نزيف الخسائر يضرب صفوف ميليشيات "أردوغان" في ليبيا

نزيف الخسائر يضرب صفوف ميليشيات
صورة أرشيفية

منذ بداية التدخلات التركية في ليبيا ولم يتوقف سيل الخسائر المادية والعسكرية، بشكل أصبح يمثل ضغوطًا هائلة على أردوغان داخليًا حيث تتهمه المعارضة بتبديد قوة الجيش التركي واستهلاك الاقتصاد الذي يعاني منذ سنوات، لتحقيق أحلامه الشخصية بتوسيع رقعة سيطرته وضم دول عربية لتحقيق حلم الخلافة المزعوم، مقربون من أردوغان أكدوا أن ميليشياته في ليبيا أصبحت تستنزف أموالا ودعما عسكريا بشكل يفوق المردود المطلوب تحقيقه، وبسببها تمرد عدد من المرتزقة السوريين في ليبيا وفضلوا الهروب إلى أوروبا هربًا من الجحيم الليبي الذي يفوق ما رأوه في سوريا حيث الدعم العاجل لقرب الميليشيات من القوة الأساسية للجيش التركي.
 
 
مئات المرتزقة قُتلوا في ليبيا.. والمعسكرات التركية تجنّد "فلول" تنظيم داعش


وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 11 عنصرا من المرتزقة السوريين في ليبيا، بينهم طفل دون سن الـ18، لتبلغ بذلك حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا، 898 من المرتزقة بينهم 17 طفلا.


وقال المرصد في تقرير له: إن القتلى من فصائل "لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه"، موضحًا أن القتلى سقطوا خلال الاشتباكات على محاور حي صلاح الدين جنوب طرابلس، ومحور الرملة قرب مطار طرابلس ومحور مشروع الهضبة، بالإضافة لمعارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا.


يأتي ذلك في وقت رصد فيه المرصد السوري وصول دفعات جديدة من المقاتلين إلى الأراضي الليبية عبر الجسر الجوى التركي بعد تلقيهم لتدريبات في معسكرات بتركيا، من ضمنهم مقاتلون كانوا سابقا في صفوف تنظيم داعش.


وأكد المرصد أن الأعداد التي تم رصدها ووصلت بالفعل إلى الأراضي الليبية حتى الآن تجاوزت الـ 10 آلاف مرتزق بينهم مجموعات غير سورية بسبب ضم فلول تنظيم داعش الهاربين من السجون، ذلك بخلاف رصد قرابة الـ5 آلاف مرتزق وصلوا بالفعل للمعسكرات التركية لتلقي التدريبات وإعدادهم لدعم قوات السراج في طرابلس.


وأوضح أن من ضمن المجموع العام للمجندين، يوجد نحو 150 طفلا تتراوح أعمارهم بين الـ16 – والـ18 غالبيتهم من فرقة "السلطان مراد"، جرى تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر عملية إغراء مادي في استغلال كامل للوضع المعيشي الصعب وحالات الفقر.
 
نزيف خسائر أردوغان في ليبيا يستمر رغم خرقه لهدنة "كورونا"


تكبّدت ميليشيات أردوغان والسراج خسائر فادحة في محاور قتال ترهونة وطرابلس، بلغت 20 آلية و46 مسلحا بين قتيل وأسير؛ بينهم قيادات.


ففي "ترهونة".. حاولت ميليشيا أردوغان التقدم في محاور: سوق الجمعة والزطارنة والقربولي، لكن الجيش الليبي نجح في صد هذا الهجوم؛ ما أسفر عن تدمير 13 آلية عسكرية، فضلا عن مقتل وأسر نحو 33 مسلحا.


أما في محاور العاصمة طرابلس، فأسفر هجوم فاشل أيضا لمرتزقة تركيا عن تقدم قوات الجيش الليبي في بعض المرتكزات بمحاور: صلاح الدين ومشروع بوسليم والطويشة وعين زارة.


أما في محور الطويشة أيضا، فأعلنت الكتيبة 166 القبض على 13 عنصرا من عناصر المرتزقة السوريين بعد الالتفاف عليهم، وتم استرجاع عربة مسلحة، وانسحاب باقي المجموعات الإرهابية بالكامل من المحور.


وفي محوري بوسليم ووادي الربيع تم التعامل بمدفعية الهاون ضد نقاط تجمع للعدو التركي في قاعدة معيتيقة المحتلة.


وتستمر تحركات الجيش الليبي لتحرير طرابلس ودحر العدوان التركي، الذي استغل هدنة كورونا، واقتحم مدينتَيْ صرمان وصبراتة، ونفذ جرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين.‎
 
صفعات متتالية تلقاها أردوغان في ليبيا.. والشعب توحَّد مع جيشه


من جانبه يقول، عبد الحكيم الحاج، محلل سياسي ليبي: إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تلقى صفعات متتالية في ليبيا، مؤكدًا أن دعمه المتواصل لحكومة الوفاق الإخوانية وإصراره على نقل المرتزقة طوال الوقت إلى طرابلس لم ينجح في كسر شوكة الجيش الوطني الليبي الذي تفوق بشكل واضح في معاركه ضد المرتزقة والقوات التركية وتكبيدهما خسائر هائلة في المعدات والأفراد، خاصة مع توحُّد الشعب الليبي تحت قيادة جيشه الوطني لدحر العدو التركي.


وتابع الحاج، الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، نجح في بتر يد أردوغان ووجه له ضربة قوية بإعلان استهداف السفن والطائرات التركية، الأمر الذي جعل الرئيس التركي، يعترف بسقوط عدد من الجنود الأتراك في ليبيا علاوة على المقاتلين السوريين.


وأضاف، في ظل تزايُد أعداد القتلى في صفوف الجنود والضباط الأتراك في طرابلس، لا يزال أردوغان يتلقى خسائر أخرى كبرى في ليبيا، تمثلت في ندم المرتزقة أنفسهم ورغبتهم في العودة لبلادهم.


حيث رصدت حالة استياء كبيرة تسود بين المرتزقة السوريين في ليبيا، مؤكدين أنهم تورطوا في تلك الحرب، وذلك بسبب عجز أردوغان عن الوفاء بوعوده لهؤلاء المرتزقة، وفي تسريب صوتي لأحد المرتزقة السوريين في ليبيا ينصح فيه زملاءه في سوريا بالتراجع عن قرارهم قائلًا إن الوضع سيئ للغاية في طرابلس فالأتراك لا يستطيعون دفع مستحقات المقاتلين ومعداتهم تحترق يوميًا، مضيفًا "لم نحصل سوى على راتب شهر واحد وبعدها مضطرين لسرقة المواطنين وهو أمر ليس هيّنا حيث تمتلئ الشوارع برجال الجيش الوطني الليبي وقد يلقى أحدنا مصرعه مقابل بعض الخبز أو السجائر"، الحاج أكد أن تلك التسريبات تؤكد صعوبة نجاح أردوغان في تحقيق أحلامه وضرورة وقوف الشعب الليبي خلف قياداته العسكرية لدحر العدوان التركي.