مسؤول أمريكي: لا نعرف كيف سترد إيران على الهجوم الأمريكي حتى الآن

مسؤول أمريكي: لا نعرف كيف سترد إيران على الهجوم الأمريكي حتى الآن

مسؤول أمريكي: لا نعرف كيف سترد إيران على الهجوم الأمريكي حتى الآن
ترامب

نقلت شبكة "سي بي إس" الأمريكية، عن مسؤول استخباري أمريكي، إن الإدارة الأمريكية لا تعرف كيف سترد إيران على الهجوم الأمريكي على منشأتها النويية حتى الآن، لأن هذا أعلى معدل توتر في تاريخنا الحديث.

وتابع: "لسنا متأكدين من كيفية رد فعل النظام الإيراني جراء الهجمة، ولكن التقييمات تتراوح بين اتخاذ إجراءات ضئيلة من الإيرانيين أو اتخاذ ردود فعل محدودة".

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، أن القوات الأمريكية شنت ضربات مباشرة على ثلاث من أهم المنشآت النووية الإيرانية، هي: "فوردو، ونطنز، وأصفهان"، في تصعيد جديد هو الأوسع من نوعه منذ اندلاع الأزمة بين إسرائيل وإيران.

وقال ترامب - في خطاب ألقاه من البيت الأبيض-: إن المواقع الثلاثة قد تم تدميرها بالكامل، مشددًا على أن الهجمات تمثل تحذيرًا واضحًا لطهران، وأضاف: سيكون هناك إما سلام، أو مأساة أكبر بكثير مما شهدناه خلال الأيام الثمانية الماضية، وتابع قائلًا: تذكروا، ما تزال هناك أهداف كثيرة.

ووصف الرئيس الأمريكي العملية العسكرية بأنها الأكثر تعقيدًا وخطورة بين العمليات التي نُفذت حتى الآن، وربما الأكثر فتكًا، مؤكدًا أنه إذا لم تستجب إيران للسلام، فإن الولايات المتحدة ستضرب الأهداف الأخرى بدقة وسرعة وكفاءة، ومعظمها يمكن تدميره في غضون دقائق.

تفاصيل الضربة العسكرية


وكشف ترامب عن تفاصيل العملية العسكرية، موضحًا أن قاذفات الشبح الأمريكية من طراز B-2 ألقت ست قنابل خارقة للتحصينات تزن كل منها 30 ألف رطل على منشأة فوردو المدفونة تحت الأرض، فيما أطلقت غواصات أمريكية ثلاثين صاروخًا من نوع توماهوك على منشأتي نطنز وأصفهان.

وأشار أن السلطات الإيرانية أعلنت عدم وجود مؤشرات على حدوث تلوث إشعاعي في أعقاب الهجمات، وفقًا لما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.

تشمل الضربات الأمريكية ثلاث منشآت تمثل قلب البرنامج النووي الإيراني:

منشأة فوردو لتخصيب الوقود: تقع هذه المنشأة بالقرب من مدينة قم، وهي مدفونة على عمق يقدّر بنحو 300 قدم تحت الأرض، وقد صُممت لإنتاج اليورانيوم المخصب الذي يمكن استخدامه في صناعة الأسلحة النووية. ووفقًا للتقارير، كانت المنشأة تضم حوالي 2700 جهاز طرد مركزي نشط، وهي تعتبر من أكثر المواقع إثارة للقلق الدولي بسبب حصانتها وتعقيدها الفني.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعربت في تقريرها الصادر في مايو الماضي عن قلقها البالغ حيال ارتفاع وتيرة إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب في هذه المنشأة، معتبرة أن إيران، بصفتها دولة غير نووية، تثير مخاوف خطيرة بشأن نواياها.

منشأة نطنز النووية: تُعد منشأة نطنز، الواقعة على بعد نحو 150 ميلاً جنوب العاصمة طهران، أكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم في البلاد. وتُستخدم بشكل رئيسي لتصنيع أجهزة الطرد المركزي، وتضم ستة مبانٍ فوق سطح الأرض وثلاث منشآت تحت الأرض، يمكن لاثنتين منها استيعاب ما يصل إلى 50 ألف جهاز طرد مركزي.

وبحسب مبادرة التهديد النووي (NTI)، فقد بلغ عدد أجهزة الطرد المركزي المتطورة التي تم تركيبها في مختلف المنشآت الإيرانية بحلول أكتوبر 2022 نحو 4000 جهاز، بزيادة نسبتها 44% خلال شهرين فقط.

مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية: يُعد مركز أصفهان أكبر مجمع للأبحاث النووية في إيران، ويقع في وسط البلاد. وتقدّر التقارير أن عدد الباحثين العاملين فيه يصل إلى 3000 باحث. 

وقد تم تأسيس هذا المركز عام 1984 بمساعدة صينية، ويشمل عددًا كبيرًا من المختبرات والمنشآت البحثية المرتبطة بدورة الوقود النووي.

ترامب: لا تراجع حتى تحقيق السلام


وفي معرض تحذيره لإيران، قال ترامب: إن هناك العديد من الأهداف الأخرى المتاحة للقوات الأمريكية، محذرًا من أن استمرار إيران في مسارها الحالي سيؤدي إلى عمليات عسكرية أشد، وأضاف أن الولايات المتحدة قادرة على تدمير أغلب تلك الأهداف خلال دقائق معدودة.

في المقابل، توعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي برد طويل الأمد، واصفًا الهجمات بأنها غير قانونية وخطيرة للغاية وستكون لها عواقب دائمة.

 كما دعت إيران إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، متهمة واشنطن بانتهاك ميثاق الأمم المتحدة.

تداعيات محتملة: الشرق الأوسط على شفا هاوية

وأكدت الشبكة الأمريكية، أن الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية تأتي في سياق دعم مباشر للعملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة ضد إيران، والتي بدأت في وقت سابق من هذا الشهر.

وتثير الضربات الأمريكية مخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة، خاصة في ظل تهديدات إيرانية بالرد من خلال وكلائها الإقليميين واستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة.


كما أن هذه الضربات تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التصعيد بين واشنطن وطهران، وسط تحذيرات من أن هذا المسار قد يؤدي إلى انهيار كامل لاتفاقيات الحد من الانتشار النووي، ويدفع إيران إلى إعادة النظر في التزاماتها الدولية.

في الوقت نفسه، يرى مراقبون أن ترامب قد راهن بكل ثقله السياسي على هذه المواجهة، مع دخول ولايته الرئاسية الثانية؛ مما يجعله أمام تحدٍّ تاريخي بين خيارين: صناعة السلام أو خوض صراع واسع ذي عواقب استراتيجية عميقة.