لبنان.. عشرات الضحايا من اللاجئين فضلوا حلم الهجرة على كابوس الفقر

يفضل عشرات الضحايا من اللاجئين حلم الهجرة على كابوس الفقر

لبنان.. عشرات الضحايا من اللاجئين فضلوا حلم الهجرة على كابوس الفقر
صورة أرشيفية

في كارثة إنسانية جديدة، لقي ما لا يقل عن 95 شخصًا مصرعهم عندما غرق قارب المهاجرين الذي كانوا على متنه قبالة الساحل السوري بعد أن أبحر الضحايا من لبنان قبل أسبوع، وأكد التلفزيون الرسمي السوري أن الرحلة اللبنانية الأكثر دموية كان الدافع الرئيسي فيها تزايد اليأس بسبب التدهور الاقتصادي؛ ما دفع الكثيرين من ركوب قوارب متهالكة على أمل الوصول إلى أوروبا.

الهروب إلى الموت

السلطات السورية أعلنت عن العثور على الجثث قبالة ساحل طرطوس، ونقلت وزارة النقل السورية عن ناجين قولهم: إن القارب غادر من منطقة المنية شمال لبنان يوم الثلاثاء -الماضي- وعلى متنه ما بين 120 و150 راكبا متوجها إلى أوروبا، حسبما أكدت وكالة الأنباء الفرنسية، بينما قال وزير النقل اللبناني علي حمية: إن التقارير تفيد بوجود حوالي 45 طفلاً على متن القارب، ولم ينجُ أي منهم، لكنه لم يستطع تأكيد العدد.

وتابعت: إن عائلة مصطفى مستو اللبناني الذي كان على متن القارب مع زوجته وثلاثة أطفال صغار، قد قبلوا التعازي في شقتهم في حي باب الرمل الفقير بمدينة طرابلس الشمالية، بينما كان هناك العشرات من الأشخاص ينتظرون عند المعبر الحدودي مع سوريا، في انتظار الجثث ويخشون أن يكون أقاربهم من بين القتلى، بينما قال وزير النقل اللبناني: إن 20 ناجياً يتلقون العلاج في المستشفيات السورية، معظمهم من السوريين، حيث يعيش حوالي مليون منهم في لبنان كلاجئين، مضيفًا أن القارب كان "صغيرًا جدًا" ومصنوعًا من الخشب، ووصف هذا الإبحار بأنه حدث شبه يومي ينظمه أشخاص لا يهتمون بالسلامة.

معدلات الفقر

من جانبه، يقول محمود أبو حيدر، أحد سكان المخيم الحدودي، إن العشرات من الأشخاص الذين كانوا على متن القارب قدموا من مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بالقرب من طرابلس، مضيفًا أن الظروف المعيشية الصعبة بالفعل ساءت خلال الأزمة الاقتصادية التي عصفت بلبنان على مدى السنوات الثلاث الماضية، وبحسب الوكالة الفرنسية، فهذه الرحلات كانت رد فعل من المواطنين الراغبين في الهروب من الانهيار المالي - واحدة من أسوأ الأزمات على الإطلاق على مستوى العالم، وارتفعت معدلات الفقر بشكل جنوني بين السكان البالغ عددهم 6.5 مليون نسمة، وسارعت قبرص إلى فرق البحث والإنقاذ في وقت متأخر من يومي الاثنين والثلاثاء عندما قامت في غضون ساعات سفينتان تحملان مهاجرين من لبنان بإرسال إشارات استغاثة؛ وكان هناك 300 في سفينة واحدة و177 في السفينة الأخرى، وقال مركز تنسيق الإنقاذ المشترك في الجزيرة إنه في تلك الحالات تم إنقاذ جميع من كانوا على متنها.

تضاعف الأعداد

في السياق ذاته، أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في وقت سابق هذا الشهر أن عدد الأشخاص الذين غادروا لبنان أو حاولوا مغادرته بحرا تضاعف تقريبا في عام 2021 مقارنة بعام 2020، وارتفعت مرة أخرى بأكثر من 70% في عام 2022 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ففي شهر أبريل الماضي غرق قارب مهاجرين انطلق بالقرب من طرابلس أثناء اعتراض البحرية اللبنانية قبالة الساحل، وكان على متن السفينة نحو 80 مهاجرا لبنانياً وسورياً وفلسطينياً، تم إنقاذ 40 منهم، وتأكد وفاة سبعة، ولا يزال حوالي 30 في عداد المفقودين رسمياً.