إيران تضرب حيفا وإيلات ليلاً.. صواريخ فرط صوتية تُشعل الصراع مع إسرائيل

إيران تضرب حيفا وإيلات ليلاً.. صواريخ فرط صوتية تُشعل الصراع مع إسرائيل

إيران تضرب حيفا وإيلات ليلاً.. صواريخ فرط صوتية تُشعل الصراع مع إسرائيل
قصف حيفا

 واصلت كل من إيران وإسرائيل تبادل الهجمات الصاروخية المكثفة منذ مساء أمس السبت وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد؛ ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة.

وأكدت وكالة "اسوشيتيد برس" الأمريكية، أن إيران أطلقت عدة موجات من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة استهدفت مدنًا إسرائيلية، بما في ذلك حيفا وإيلات، ردًا على ضربات جوية إسرائيلية واسعة النطاق استهدفت مواقع عسكرية ونووية في إيران.

وأسفرت الهجمات الإيرانية عن مقتل 10 إسرائيليين على الأقل وإصابة 210 آخرين، وسط أضرار مادية واسعة، فيما أثارت هذه التطورات مخاوف دولية من انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة.

تفاصيل الهجمات الإسرائيلية والرد الإيراني

بدأت الأزمة فجر الجمعة الماضية، عندما أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق أطلق عليها اسم "أمة الأسود"، استهدفت أكثر من 400 هدف في إيران، بما في ذلك مقر وزارة الدفاع في طهران، منشآت نووية في نطنز وأصفهان، ومواقع عسكرية مرتبطة ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية. 

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الضربات استهدفت "قلب برنامج التخصيب النووي الإيراني"، مشيرًا أنها جاءت استباقيًا لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية.

أسفرت الضربات عن مقتل قادة عسكريين بارزين، بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد أركان القوات المسلحة محمد باقري، إلى جانب تسعة علماء نوويين، وفقًا لتقارير إيرانية.

 كما أفاد السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة بمقتل 78 شخصًا وإصابة أكثر من 320 آخرين.

وردت إيران مساء السبت، بعملية أطلقت عليها اسم "الوعد الصادق 3"، شملت إطلاق سبع موجات من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على إسرائيل. 

استهدفت الهجمات مدنًا رئيسية مثل: تل أبيب، القدس، حيفا، وإيلات، مع تركيز خاص على منشآت عسكرية وصناعية. 

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن الصواريخ الإيرانية، التي تضمنت صواريخ "عماد"، "قادر"، "خيبر"، وصواريخ فرط صوتية، تسببت في دمار غير مسبوق في مناطق وسط وشمال إسرائيل. 

ووفقًا لخدمة الإسعاف الإسرائيلية، أسفرت الضربات عن مقتل 10 إسرائيليين، من بينهم امرأتان في حيفا وثلاثة أشخاص في تل أبيب، إلى جانب إصابة 210 آخرين، مع تقديرات بوجود مفقودين تحت الأنقاض في مواقع مثل بات يام وحيفا.

وفي حيفا، أصاب صاروخ إيراني فرط صوتي مجمعًا صناعيًا يضم منشآت كيماوية، متجاوزًا نظام القبة الحديدية، مما أدى إلى أضرار جسيمة وإصابة 14 شخصًا.

 أما في إيلات، فقد استهدفت الصواريخ قاعدة عسكرية، لكن الجيش الإسرائيلي أعلن اعتراض معظمها، مع تسجيل أضرار طفيفة.

الأضرار المادية والخسائر البشرية


أفادت مصادر إسرائيلية، بأن القصف الإيراني تسبب في تدمير مبانٍ سكنية وتجارية في تل أبيب وحيفا، مع إصابة مباشرة لبرج سكني في تل أبيب الكبرى. كما تضررت مركبات وممتلكات في مناطق مثل كريات يام قرب حيفا. 

