محلل سياسي سوداني: البلاد على شفا الانهيار الكامل والحل يبدأ بوقف الحرب فورًا

محلل سياسي سوداني: البلاد على شفا الانهيار الكامل والحل يبدأ بوقف الحرب فورًا

محلل سياسي سوداني: البلاد على شفا الانهيار الكامل والحل يبدأ بوقف الحرب فورًا
الحرب السودانية

يعيش السودان واحدة من أخطر المراحل في تاريخه الحديث، وسط أزمات سياسية وأمنية واقتصادية متشابكة، تهدد بانهيار كامل لمقومات الدولة، وتزيد من معاناة ملايين المواطنين الذين يواجهون أوضاعًا إنسانية متدهورة في ظل حرب ممتدة منذ أكثر من عام.

وتسببت المعارك المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في تفكك مؤسسات الدولة، وتعطيل الخدمات الأساسية، فضلًا عن موجات نزوح جماعية داخلية وخارجية، تقدرها منظمات أممية بأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ.

وعلى الصعيد الاقتصادي، يعيش السودان حالة شلل شبه كامل، بعد تدمير البنى التحتية في عددٍ من المدن، وتوقف حركة الإنتاج والصادرات، خاصة في قطاعي الزراعة والصناعة.

 كما أدى انهيار قيمة الجنيه وغياب الاستقرار المصرفي إلى انفجار معدلات التضخم وارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل غير مسبوق.

سياسيًا، تراجعت فرص الحل السلمي في ظل تعثر المبادرات الإقليمية والدولية، وغياب الإرادة السياسية من الأطراف المتصارعة، بينما تتصاعد المخاوف من أن يتحول النزاع إلى حرب أهلية طويلة الأمد، على غرار سيناريوهات شهدتها دول إفريقية أخرى.

وتحذر منظمات إغاثية من كارثة إنسانية وشيكة، خاصة مع دخول موسم الأمطار، وصعوبة إيصال المساعدات إلى مناطق النزاع، في ظل الانفلات الأمني وغياب التنسيق بين السلطات والمنظمات الدولية.

ويرى مراقبون، أن السودان يقف على حافة الانهيار الكامل، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق شامل يوقف الحرب، ويضع البلاد على مسار الانتقال المدني والديمقراطي، في ظل دعم إقليمي ودولي حقيقي.

حذر الدكتور محمد الفاتح الزين، المحلل السياسي السوداني، من أن السودان يمر بمرحلة حرجة قد تقوده إلى الانهيار الكامل، في ظل استمرار الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتفاقم الأزمات الاقتصادية والإنسانية دون أفق واضح للحل.

وفي تصريح للعرب مباشر ، قال الزين: إن الحرب الدائرة منذ أكثر من عام دمّرت مؤسسات الدولة، وعمّقت الانقسامات الاجتماعية والمناطقية، وأفقدت المواطن الثقة في قدرة أي طرف على تقديم حل سياسي شامل. 

وأضاف: "نحن أمام مشهد مفتوح على كافة الاحتمالات، أخطرها هو تحوّل السودان إلى دولة فاشلة بالكامل، إذا استمرت الأطراف المتصارعة في المكابرة السياسية والعسكرية".

وأكد أن الانهيار الاقتصادي لم يعد مجرد تحذير نظري، بل واقع يعيشه المواطن السوداني يوميًا، مشيرًا إلى تدهور قيمة العملة، وغياب الخدمات، وتوقف الإنتاج، ونزوح الملايين داخل وخارج البلاد، وسط عجز دولي عن التدخل الفعّال.

وانتقد الزين ما وصفه بـ"عجز الطبقة السياسية عن تقديم رؤية وطنية موحدة"، معتبرًا أن غياب الإرادة السياسية الحقيقية لدى الأطراف الفاعلة هو ما يُبقي السودان في هذه الدائرة الجهنمية من الفوضى.

ودعا المجتمعين الإقليمي والدولي إلى ممارسة ضغوط حقيقية لوقف الحرب، وفرض آلية انتقال مدني شاملة، تبدأ بوقف إطلاق النار وتوفير الممرات الإنسانية، كخطوة أولى لإنقاذ ما تبقى من الدولة السودانية.