محلل سوداني: تفاقم الأوضاع الإنسانية يعكس فشلًا واضحًا في المسار السياسي

محلل سوداني: تفاقم الأوضاع الإنسانية يعكس فشلًا واضحًا في المسار السياسي

محلل سوداني: تفاقم الأوضاع الإنسانية يعكس فشلًا واضحًا في المسار السياسي
الحرب السودانية

تشهد الأوضاع الإنسانية في السودان تدهورًا غير مسبوق، في ظل استمرار الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، ما أدى إلى تفاقم معاناة ملايين المدنيين في مختلف أنحاء البلاد.

وبحسب تقارير صادرة عن منظمات أممية، فإن أكثر من 25 مليون سوداني باتوا في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، بينهم أكثر من 10 ملايين نازح داخل البلاد، وقرابة 2 مليون لاجئ فرّوا إلى دول الجوار هربًا من العنف والمعارك.

وتزداد حدة الأزمة في ولايات دارفور وكردفان والخرطوم، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، في وقت تواجه فيه المنظمات الإنسانية صعوبات كبيرة في الوصول إلى المتضررين بسبب انعدام الأمن وغياب التنسيق بين الأطراف المتحاربة.

وفي هذا السياق، حذرت منظمات الإغاثة من خطر انتشار الأوبئة وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وشحّ المياه النظيفة. كما أشارت التقارير إلى انهيار واسع في قطاع التعليم، حيث توقفت الدراسة في معظم مناطق البلاد.

من جهته، دعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية للسودان، التي لم يُموّل منها سوى أقل من 20% حتى الآن.

ويأتي هذا في وقت لا تزال فيه الجهود الدبلوماسية متعثرة للوصول إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، وسط تخوّفات من تحول الأزمة الإنسانية إلى كارثة إقليمية تمتد آثارها إلى خارج حدود السودان.

في هذا الصدد، قال المحلل السياسي السوداني الدكتور محمد عبدالله إن تفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان يعكس فشلًا واضحًا في المسار السياسي والعسكري للأطراف المتصارعة، محذرًا من أن استمرار النزاع يهدد بحدوث كارثة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ البلاد.

وأوضح عبدالله - في تصريح لـ"العرب مباشر" - أن الأزمة لم تعد تقتصر على نزوح الملايين أو انقطاع الخدمات، بل امتدت لتضرب عمق المجتمع السوداني في صحته وتعليمه واقتصاده، مشيرًا إلى أن غياب الحل السياسي يُغلق الباب أمام أي جهد حقيقي للإغاثة أو إعادة الإعمار.

وأكد أن المجتمع الدولي لم يتعامل بعد بالجدية المطلوبة مع حجم المأساة، متهمًا بعض الأطراف الإقليمية والدولية باستخدام السودان كساحة لتصفية حساباتها، ما يعقّد الأزمة ويطيل أمدها.

وشدّد الدكتور محمد عبد الله على أن وقف الحرب لم يعد خيارًا سياسيًا فقط، بل ضرورة إنسانية وأخلاقية، داعيًا إلى تحرك وطني موحد للضغط على الأطراف المتصارعة، ووضع حد للنزاع الذي يمزق البلاد ويُهدد بانهيار كامل للدولة السودانية.