ارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الدولي.
 
انتشار الصراع 

وأكدت الصحيفة البريطانية أن المخاوف من انتشار الأزمة  في جميع أنحاء المنطقة تفاقمت اليوم الجمعة بعد أن قصفت الطائرات الحربية الأميركية موقعين في شرق سوريا مرتبطين بالحرس الثوري الإيراني، وقال البنتاغون: إن الضربات أصابت منشآت تخزين أسلحة وكانت ردا على هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ شنتها جماعات مدعومة من إيران ضد قواعد وأفراد أميركيين في سوريا والعراق.

وفي الضفة الغربية المحتلة، قتلت القوات الإسرائيلية أربعة فلسطينيين في أحدث حلقة من سلسلة غارات أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات، وقال مسؤولون إسرائيليون إن أحد القتلى الأربعة هو أيسر محمد العامر، القائد الميداني لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية.

ورفع المسؤولون العسكريون الإسرائيليون عدد الأشخاص المحتجزين كرهائن في غزة إلى 233، أي بزيادة خمسة عن العدد الذي تم ذكره في اليوم السابق وهو 228، واحتج أقارب بعض الرهائن في تل أبيب يوم الخميس ضد ما قالوا إنه تقاعس الحكومة عن إطلاق سراح الرهائن.

وقالت ميراف ليشيم جونين، التي اختطفت ابنتها رومي البالغة من العمر 23 عاما، "لقد كانوا هناك منذ 20 يوما، ولم تكن لدينا فيها أي فكرة عن أحوالهم، وكيف يتلقون العلاج، وما إذا كانوا بخير، وما إذا كانوا يتنفسون".
 
تراجع التأييد الشعبي للحكومة الإسرائيلية 

وأكدت الصحيفة أن فشل إسرائيل حتى الآن في الإفراج عن الرهائن واستمرار قتل الأبرياء في غزة أدى إلى تراجع الدعم الشعبي لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورفض الغزو البري لقطاع غزة، فما يقرب من نصف الإسرائيليين – 49% – يرغبون في التأجيل، بحسب استطلاع أجرته صحيفة معاريف.
ووجد الاستطلاع أن 29% من الإسرائيليين يؤيدون الغزو الفوري، في حين أن 22% لم يقرروا بعد، ففي استطلاع للرأي أجري في العاشر من أكتوبر -بعد ثلاثة أيام من بدء الصراع عندما دخل مقاتلو حماس إلى جنوب إسرائيل وقتلوا أكثر من 1400 شخص- أيد 65% هجوماً برياً كبيراً.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت مساء الخميس: إنه سيتم تنفيذ توغل بري كامل قريبا، مضيفًا: "نحن نرد بالنار ونهيئ الظروف للحرب المستمرة، وستكون هناك أيضا مراحل أخرى".