حركة الذئاب الرمادية.. فرنسا تستعد لقطع يد أردوغان الإرهابية

حركة الذئاب الرمادية.. فرنسا تستعد لقطع يد أردوغان الإرهابية
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

بعد أن أشعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخلافات وفتيل الحرب الدينية في فرنسا من أجل مصالحه الاقتصادية، تستعد باريس لتقييد أذرعه فيها، التي اتخذها لنشر التطرف والإرهاب في القارة بأكملها لتحقيق أجندته الفاسدة.

حل ذراع أردوغان الإرهابية


أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أن بلاده ستتخذ خلال جلسة لمجلس الوزراء الأربعاء غدا قرارا بحل حركة "الذئاب الرمادية" القومية التركية المتطرفة، بعد أن وجهت لها اتهامات إثر الخلافات بين الجاليتين التركية والأرمينية في مدينة ليون بعد تفاقم التوتر بينهما بسبب النزاع في إقليم ناغورنو قره باغ. 


وشدد دارمانان على أن حركة "الذئاب الرمادية" تعتبر "تجمعا أقل ما يقال عنه إنه عدواني جدا".


وكتبت الحركة عبارة "الذئاب الرمادية" على نصب تكريمي لضحايا الإبادة والمركز الوطني للذاكرة الأرمينية قرب ليون ليل السبت الماضي، وتدخلت قوات الأمن في ديسين شاربيو لمنع 250 فردا من الجالية التركية من خوض عراك مع الأرمن، بعد إصابة 4 بجروح، أحدهم حالته خطرة.
 
ما هي الذئاب الرمادية؟


تعتبر مجموعة الذئاب الرمادية، مجموعة قومية متطرفة تتخذ علامة رأس الذئب عبر جمع الإبهام مع الوسطى والبنصر، ومعروفة بقربها من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسبق أن تورطت بالسبعينيات والثمانينيات في أعمال العنف ضد النشطاء اليساريين.


فيما يعود الاسم إلى الشعار الذي اعتمد عليه وهو "الذئب الرمادي"، والمرتبط بأسطورة تركية ترمز إلى القوة والعدوانية.


وتم تأسيس تلك الحركة، في نهاية الستينيات من القرن الماضي على يد الضابط في الجيش التركي، ألب أرسلان توركش، المعروف بأفكاره العنصرية وإيمانه بنظريات الأعراق المتفوقة، مع مجموعة شباب يؤمنون بنظرية "تفوق العرق التركي"، ويطمحون إلى توحيد المنتمين إلى القومية التركية حول العالم في بلد واحد، وأصبحت الجناح العسكري المسلح لحزب الحركة القومية التركي المتطرف.


وفي دراسة للمركز الاتحادي للتدريب السياسي الألماني، يرجح أنه لتنظيم الذئاب الرمادية لديه العشرات من التنظيمات الصغيرة والمتوسطة، مثل Türk Federasyon و"ايتيب"، وأنها تهدف لتدشين حملات ضد المعارضين الأتراك والأكراد والأرمن ببرلين. 


كما ينتمي لتلك الحركة حوالي 18 ألف عضو في ألمانيا، ما يجعلها أكبر تنظيم متطرف في البلاد، ويعتمد على أفكار القوميين الأتراك الأوائل، ومنهم ضياء جوكالب، وحسين نيهال أتسيز، وفتحي تيفيتوغلو، وريح أوز توركان، الذين مهدوا للإبادة الجماعية ضد الأرمن ويهدفون للترويج إلى أفكار عنصرية. 
 
معاداة معارضي أردوغان


ارتكز فكر تلك الحركة على معاداة معارضي أردوغان بالاستناد لأفكار ضد الأكراد والأرمن واليونان والعلويين والمسيحيين، وشن عمليات إرهابية دموية ضدهم من اغتيالات لمفكرين وقادة سياسيين ورجال دين مسيحيين، بجانب بث التوترات في أوساط الجالية التركية المعارضة.


ويعمل أيضا على نشر التنظيم الأفكار القومية والعرقية المتطرفة، من أجل القضاء على المعارضين السياسيين الأتراك، لذلك فهو حليف إستراتيجي لحكومة وحزب العدالة والتنمية، وتوطدت العلاقة بين الأكراد في أعقاب انقلاب يوليو 2016 الفاشل، الذي دعموا فيه أردوغان بالشوارع.


وظهرت تلك العلاقة الواضحة بين الحكومة والتنظيم الإرهابي، في مارس 2017، حيث ألقى وزير الخارجية التركي الحالي مولود جاويش أوغلو، خطابا من مقر القنصلية في هامبورغ، وسط حضور كثيف من الذئاب الرمادية الشهيرة.

الذئاب والإرهاب


كما ارتبطت أيضا مع "داعش" الإرهابي،  والإخوان وحركة ميللي جورش "الرؤية الوطنية"، والقوميين المتطرفين، حيث يملك ١٧٠ جمعية ومنظمة في ألمانيا ويمثل تهديدا أمنيا.


وهو ما وثقته وثيقة برلمانية بألمانيا في ٣ يوليو ٢٠١٥، أن الذئاب الرمادية نفذ الآلاف من جرائم القتل التي طالت سياسيين معارضين وأكرادا في العقود الماضية، فضلا عن جرائم عنف في الأراضي الألمانية، بينما التحق بها ٢٤ عضوا من داعش في سوريا، في عامي ٢٠١٤ و٢٠١٥، وقتل بعضهم بالفعل في المعارك.


وقبل أشهر، هاجمت مجموعة من تنظيم الذئاب الرمادية مظاهرة للأكراد واليساريين كانت تندد بالفاشية، في فيينا، رافعين لافتات عليها "لن نركع للديكتاتور أردوغان"، ما ولد اشتباكات بالحجارة وزجاجات المياه، وأحداث شغب عديدة.