أملاً في تحسين موقفه.. كيف يستخدم أردوغان اليونان كورقة أخيرة لتشتيت الانتباه الشعبي؟
يستخدم أردوغان اليونان كورقة أخيرة لتشتيت الانتباه الشعبي
أصبحت اليونان الورقة الوحيدة والأخيرة التي يستخدمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإشعال أي أزمة من شأنها تشتيت الانتباه عن التفكك الاقتصادي لتركيا، فبعد كل شيء، فإن أردوغان قادر تمامًا على حرق جسوره مع الغرب إذا فاز في الانتخابات، والتي أصبحت مسألة بقاء مصيرية بالنسبة له، ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أنه لا أحد يعرف بالضبط ما يفكر فيه ويخطط له.
معركة حتى الموت
صحيفة "كاثمريني" اليونانية تواصلت مع محللين وخبراء في الشأن التركي وسألتهم أين يرون الدولة وقائدها بعد عام من الآن، بعد أن يذهب الناخبون إلى صناديق الاقتراع في يونيو 2023، شيء واحد يبدو أنهم جميعًا اتفقوا عليه وهو أن الرئيس التركي سيكون عالقا في موقف صعب، لا يمكن التنبؤ به ومستعد لحرق كل أوراقه للتأكد من بقائه في السلطة، بينما أكد المحللون أن هناك جرس إنذار لتحذير اليونان، التي ستكون جزءا مهما من حسابات الرئيس التركي للمضي قدمًا في منصبه والفوز في الانتخابات، وتابعت أن في عهد أردوغان لن يكون هناك انتقال سلس للسلطة، وإنما معركة حتى الموت للحفاظ على عرش تركيا، ويعتمد هذا على مخاوف من أن أردوغان قادر على الطعن في نتيجة الانتخابات والدعوة إلى التراجع إذا كان الهامش ضئيلًا، أو تجاهل النتيجة تمامًا ودفع تركيا إلى مسار مختلف تمامًا، وهنا الحرب الأهلية لن تكون بعيدة.
وأضافت: أنه بناءً على استطلاعات الرأي العام والمشاعر السائدة في تركيا -حتى الآن- يتجه أردوغان إلى الهزيمة أمام تحالف المعارضة الذي يضم الكماليين وأحزاب أخرى، فهذه المرة، يبدو أن كمال كيليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي، يقود حملة أكثر فاعلية، وهو خصم يعرف أردوغان جيدًا، وبالتالي فهو في وضع يسمح له بفعل ما يريده، من خلال إذكاء المشاعر الشعبوية، ولهذا السبب أيضًا يُنظر إلى عمدة أنقرة منصور يافاس على أنه مرشح لديه القدرة على مفاجأة أردوغان من خلال الاستفادة من شعبيته المذهلة، على عكس عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الذي يُنظر إليه على أنه غير جاهز تمامًا لهذا الدور حتى الآن رغم شعبيته الكاسحة.
تركة من الأزمات
الصحيفة اليونانية أكدت في تقريرها، أنه حتى لو كان هناك تغيير سلس للحرس في الحكومة التركية، فهي ترث الأزمات الخارجية وخاصة فيما يتعلق بشرق البحر الأبيض المتوسط، وهذا يعني أن اليونان ستواجه في الأساس سيناريوهين إما حكومة جديدة تختار تركيز طاقاتها على إدارة الفوضى الاقتصادية وتضع بحر إيجه جانبًا لفترة من الوقت، أو حكومة جديدة تستغل الذكرى المئوية لتوقيع اتفاقية معاهدة لوزان والديمقراطية التركية -في صيف وخريف عام 2023 على التوالي- من أجل الحفاظ على التوتر أو حتى تصعيده في بحر إيجة، بغض النظر عن التحديات في الداخل، فالفكرة القائلة بأن تركيا تخلت عن الجزر لليونان من خلال التعامل مع المفاوضات بشكل سيئ هي فكرة سائدة في الرأي العام، وغالبًا ما تصل إلى حد الاستحواذ.