واقع مأسوي وانهيار مالي.. كيف تحولت أساسيات الحياة في لبنان إلى رفاهيات؟
تحولت أساسيات الحياة في لبنان إلى رفاهيات بفضل انهيار الاقتصاد
تحول سعر البنزين في لبنان إلى كابوس يوميّ بالنسبة للمواطنين، الذين يعانون من وطأة أزمة اقتصادية خانقة اجتاحت البلاد منذ أواخر عام 2019، فيما قال البنك المركزي العام الماضي: إنه سيتوقف عن تقديم الدولار بأسعار صرف مدعومة بسبب تضاؤُل المعروض من احتياطيات العملات الأجنبية، لكنه واصل القيام بذلك بسعر موازٍ في السوق عبر منصته للصرافة.
انهيار مالي
صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، أكدت انخفاض الدولارات التي يتم توفيرها في الأسابيع الأخيرة عبر الصيرفة تدريجياً كجزء من خطة أوسع لإنهاء الدعم لمعظم السلع وسط الانهيار المالي الذي دخل عامه الرابع، حيث أدت الأزمة إلى تراجُع الدعم الحكومي، وفي بداية الأسبوع الجاري، رفع البنك المركزي الدعم المتبقي على الوقود.
وأوضحت الصحيفة أن الوقود، أحد السلع الأساسية في العالم وفي لبنان، غير نمط حياة المواطنين، ما جعل وسائل النقل ترفًا للعائلات الميسورة فقط، حيث تسبب فقدان دعم الوقود في توجيه ضربة قاسية للبنانيين المحتاجين لسياراتهم يوميًا، لا سيما في ظل عدم وجود وسائل نقل عام في البلاد تقريبًا.
واقع مأسوي
وأشارت الصحيفة إلى أن سعر 20 لترًا من البنزين ارتفع بمقدار 20 ألف ليرة يوم الاثنين، بزيادة كبيرة مقارنة بالتقلبات اليومية العادية التي بلغت بضعة آلاف من الليرات في الأسابيع السابقة، وبحسب البيانات الأخيرة، انخفض متوسط كمية الوقود المستهلكة يوميًا في لبنان بنسبة 14% في الأشهر السبعة الأولى من عام 2022 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وأدى هذا الارتفاع الكبير في الأسعار إلى انخفاض في الاستهلاك.
وتابعت أن متوسط الاستهلاك اليومي عام 2021 بلغ نحو 328 ألف لتر يوميًا لكنه انخفض إلى 281 ألف لتر يوميًا هذا العام - بانخفاض قدره 47 ألف لتر أو 14.3 في المائة، وإلى جانب الأرقام المتضائلة، لا يزال الواقع على الأرض أكثر مأساوية من أي وقت مضى، حيث لم يعد ركوب السيارات في متناول معظم العائلات التي اعتمدت عليها للانتقال من نقطة إلى أخرى، حيث يقع عبء ارتفاع أسعار المحروقات على عاتق اللبنانيين بشكل كبير، فقد سقط ثلاثة أرباعهم في براثن الفقر بسبب الأزمة الاقتصادية التي خفضت قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار بنحو 90%.