معلقين على المشانق.. إيرانيون يروون رعبهم من أحكام الإعدامات

معلقين على المشانق.. إيرانيون يروون رعبهم من أحكام الإعدامات
خامنئي

تصدم إيران العالم أجمع بأحكام الإعدامات المجحفة ضد المعارضة السياسية، التي يكون معظم نشطائها لم يقترفوا جرائم جنائية، إلى الحد الذي جعل العالم أجمع يحذر من استمرار النهج الإيراني في إعدام النشطاء.

إعدامات صدمت العالم


وخلال الشهور الأخيرة أخذ النظام الإيراني في تنفيذ حكم الإعدام في حق العديد من السياسيين بقضايا صدمت العالم أجمع، على رأسها إعدام السياسي السني عبد الحميد مير بلوش زهي، وقدمته كأحد المتهمين بـ"التشدد" وبقتل "اثنين من الحرس الثوري بالرصاص" قبل خمسة أعوام.

فيما دعا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إلى وقف تنفيذ حكم الإعدام بحق بطل المصارعة نافيد أفكاري بعد أن ورد تقرير في محطة فوكس نيوز عن صدور حكم الإعدام عليه بسبب مشاركته في مظاهرات مناهضة للحكومة في 2018.

وجذبت قضية أفكاري أنظار العالم، بسبب إجباره على الإدلاء باعترافات تحت وطأة التعذيب الشديد، فيما يرجع البعض سبب إعدام الشاب، إلى مشاركته في المظاهرات المناهضة للنظام.

وشهدت إيران احتجاجات ضد تردي الأوضاع الاقتصادية في 2018 ردت عليها السلطات بقمع شديد، واعتقلت أعدادًا كبيرة من الغاضبين الذين وصفتهم بمثيري الشغب.

كما فجع العالم والشعب الإيراني في بداية ديسمبر الماضي، بتنفيذ حكم الإعدام بحق صحفي معارض بارز اعتقلته طهران العام الماضي خلال ما وصفته طهران بعملية للمخابرات بعد أن قضى سنوات في منفاه بفرنسا.

وأُعدم روح الله زام، الذي يتابع قناته "أمد نيوز" أكثر من مليون متابع على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، بعد اتهامه بالتحريض على العنف في احتجاجات مناهضة للحكومة عام 2017.    

الإعدام للهروب من الضغوط الخارجية


فيما يرى مواطنون ونشطاء إيرانيون أن نظام الملالي يلجأ لعقوبات الإعدام، عندما يزيد الضغط عليه من الخارج.

وقال الناشط  الإيراني "ع.ز" والذي رفض ذكر اسمه خوفا من الملاحقة الأمنية: إنه كلما زاد الضغط من الخارج، يبدأ النظام الإيراني في التشدد وإصدار عقوبات رادعة، رابطاً حملة الضغط الأقصى (العقوبات الأميركية على إيران) بزيادة الإعدامات.

واعتبر أنه بالرغم من أن الإحصائيات تشير إلى أن نسبة تنفيذ الإعدامات خلال العام الجاري، لا تزيد بشكل كبير عن العام الماضي، ولكن أسباب الإعدامات مختلفة، قائلاً:" فمنذ نهاية العام الماضي حتى اليوم تكثف إيران حملة الإعدامات بسبب الهروب من الضغوط الاقتصادية والدولية التي تشن ضد إرهابها".

رسالة للداخل والخارج 


أما الناشط (ك. ن) فيرى أن الحكومة الإيرانية تنظر إلى الإعدامات كأنها رسالة للخارج والداخل، خاصة في حالة روح الله زام، وخلال العام الماضي، تم إلقاء القبض على أشخاص، ادعت إيران أنهم يتبعون لحركات مسلحة مناهضة للنظام، مثل حبيب أسيود، وجمشيد شرمهت.


وأضاف: "حملة الإعدامات تسببت في حالة من الرعب والفزع الكبير لدى الكثير من النشطاء، فهم يرون أن الكلمة مقابلها روح، ويشاهدون ما تقوم به الميليشيات التابعة لإيران في العراق ولبنان من تصفيات، فبات الرعب مضاعفًا من الإعدام والتصفية".


نهج قديم 


وأسلوب إعدام المعارضة ليس بجديد على تنظيم الملالي، فقد بدأ بشكل مكثف منذ العام 1988، عندما نفذت طهران إعدامات جماعية بفتوى صادرة عن مرشد الثورة آنذاك، روح الله الخميني، والتي راح ضحيتها الآلاف من السجناء السياسيين المعارضين، ومن بينهم أطفال لم يتعدوا الـ16 من أعمارهم.


فيما كشف تقرير أعده مرصد حقوق الإنسان الإيراني، أنه خلال سنة 2020 أصدر النظام في طهران "أحكامًا جائرة وشديدة لقمع المتظاهرين والمعارضين، واستخدم التعذيب الوحشي كوسيلة لإسكات أي صوت معارض".


وقال المرصد في تقريره للسنة الماضية: إن سياسة نظام طهران تحولت من "إثارة الخوف من خلال استخدام الأحكام القاسية" في السنوات الماضية، إلى توظيف القضاء لقمع الاحتجاجات المحتملة".


ومن أشد العقوبات التي وظفتها السلطات الإعدام المتسلسل للنشطاء والمعارضين وكل مَن يشارك أو يصور ويساعد أي تظاهرة تندد بممارسات النظام.

حملة انتقادات واسعة 


فيما شنّ عدد من الناشطين الإيرانيين حملة انتقادات واسعة ضد السلطات في البلاد، بعد انتشار خبر إعدام ناشطين بلوش.


وانضمت الناشطة الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، شيرين عبادي، إلى تلك الحملة، مؤكدة خبر إعدام ناشطين بلوش في زاهدان، قائلة إنها تتفق مع الذين يصفون نظام الجمهورية الإسلامية في إيران بـ "جمهورية الإعدام"، بحسب ما نقلت شبكة "إيران إنترناشيونال"، الأحد.


وبدأ النظام الإيراني في التلويح بإصدار أحكام بالإعدام لقمع المتظاهرين في الأسبوع الأخير من أكتوبر 2019.
وكان "الإعدام بالحبل المعلق" وعيدًا نشرته صحيفة كيهان اليومية، الناطقة بلسان المرشد الإيراني علي خامنئي، وذلك في اليوم الرابع من الاحتجاجات التي عمّت البلاد في نوفمبر 2019.