وفي إيران، كشفت صور الأقمار الصناعية عن أضرار كبيرة في منشأة نطنز النووية، حيث دمرت مبانٍ فوق الأرض، بما في ذلك هياكل تزويد الطاقة، دون تأثر قاعات التخصيب تحت الأرض. 

كما استهدفت ضربة إسرائيلية مصفاة في حقل غاز بارس الجنوبي، مما يمثل أول هجوم على صناعة النفط والغاز الإيرانية.

وفي إيران، أعلن محافظ أذربيجان الشرقية مقتل 31 شخصًا، بينهم 30 جنديًا ومنقذ، في ضربات على تبريز ومناطق أخرى.

 كما أكدت وسائل إعلام إيرانية مقتل جنرالين بارزين، هما غلام رضا مهرابي ومهدي رباني، إلى جانب قائد الحرس الثوري الجوي السابق أمير علي حاجي زاده.

ردود الفعل الدولية


أثارت الهجمات المتبادلة قلقًا دوليًا واسعًا، مع دعوات متكررة للتهدئة. دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف التصعيد فورًا، مؤكدًا أن "السلام والدبلوماسية يجب أن تسود". 

كما حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في اتصال مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، على العودة إلى المفاوضات النووية وتجنب التصعيد، مطالبًا بالإفراج عن رهائن فرنسيين محتجزين في إيران.

أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إرسال طائرات مقاتلة إلى الشرق الأوسط لدعم الجهود الدبلوماسية، فيما أدانت الصين الهجمات الإسرائيلية، معتبرة أنها "سابقة خطيرة". 

وفي روسيا، عرض الرئيس فلاديمير بوتين التوسط لتهدئة التوترات، مؤكدًا دعم موسكو للحلول الدبلوماسية.

وفي المنطقة، دانت مصر وتركيا والسعودية الهجمات الإسرائيلية، محذرتين من "فوضى شاملة"، بينما أعربت الأردن عن قلقها بعد إصابة ثلاثة أشخاص بسقوط شظايا صاروخية إيرانية في إربد.

 

تداعيات إقليمية وعالمية


أدى التصعيد إلى تعطيل حركة الطيران في المنطقة، حيث أغلقت الأردن، لبنان، وسوريا مجالاتها الجوية مؤقتًا، قبل إعادة فتحها السبت.

 وفي إسرائيل، يستمر إغلاق مطار بن غوريون الدولي حتى إشعار آخر. 

كما تأثرت أسواق النفط والذهب، مع ارتفاع الأسعار نتيجة المخاوف من تعطل إمدادات الطاقة.

 في مصر، أدى توقف إمدادات الغاز الإسرائيلية إلى نقص في الطاقة؛ مما دفع إلى تأخير افتتاح المتحف المصري الكبير إلى الربع الأخير من 2025.

تطورات عسكرية وسياسية


أعلن الجيش الإسرائيلي استمرار عملياته في طهران، مع استعداد مقاتلاته لشن ضربات إضافية. 

وفي إيران، عين المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي اللواء مجيد موسوي قائدًا جديدًا للقوة الجوية في الحرس الثوري، خلفًا لأمير علي حاجي زاده الذي قتل في ضربة إسرائيلية. وتعهد خامنئي بـ"رد قاسٍ"، محذرًا إسرائيل من "مصير مرير".

في الولايات المتحدة، نفى الرئيس دونالد ترامب أي تورط أمريكي في الهجمات الإسرائيلية، محذرًا إيران من استهداف مصالح واشنطن، وألغيت جولة المفاوضات المقررة بين إيران والولايات المتحدة في عمان حول البرنامج النووي، بعد أن وصف وزير الخارجية الإيراني عباس أراغشي المحادثات بأنها "غير مبررة".

مخاوف نووية


أثارت الضربات على نطنز وأصفهان مخاوف من تسرب إشعاعي، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت عدم رصد زيادة في مستويات الإشعاع خارج المواقع. ومع ذلك، أدت الأضرار في نطنز إلى تعطيل جزء من عمليات التخصيب، مما يزيد التوتر حول البرنامج النووي الإيراني.